الفصل الرابع : طافٍ فوق المحيط

19 1 7
                                    

في صباح الأحد الموافق للتاسع والعشرين من سبتمبر ، بدأ يوم دراسي جديد ، كان يومًا عاديًا مملاً ، سَعِدَ الجميع بنهايته.

بعد نهاية الحصص اتجه خالد رفقة آدم وأنس إلى المقهى خارج المدرسة ، جلس ثلاثتهم وبدأ كل واحد منهم بإخراج الذي في جعبته ، أخرج آدم زجاجتي عصير ورقائق البطاطس ، وأخرج خالد شطائر جُبن وبيض وحلوى وجه القط.

في تلك الأثناء بينما كان أنس واضعًا يده في الحقيبة قال : «أعلم أننا اتفقنا أن يكون هذا فطورنا ولكنني جلبت لنا الغداء» قال ذلك وأخرج كيسًا فيه ثلاث علب مستطيلة الوجه ، اعطى آدم واحدة وخالد واحدة وأخذ الثالثة قائلاً : «لتفادي الشجار جلبت لنا جميعًا نفس الشيء»

فتح آدم العلبة فوجد فيها أرزًا وقطعة لحم وبعض السلطة ، فرح بذلك وأخذ يأكل بنهم حتى امتلأ فمه ، أظْهَرَ خالد اعتراضه على ما قام به أنس قائلاً : «هذا لطف منك لكنه ليس ما اتفقنا عليه ، إذا حدث أمر كهذا مرةً أخرى فسوف فسيكون عليك ... »

لم يكمل خالد ما قال ، لقد بدأ بتناول الطعام ، أعجبه ما تناول ، اللحم تم تحضيره بإمتياز ، والأرز ملحه ممتاز ، فأخذ يمضغ ويمضغ ليستمتع بهذه اللقمة.

فور أن ابتلع خالد ما في فمه قال : «لا شك أن والدتك محترفة في الطهو ، أشعر وكان هذا الطبق تم إعداده لي خصيصًا ، أرسل سلامي إليها»

عبس أنس ونظر للأسفل ثم أتبع قائلاً : «كان بودِّي ... أن يكون هذا طهوها ، كان بودِّي أن أتمكن من أن أوصل سلامك إليها ، ولكن للأسف لا أستطيع حتى التحدث معها ، فقد أخذها الموت مني عندما كنت في الصف الأول المتوسط»

أخذ أنس نفسًا عميقًا ثم رفع رأسه فوجد آدم قد وضع ملعقته دون أن ينهي طعامه ، وكان خالد ينظر إليه بحزن يربد قول شيء يأبى الخروج من فمه ، فقال أنس : «آسف على هذا الجو الحزين ، أفسدت عليكم وجبتكم»

قال خالد : «أنا من يجب عليه الاعتذار ، آسف لتذكيرك بشيء حزين كهذا»

قال أنس : «لا عليك ، فقط أكملوا طعامكم ، وأنت يا آدم افتح هذه الرقائق ، لم تجلبها لنشاهدها أليس كذلك»
فتناولوا طعامهم منزعجين ، ثم انصرفوا إلى منازلهم.

حينما وصل أنس إلى منزله دخل غرفته مباشرةً ، وضع حقيبته بجانب مكتبه ، ثم بدأ يبدل ملابسه ، بينما يخرج ما يرتديه من خزانته نظر إلى تلك الصورة المعلقة على الحائط ، بتلك الصورة امرأة شابة لم تتجاوز الأربعين من عمرها ، جميلة تفتن من يراها لشدة جمالها ، وذاك الشعر الأسود الحريري وتلك العيون المشرقة يزيدانها فتنة فوق فتنتها.

نظر أنس إلى والدته في تلك الصورة ثم قال والدموع في عينيه : «أشتاق إليك يا أمي» ثم ترك الدموع التي كان يحبسها تنهمر ، وبعد بضع دقائق من البكاء ، جفف أنس دموعه ، ثم جلس إلى مكتبه يدرس.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 06, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مُطارَدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن