الوحدة أحيانا تكون سعادة

8 0 0
                                    

السابع عشر من يناير يوم الاربعاء الساعة الحادية عشر مساءاً ، إن الساعة الحادية عشر هي كالإعلان على دخول منتصف الليل ، ففي هذا الوقت تجد الكثير من الناس قد استعدوا للنوم ،أو غطوا في النوم حتى، و لكن الأمر مختلف تماما في ذلك البيت ، فلا يوجد ساعة ولا وقت محدد لجعل سكانه يهدئون ، فهم يتشاجرون فيما بينهم طوال الوقت ، سوا أشرقت الشمس أو غربت فالأمر لا يهمهم .
في ذلك الوقت كان الهدوء يخيم على أرجاء الحي ، فالبيوت جميعها هادئة و أنوارها مطفأة ،عدا ذلك المنزل الملعون الذي يتوسط بقية البيوت في هذا الحي ،و الملاصق لبيتنا ، فقد كانت جميع أنواره مضاءة ، وإحدى نوافد غرفه مفتوحة ، مما جعل الضجيج و الصراخ واضحا جدا في الخارج ، كان صراخهم عاليا جدا، كما لو أنهم يتقاتلون بوحشية فيما بينهم ، يا إلهي يبدو أن الفوضى قد عمت أرجاء ذلك البيت.
هرعت مسرعة إلي الطابق العلوي من بيتنا ، لعلني أرى شيئا وافهم ما يحدث هناك ، اقتربت من الحائط الذي كان يفصل بيننا ، وأخرجت رأسي من فوقه لاسترق النظر إلى تلك النافدة المفتوحة ، فرأيت ألكس وهو رب الأسرة يتشاجر مع سالي وهي " زوجته " ويصرخ عليها ، ثم بعد لحظات دفعها تجاه الحائط و صفعها بكل قوة ، حتى سقطت على الارض ،و الطفلان المسكينان يشاهدان كل ما يحدث ويبكون..
وقفت سالي من بعد وقوعها وإستجمعت قوتها وبدأت تصرخ في وجه زوجها ألكس و تقول له إن الاطفال خائفون "توقف وعد الى رشدك إن كنت تشعر بالأبوة ولو قليلا " فصاح عليها صارخا اللعنة عليك أيتها العاهرة ، لن أستلم الأوامر منك أنتِ ، فأنا من يعطي الأوامر هنا ولست أنتِ ، انفجرت غاضبة وقالت له : كل ما تعرفه هو الصراخ والضرب ، تنفق جميع أموالك على النبيذ والمخدرات وتخرج للحفلات وتتصرف كالمراهقين وحين ترجع الى المنزل تخرج طاقتك السلبية فينا، أتظن نفسك رجلا حقا ! أتظن بأن من حقك إعطاء الاوامر حتى!
استشاط غضبا وجن جنونه وًاندفع نحوها مسرعا كالثورً الهائج في منظر مخيفٍ جدا واقترب منها ووضع كلتا يديه على رقبتها وبدا بالضغط عليها وكانت المسكينة تضرب بيديها محاولة الإفلات أو محاولة منعه لا أدري ، ولكنها كانت تحاول النجاة بأي طريقة ، أما أنا فقد فزعت حقا ، ولم ادري ما لذي علي فعله ، كيف بإمكاني المساعدة من هنا!؟
بدأت أصاب بنوبات الهلع وًبدأ الادرينالين بالتدفق في جسمي، والمسكينة سالي لازالت تخنق على يد زوجها المجنون ، التفت يميني و يساري لعلي أجد شيئا أرميه عليه، أو على الاقل ربما أخيفه فيتركها، فوجدت حجارة متوسطة الحجم، حملتها وانحنيت لأستخدم قوة جسدي لرميها ، أخدت نفسا عميقا ثم رميتها بكل ما أوتيت من قوتي وسمعت صوت ارتطامها بالنافذة، رفعت رأسي قليلا لأرى ما لذي قد جرى ، فرأيت ألكس مخرجا رأسه من النافدة تارة يتفقد الأرجاء و يدير برأسه يمينا ويسار وتارة يصرخ ويلعن الشخص الذي رمى هذه الحجارة ، غير مدرك لما يحدث حوله ، فرحت عندما رأيته أمام النافدة ، فذلك يعني حتما أنه أفلت سالي ، و لكن أين سالي؟ انا لا أراها ، هل ذهبت للغرفة الاخرى ياترى !!
بدأت أتحرك من مكاني وأتجه بعيناي إلى كل نافدة تطل من منزلهم لعلني أرى سالي أو الاطفال اللذين اختفوا هم أيضا، ثم سمعت صوت صرير الباب وهو يقفل ،أشحت بنظري إلى اسفل ، فتفاجأت برؤية سالي وأطفالها يخرجون من باب منزلهم مسرعين ، ترجلتُ من مكاني ونزلت الى الطابق السفلي واتجهت خارجا أنا الاخرى لألتقي بسالي والأطفال .
  جين - هي سالي ، تعالي الى هنا.
سالي - من هناك ،،! ااه جين لقد افزعتني .
  جين - تعالي فلتدخلوا بسرعة قبل أن يراكم .
  سالي- اذا انت تعلمين .
  جين - نعم لقد كنت انا من رمى تلك الحجارة من النافذة .
  سالي- اه جين شكرا لك حقا ، لقد انقدت حياتي .
كانت عيناها غارقة بالدموع ووجهها مليء بالخدوش ، وبالرغم من ذلك فهي تبدو كالملاك ، أي شخص غبي يحظى بامرأة جميلة ولطيفة كهذه ويعاملها بوحشية هكذا!؟ تبا لذلك الوغد الغبي .
أدخلتهم للبيت وأغلقت الباب ومن حسن حظنا أن ألكس لم يرنا ولم يعرف أين اختفت سالي والأطفال..

نصوص عشوائيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن