الفصل 4

344 18 19
                                    


(رجعت الخط نفس الوهم المثالي. افضل والا العريض افضل؟)



"تِك..تُك..تِك..تُك" . يغني زيك لحن دقات الثوانً.. بقيت 9 ساعات على نهاية اللعبة الثانية .
وضع كوب قهوته الخاليه من كل ملامح السكر او الحليب جانباً وصاح
"بيك"
"نعم سيدي؟"
"مالذي تفعله فتاة المنجنيق الان؟"
"تتحدث الى أحد اصدقائها. هل افتح لك الشاشات؟"
"كلا. افتحيها فقط عندما تفعل شيئاً غريباً آخر"
"امرك سيدي".
.
.

تذهب ساعه.. واثنتان.. واربعه.. وسته ..والمشاركون يتساقطون.
وكان من الغريب ان بعض الاشخاص لم يعرفوا مكان الترياق لكنهم لم يسقطوا.

"انظر الى ذلك الشخص ليفاي ..هو لم يسقط مع انه لا يبدو ذكياً كفاية ليكتشف امر المفرش" قالت هانجي وهي تحوم حول ليفاي لانها تشعر بالملل.
استغرب ان مثل هذا التطرف يخرج من فم هانجي "هل تحكمين على عقول الناس من ملامحهم؟ ربما هو لم يأكل من الأساس. لست الشخص الوحيد الذي لم يثق بهذا المكان"
بقيت تحدق بالناجين الاخرين حتى طلب منها ليفاي ان تعدهم فقالت "لماذا لا تعدهم انت؟!"
"اخبرتكِ اني لم ادرس الا ثلاث سنوات. استطيع العد حتى 20 او 30 ثم ابدأ بتضييع الأرقام"
"ذكرني ان اعلمك عندما نخرج من هنا" وقامت بافساد تسريحه شعره وتحريك خصلاته المخيفه التي تعجبها فابعد رأسه مثل القطط.

كان ايرين نائماً عندما صدحت مكبرات الصوت وافزعته  "مرحباً ايها الفائزون" ..مجدداً زيك ييغر.
ارتسم تعبير من القلق المختلط بالسعادة على وجه هانجي لان وقت الأنتظار انتهى لكن ليفاي لم يبد اي تعبيرات ، اكمل الصوت "ابارك نجاتكم من اللعبة الثانية. ستفتح لكم الأبواب بعد قليل وسنسافر قليلاً بمنطادنا الرائع. الى اللعبة الثالثة".

انفتحت ابواب الصاله..الحرية
قفزت هانجي خارج الابواب تجر يد ليفاي معها "تجاوزنا هذه ايضاً!"
وكان عدد الخاسرين 60 والفائزين 60 تماماً . انتصف عدد المتسابقين هذه المره .

.
.
اما في المكان الآخر ضرب زيك بقبضته على الطاوله حتى ارتجف كوب القهوة "ماهذه الحماقة؟! ..بيك!..بيك!"
"نعم سيدي"
"لماذا نجا ستون شخصاً من هذه اللعبة؟ لم تعد الالغاز التي نضعها صعبه بعد الان! افعلي شيئاً وتخلصي من اربعين او خمسين منهم. لا تكون اللعبة ممتعه الا عندما يبقى النخبة!"
"حاضرة سيدي".
.
.

في هذه الاثناء كانت هانجي تمسد شعر ارمين الذي كان على وشك البكاء لانه يريد العودة للمنزل .. لم تكن هانجي قلقه لانه يريد العودة بل كانت قلقه لانه يبكي مع ان الأمر لا يبدو انه يستحق. وعندما يبكي المراهقون على امور لا تستحق فأن ذلك يكون قطعاً حدسهم المنذر.
تعرف هانجي ذلك جيداً لانها لم تشعر برغبة غير منطقيه بالبكاء في حياتها الا مرتين
في الأسبوع اللذي سبق الحرب التي دمرت اقتصاد الدولة وحياتها ايضاً..
وقبل وفاة والدتها بثلاثة ايام..
لكنها لم تقل شيئاً حتى لا يخاف الصغار اكثر.

