ألمانيا..
برلين - 4:30 صباحاالبرلين ، لا يمكننا تجاهل جاذبيتها أيضاً كمدينة سياحية لاحتوائها على ثقافات متنوعة وآثار ومتاحف وأماكن ترفيهية متعددة
... و في أيام ديسمبر الباردة ، تساقطت أوراق الأشجار لتزين الشوارع و الممرات الفارغة ، لم تشرق الشمس بعد!.... ستشرق بعد قليل ، و لذا امرأة في أواخر عشريناتها تتجول لوحدها في الشوارع المظلمة ، يديها موضوعتان بجيب معطفها ، شعرها البني الفاتح يتطاير مع نسمات الهواء وها قد تبلل... انها تمطر !
الشتاء تمطر مياها باردة على جسدها الساخن ، قلبها الذي يصدر دخان من شدة احتراقه ، و لازالت ملامحها باردة ... توقفت المرأة تنظر للسماء ، و سمحت لدموعها أن تختلط مع الأمطار.....
.
.
.
.دخلت المنزل و أول ما تفحصته هو غرفة طفلتها ، "ليليان" ، و كأنها قطعة قطن تتوسط السرير ، فهي ذات 4 أشهر ... ناظرت المرأة طفلتها بعينان لامعتان و كأنها تريد إهداؤها العالم بأسره .
طفلتي !
نطقت بصوت متعب حزين ، تراه ! ترى ملامحه في طفلتها... رغم صغر سنها ، لكن ليليان بالنسبة لأمها ، طبق الأصل عن أبيها...
نهظت بقلة حيلة تأخذ حماما دافئا لعلها تريح تفكيرها قليلا ، رائحة الياسمين تفوح من مضجعها ، ضغطت جاعلتا الماء أكثر دفئا ، أغمضت عيناها و جعلت خيوط المياه تنسدل عليها مجددا ...خرجت بعد استراحتها النفسية ، لتذهب إلى المطبخ تشرع في إعداد الفطور ، و كالعادة رائحة القهوة بالشوكولاته تفوح بكل أرجاء المنزل ، و ها قد بدأت بِعد أطباق متعددة كما لو أنها تدلع نفسها !
رتبت الطاولة، و جلبت طفلتها الصغيرة التي بدأت في الاعتماد عن نفسها أثناء الرضاعة ... ابتسمت بدفئ و هي تناظر صغيرتها تكبر يوما بعد يوم ...
رن هاتفها ، رفعت حاجبا باستغرب ، من يتصل باكرا ؟
و لقد كانت سكرتيرة من شركة التسويق تأكد على المرأة أنه هناك فرصة عمل كمساعدة لشخص مهم!.
أرخى جسده بتعب على السرير ، وضع كفه على عيناه متنهدا بحزن .... يريد أن يتذكر شيئا لا يجب عليه تذكره ! ....
جسده الضخم ينطوي على نفسه ، بينما مجددا تداهمه تلك الكوابيس ، أصوات ضحكات و فتاة ترتدي فستانا برتقالي ، تذهب و تعود أمام عقله ، تناظره بأعين لامعة و تردف بكلمات غير مفهومة ...
تنهد بتعب بعد استيقاظه من هذا الكابوس المظلم مجددا ! لقطات من حياته في اخر ثلاث سنوات ، تعيد احياء ذلك الجزء في ذكرياته ، لكنه يفشل ... و لا أحد يخبره بحقيقة ما كان يعيشه من قبل ...
دلفت "ليانا" الغرفة ، ،تناظر ابنها الذي فقد جزء من ذاكرته ... انه الجزء الأهم ، و هي أخر ثلاث سنوات عاشها ... ابنها ، زعيم المافيا الألمانية أصبحت حياته سوداء محاولا تذكر ولو لمحة صغيرة واضحة ...
كلما تنهد بألم ، هي فعلت المثل ، فرحه فرحها و ألمه ألمها ... تمنت لو كان بإمكانها معالجته ، و وضع فراشات على جراحه ، تمنت لو استطاعت أن تكون مكان ابنها! لكنها و بطريقة ما ، السبب وراء كل شيء!
أنت تقرأ
APHRODITE أفروديت
Romanceمبعثرة هي أفكاري ، فنجان قهوة ، كتب ، سقطت أوراق الأشجار تزين الشارع ، و أنا أنظر له من نافدتي .. أتذكرك ، فأفتقدك! إن هواك في قلبي يضيء العمر إشراقًا وسوف يبقى حبنا أبدًا رغم هذا البعد العملاق.... 🕯️ Aphrodite أفروديت ( اله الحب)