مَعْشُوقِي

إبنُ المَلائِكةِ

وَصلَ المَلهى لَينزُل مِن سيارتهِ نافِضًا مَلابسهُ من الغُبار الوهمي الذي يراهُ

دَخل بخطواتٍ ثابتةٍ باحثًا بعينيهِ عَن حَبيبتهِ ليراها تُلوح لهُ مِن طاولةِ بِزاوية الملهىَ

وَجد صعوبةً في العبور مِن بين الناسِ كونُ المَقهى مُمتلئٌ بالأشخاص الثَملين

وَصل لَها وبدأ بِترتيبِ شَعرهِ الذي يَظنهُ أفضل شعَر عَلى الإطلاق

"هَل تأخرتُ؟"
سَألها بَينما يجلس أمامها

" لا لَم تتأخر لا تَقلق"

تَنهدَ بِملل عالمًا بِماذا تريد أن تَفعل

"ليونا"

"ماذا؟" صَرخت ليونا لكونِ المكان صاخبًا

"لِننفصل لا أعتقد أني أُريد البقاءَ مَع شَخصٍ خائن لِبقية حَياتي"

توسعت أعينُ ليونا لِكلام جِيسونق وتجَمدت أطرافها لِمعرفتهِ بخيانتِها

"كما أعلم أنكِ حَامل مِن الفَتى الذي خُنتيني مَعه ولا لَن أتحمل مَسؤوليتهُ أنتي من سَتتحَملين"
صَرخ جيسونق في وَجِهها بعد نَفاذ صبرهِ مِن محاولتها فِي التبرير

غَضِبت ليونا من انفصالهِ عَنها أولًا ووقِفت أمامهُ مُمسكة كأُس الماءِ
لِتسكبهُ على وَجهِ جيسونق وَتذهَبُ باكيتًا

"ما اللَعنة!"
صَرخ جيسونق مُتقززًا مِنها ومن تَصرفها الأحمق
"واللعنة هي مَن خانتني لَيس أنا "

تَوقفَ جيسونق عَن اللعنِ حَالما وَقف شَخصٌ ما أمامهُ مُعطيًا إياهُ مِنديلًا
توقفت أنفاسه مع توقفُ لَعنهُ مُتعرفًا على الفَتى لقد كَان مينهو إبنُ الملائكةِ كَما أسماه جيسونق !

" شُكرًا لَك مينهو وأسف لرؤيتك لي بِهذا الشَكل"
أردفَ جيسونق بِقليل مِن الحَرج مع تَوردُ خَديهِ

"لا عَليكَ "
نَطق مينهو بينما يُرجعُ شَعر جيسونق لِخلفِ أُذنهِ

لَم أرى شَخصٌ بِمثلِ جَمالهِ وَرقتهُ لو تَمكنتُ مْن خَطفهُ سَوفَ أضعهُ بداخلِ قَفصي الصَدري ومُعاملتهُ كالأميرة
تَمتم مينهو بصوتٍ مُنخفض إفتتانًا بِجمالِ جيسونق الذي يَمسحُ ملابسهُ المُبتلةُ بالماءِ

أَحسَ جيسونق بنَظراتِ مينهو لهُ أبتسمَ بِخفةٍ لِلطافه مينهو لهُ

"هَل تَستطيعُ القيادة؟ لا أعتقدُ ذلكَ "
تمتم مينهو بيأس على جيسونق الذي يشربُ كأسهُ الرابع الآن

" يا ألهي جِي فالتنتبهُ قليلًا لَقد كُنتَ ستقَع!"
حَملَ مينهو جيسونق بين يديه خارجًا من الملهى
حاسسا بأنفاس جيسونق الهادئةِ على رَقبتهِ ويديهِ المُتشبثة بهِ بقوةِ نسبهَ لشخصِ ثمل حَاول مينهو أخذ أجابة مِن جيسونق عن مَوقعِ بيتهُ لَكنهُ لَم يلقِ بالًا وإستمرَ بالغناءِ