كان وقت الرحلة الى اللعبة الثالثه اطول بكثير من وقتها في الثانية حتى ان ايروين شك في انهم سيخرجون خارج الدوله وليس فقط خارج المدينة.
قال محدثاً ليفاي "كلما ابتعدنا عن مدينتنا اكثر كلما زادت صعوبة العودة عندما نخسر"
ليفاي"لن نخسر" .

كان المنطاد يحوي عدة مدافئ تعمل بالفحم وقد اجتمع السته حول واحده منها ليحاولوا النوم لان الجو اصبح بارداً
قالت هانجي بعد ان تأكدت ان ارمين وايرين نائمان (هي تعلم ان ميكاسا لن تخاف حتى لو سمعت)  "نحن نتجه بالمنطاد الى الجنوب طالما تنخفض درجات الحرارة بسرعة. في اخر مره فتحت صحيفه كانت القوات المعاديه لا تزال تسيطر على اجزاء من جنوب دولتنا. مابال هذا الثري المختل ليأخذنا الى هناك؟!"
"لا تمزحي هكذا هانجي" قال ايروين وقد شحب وجهه لان البروده فعلاً تنذر باقترابهم من الجنوب..
"اتمنى لو كانت هذه مزحه لكنها ليست كذلك. درجة الحرارة بوضوح اقل من 7 مما يعني اننا سنصل الى الحدود الجنوبية قريباً" وقد بدأت يدها ترتجف ولم يعرف ليفاي ما اذا كانت ترتجف من البرد او من الخوف..
لكنه مد يده الى يدها وامسكها ليوقف الارتجاف وقد كان جالساً بقربها تماماً.
ثم قال "يعرف المعتل المسؤول عن هذه المهزله ان لا احد سوف يسأل عنا حتى لو رمانا الى الجحيم. نحن في نظرة حثاله المجتمع .. وقد نكون فعلاً كذلك"
رأت ميكاسا ليفاي وهو يمسك بيد هانجي فتمنت لو ان ايرين بهذا الحنان ثم تذكرت انها لا ترتجف ابداً .

.
.
كان يشعر بالنعاس. تثاءب ولمعت نظارته تحت ضوء القمر "تِك..تُك..تِك..تُك.. سلمي لهم الحقائب عند الشروق يا بيك. لست وحشاً لأرسلهم الى هناك في الليل"
"امرك"
.
.

نامت ميكاسا بعد ان استمعت الى كامل حوارات البالغين الثلاثه
ثم نام بعدها ايروين وهو يسند رأسه للحائط..
بينما استلقت هانجي بقرب ليفاي وهي لا تزال ممسكة بيده وكان يرا عينيها تفتح وتغلق كل دقيقتين
اما هو لم ينم ابداً.

سطعت الشمس وحصل الجميع على منبه ممتاز. صوت المكبرات.
"ليستيقظ الجميع رجاء.. ليستيقظ الجميع"
كانت هانجي مستيقظه قبلها بساعة وكذلك ايروين وليفاي الذي لم ينم اصلاً.
وقد فزع ارمين وايرين بينما كانت ميكاسا بملامح متأهبه.
تمتم ليفاي "اللعنه على صوت هذا الرجل. يبدو لي مثل صوت عزرائيل قادماً لأنتشال ارواحنا"
ضحكت هانجي. ابتسم ليفاي عندما رأها تضحك..

خرج من مقصوره القياده التي لم يتم فتحها سابقاً ثلاثه رجال
قاموا بتوزيع حقائب ظهر ضخمه تستخدم للتخييم على الجميع
وقد شعر ايروين ببعض الاسترخاء "ربما ستكون اللعبه القادمه تسلق جبل" .
لكنها لم تكن قطعاً تسلق جبل..

عندما كانت هانجي تساعد ليفاي في ربط حزام الحقيبة دوى صوت ارتطام وانفجار يشبة قنبله او قذيفة مدفعية اسفل منطادهم مباشرة . انحنى كل من ليفاي وايروين بينما تكور ارمين على الأرض من شدة الخوف.
واصبحت ميكاسا لا ترمش من شدة التأهب.
تطلعت هانجي الى الخارج .. ضحكت قليلاً ثم التفت وقد ارتسم على وجهها تعبير غريب من البرود وعدم الاكتراث "نحن في الجبهة. جبهة الحرب" .

.
.
.
يتبع

شيء في عينيك..يلمع كالموت || Levihan || Where stories live. Discover now