سَطرٌ جديد

278 12 5
                                    
















تَقدمَ مينهو مِنه بينما يُقدم لهُ كأسُ الماءِ ويضعُ الحُبوب بيدهُ
" يَجب عَليك الإفطار أولًا بعدها تَناول الحُبوب " نَظقَ مِينهو بينما يُربت عَلى رأس الفتى


مينهو ينظرُ في عينيّ جيسونق المُوسعة غارقًا بِها لِمدة كَانت كَالقَرنِ بالنسبةِ لهُ

عيني جيسونق هي الكِتاب الوحيد الذي يودُ مينهو قِرأتهُ

المجرةُ الوحيدةُ التي يودُ التِجوالَ بِداخلها

مِينهو لَطالَما جَذبتهُ عينيّ جيسونق

كَالغريقِ الذي لايودُ النجاةَ

مِينهو أيقن بِعُمق حُبهُ للأصغرِ غارقًا عميقًا بهِ لا لِلبحثِ عَن مَخرجٍ بل لِلبحث عَن كَنزٌ

خَرج مينهو مِن الغُرفةِ مُتوجهًا لِلمطبخُ مكملًا صنع الإفطارِ

كُل هذا تحتَ نَظراتِ جيسونق التي لَم تُزاحُ مِن عَليه

مَع كَمية الكحول التي شربها والصُداعِ الذي يفتكُ رأسهُ هو لايعلم ماذا حدث وكيفَ وصلَ لِمنزلُ مِينهو وأيضًا ليس لهُ اهتمام في معرفةِ ماحدثَ

كُل مايُثير أهتماهُ هو كَيف مِينهو يبدو بهذا الجمال في الصباح الباكر؟

خَرجَ جيسونق مِن الغُرفةِ بِشعر أشعث مُبعثر وقَميصهُ مَفتوحُ الأزرار بيدهُ هاتفهُ ومِفتاحهُ والمِعطفُ مِن الليلةِ الماضيةِ

هَل نُمت جيدًا؟"
نَبرة صوتٍ هادئة ورائحة جيدة هاجمت جيسونق فورَ خروجهِ من الغرفةِ

فور سماعهِ لِصوت مينهو أرتعشَ قليلًا مُجعدًا أنفهُ ليُجيبَ بالإجاب قَبل جلوسهِ على طاولةِ الطعامِ

" أتمنى عَدم تحديقكَ بِشعري لأني جائعٌ كاللعنة"

تَذمرَ جيسونق سريعًا مُدخلًا بعض الطعام في فمهِ حالما لاحظَ نظرات مينهو المُسلطةِ عَلى شعرهِ المُتناثرِ

" أنا أتأملُ لا أُحدق"
رَد مينهو بِهدوء وكأنهُ لَم يَقُم برمي قُنبلة مُتفجرة عَلى جيسونق جاعلةً مِنه أن يختنقَ و  وَجنتيهِ تَحمرُ خجلًا

ظل جيسونق صامتًا يتناولُ طعامهُ بهدوءٍ مُخفيًا توترتهُ الذي يقتلهُ بالفعلِ
 
بينما مينهو كان غارقًا بأفكارهِ
هَل عليهِ إخبار جيسونق بِما حدث أم ينتظِرُه حتى يتذكرُ بنفسهِ

عالمًا بأنهُ إذا أخفى الحقيقةَ جيسونق سيمقتهُ لإخفائها ، لا يُمكن إخفاءُ الحقيقةِ للأبد مينهو على عِلم بذلك بالفعلِ



أنهُ وقتُ ذهابِ جيسونق بَعد إفطارهِ مع مينهو كان الأفطار هادئ للغايةِ بالكادِ تناولوا أطرافَ الحديثِ

جيسونق لَم يكن الأسعد بإنتهاءِ هذهِ اللحظات بينهُ وبينَ مينهو

لَكنه كان الاسعد لتبادل الأرقام ، سعيدًا باللحظات الجميلةِ التي قضاها مع مينهو
سعيدًا بكون مينهو كَان هُناك للتخفيفِ عن ألمِ أنفصالهِ

كان جيسونق  بالفعلِ يتألمُ مِن أنفصالهِ
بنهايةِ المطافِ هو قَد أحبَ ليونا في لحظةِ ما في حياتهِ

مهما كانت العلاقةُ مؤذيةٌ وجارحةً الطرفُ المُتأذي لَن يشعرَ بِذلكَ الا حينما تَنطفئُ شعلةَ حُبهم

المَرءُ عِند الحُب هو أعمى!

مَهما كان رَزينًا عالمًا ومُلمًا بالحياةِ سيظلُ جاهلًا في الحُب

لا أحد يعلمُ مالحب أساسًا ، المرءُ يرى الحُب بالطريقةِ التي خاضها

قّد يكونُ مؤلمًا قَد يكونُ مُرًا قد يكونُ حُلوًا قدُ يكون جارحًا قد يكونُ

دواءً الحُب هو شيئُ لايمكنُ وَصفهُ!

كصفحةٍ بيضاء أنتَ من تَخُطها
أنت من تَرسمُ عليها تجاربكَ من تُكون معنى لها لايمكنكَ رؤيةُ الحبِ مِن نَظرةِ شخصٍ آخر

حَتى وإن كانت علاقةُ مؤذية لهُ المرءُ يحزنُ على من يذهبُ من

حياتهُ سواءً كان شخصٌ سيئ أم جيدٌ طالما لِهذا الشخصُ مكانًا في

حياتك أنت ستحزن حينما يذهبُ

جيسونق كَان مُمتنًا لوجودِ مينهو حَتى لو لم يكن هُنا ليواسيهِ عَلى الأقل هو كان هُناك

خَرج جيسونق مِن منزلِ مينهو شاردَ الذهن مُحاولًا أخراجَ مينهو

مِن عقلهُ لكن مينهو كان بالفعل يستحوذُ على كُل خلايا الدماغ الخاصةِ بجيسونق

تنهدَ بملل عِند تذكرهُ أن سيارتهُ أمام الملهى

مَا ان تذكر ذلك حَتى أتاهُ صوتًا مِن خلفهِ يُناديهِ

كان مينهو

تَسارعت نبضاتُ قَلب جيسونق كانفاسهِ المُتسارعةِ  كما لو كانَ شخصُ في سباقِ الماراثون
تَقدم مينهو من جيسونق عارضًا عليه توصيلةً
وَمن هو جيسونق حَتى يرفضَ طلبٌ مِن مَعشوقهِ؟

أسرعَ مينهو بفتحِ بابِ المُرافقِ لجيسونق

" هَل لكَ أن توقفني عِند الملهى؟ سوف أخذ سيارتي"

سأل جيسونق بِنبرةِ هادئة كاسرة لصمتِ السيارةِ

أقترب مينهو من جيسونق لدرجة أن جيسونق أحسَ بهواءٍ ساخن عَلى وجههُ
إحمر وجهُ جيسونق مَع تسارعُ تنفسهُ




99٪؜: فلسفة
1٪؜:أحداث

مَعْشُوقِيWhere stories live. Discover now