في الخامس والعشرين من يناير سنة 2022ميلادية حدث خلل في شبكة الكهرباء وانقطعت الكهرباء على المدينة بالكامل، بعضهم يقول بأن هناك من قام بسرقة بضع الأسلاك الكهربائية وبعض المعدات الأخرى التي لا أعرف أسمائها حقا، مما سبب ضغطا على محطة الكهرباء وانفجارها فانقطعت الكهرباء على المدينة بالكامل ..
كنت في تلك الليلة خارجا للعشاء في مطعم " سوهان للمأكولات البحرية " انا وصديقي ، ولكنه اعتذر عن المجيء وبقيت وحدي اتناول العشاء ، نعم فعدم مجيئه لن يسد شهيتي ولن يجعلني ارحل طبعا ، كانت الساعة قرابة العاشرة تقريبا، لقد طلبت بعض الجمبري المسلوق مع سمك السلمون المشوي وبعض الصوص الحار ، بمجرد أن جهز طبقي ووضعه النادل على طاولتي حتى شرعت بالأكل على الفور ، نظر لي النادل واستغرب فقلت له كل ما في الأمر انني اتضور جوعا.
فجأة وبدون سابق إنذار انقطعت الكهرباء ، وعم الظلام المكان ، لأصدقكم القول في تلك اللحظة لم افكر في شيء أخر غير طبقي الذي لم أنهيه بعد، اخرجت هاتفي من جيبي لأستنير به ، وأكملت ما تبقى من طبقي سريعا و ترجلت من المطعم ..
لا تنظروا إلى بهذه الطريقة ، لقد قلت لكم بأنني كنت جائعا جدا ، وثم إنني قد دفعت نقودي على هذا الطبق فلما سأتركه هنا، بينما لا أزال أشعر بالجوع ، لن افعل ذلك بالتأكيد لأجل الإتكيت.
حينما ذهبت خارجا لم يكن هناك سوا السواد في الخارج ، اما فوقنا فقد كانت هناك بعض النجوم تضيئ بياضا خافتا في الأفق ، ولكن السواد كان يغلب ،المكان هادئ ومظلم وبالرغم من ذلك فإنه حقا مريح ، لا أصدق أن هذا الكلام يخرج من شخص لديه فوبيا من الظلام ههه لكن في الواقع قد أدركت أن الظلام لم يكن بهذا السوء ، بل بالعكس قد جعلني أرى ما لم يكن واضحا ،حينما كانت الأنوار تحجبه، أظن أننا ظلمنا الظلام والسواد لمجرد انبهارنا بالنور، فربما علينا إعادة النظر فيما نفكر، فكما يقول المثل ليس كل ما يلمع ذهبا ، فالأمر كذلك ليس كل ما هو مظلم سيئ..
وفي النهاية لم تمر فترة طويلة حتى عادت الكهرباء وانقشعت الظلمات وبدأت الأنوار بالسطوع من جديد ، وقد تبين أن السبب في حدوث هذا الانقطاع المفاجئ هو ضعف ذاكرة أحد موظفي شركة الكهرباء الذي قد نسي توصيل الأسلاك ببعضها بعد أن فرغ من فحصها.
نعم ليس كل ما يقال و يتداول من الناس صحيح ، فقد أصبحنا في زمن كثر فيه القيل والقال والغيبة والنميمة وسرد الإشاعات ، فلا تصدقوا كلام أحد ، إلا بعد أن تشاهدوا بأنفسكم..
