البارت الثاني: حلم أم حقيقة؟

373 25 18
                                    

فتحت عيني ببطء شديد... اين انا؟... لقد كنت في غرفة زرقاء فارغة و كبيرة جدا، كنت اتأملها حتى فجأة ظهر شيء ما في وسطها، كان يطفو.. انه يبدو كقرص دائري مقسم الى اربع اجزاء.. انها الوان مختلفة، او عناصر او لا ادري ماذا يمكن ان اسميها، انها تشبه عناصر الارض.. نار، ماء، ارض و هواء، و توجد دائرة رمادية في الوسط... ترددت في لمسه... ه-هل يمكنني اخذه؟... ماذا سيحدث لو حملته؟... حسنا انه يبدو بلا قيمة، اعني.. ماذا سيمكنني ان افعل بشيء كهذا مثلا؟ حسنا يمكنني اخذه الى المنزل كتذكار... بالمناسبة انا لا اعرف بعد ما هذا المكان و كيف يمكنني العودة للمنزل، ليس امامي الان سوى قطعة الخردة هذه.. حسنا سوف اخذه، ربما سيحدث شيء ما

تشجعت و حملته بين يدي و اغمضت عيني خوفا مما سيحدث، لكن لم يتغير شيء... فتحت عيني بخيبة امل، ماذا سافعل الان؟ كيف ساعود للمنزل؟... فجأة ظهر نور من القرص و انزلق من يدي ليطفو و اطفو معه ايضا، ارتفعت عاليا الى ان وصلت قريبا من سقف الغرفة و اصبحت تترائى لي صور لنيران و مياه و رياح عاصفة و ارض قاحلة ثم اخذت هي و ذلك النور يدورون حولي بسرعة الى ان اخترق النور جسدي، احسست ببرودة شديدة و قشعريرة اكتسحت كل انحاء جسمي ، ثم بدات انزل ببطئ الى ان لامست قدماي الارض مجددا، عندها ظهرت امرأة شابة شقراء تبدو في بداية الثلاثينات كانت تشع بالنور

" ها قد وصلتي اخيرا"

قالت لي مع ابتسامة على شفتيها، بحق الرحمان من تكون؟ و ماهذا المكان؟ و ما هو الذي حدث توا؟ انا لا افهم شيئا، كما و ماذا تقصد بانني وصلت اخيرا؟

كارلا: من انت؟ و ماذا تقصدين؟ ما هذا المكان؟ و كيف وصلت اليه؟ و ماذا حدث لي؟ ما هذا القرص؟

طرحت عليها وابل من الاسئلة، كنت خائفة جدا و متوترة ماذا تتوقعون ان افعل؟ و اظن انها فهمت توتري فابتسمت بدفء و اقتربت مني، وضعت يدها على كتفي و راحت تشرح لي: انا ليليان، ساكون الى جانبك متى احتجت الي يا عزيزتي، لقد كنا في انتظارك منذ زمن طويل جدا

صمتت لبرهة ثم اردفت: منذ ملايين السنين، وجدت على الارض عدة ممالك في عالمنا هذا الذي لا يعلم البشر بوجوده، لكن فقط اربع ممالك هي التي كانت تسيطر، لانها الاقوى و هي تمثل عناصر الارض الاربعة: مملكة النار، مملكة الماء، مملكة الارض او التراب و مملكة الهواء، عاشت هذه الممالك بامن و سلام، و حصل التعاون بينها و تحققت السعادة و الرفاهية، الى ان جاء ذلك اليوم المشؤوم الذي قرر فيه ملك النار حكم عالمنا و لكن الممالك رفضت ذلك و بخاصة مملكة المياه التي كانت من اكبر المعارضين، فجمع الملك جيوشه لمهاجمة مملكة الماء و تمكن من الفوز في تلك المعركة مع ان قوة المائيين تفوق قوة الناريين كونهم يمكنهم اطفاءهم فاجساد سكان النار من نيران و الماء من مياه و الارض من تراب و الهواء من رياح، و بعد سقوط مملكة المياه انتقل الى الممالك الاخرى و احدث فيها دمارا شاملا و بهذا تمكن من السيطرة عليها جميعا و استولى على كل عناصر الارض، لكن لحسن الحظ، اجتمع مجموعة من السحرة من الممالك الثلاثة [اي الارض و الماء و الهواء] في هذه الغرفة سرا و قاموا بصنع العنصر الخامس، و هو الذي تحملينه بيدك الان

عناصر الارضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن