البارت الرابع: مملكة الأرض

271 22 32
                                    

وضعت يدي داخل جيبي ثم سحبتها و قد أخرجت معها شيئا.. شيء دائري نحاسي، احمر بنقوش صفراء، إنه يشبه سوارها.. ماعدا أنه يحتوي على حجر بشكل اللهب.. أخذت أتأمله جيدا بين يدي.. حتى و إن إقتضى الأمر إيذاء أصدقائي، فأنا لن أخون عشيرتي التي كانت و مازالت الأقوى بين كل الممالك..

و أنا أنظر الى سواري هذا، تذكرت ما حصل لي في ذاك الحلم العجيب..

#flash back

فتحت عيني بصعوبة كأنما كان جفناي ملتصقان بالغراء.. أين أنا؟.. إنه مكان غريب لم أزره أبدا من قبل..جلت بناظري في أنحاء المكان، أول ما وقعت عليه عيناي و أصابني بالفزع هو ناس يحترقون، يا الهي ما هذا!.. شعرت بالحرارة في جسمي، و ما إن نظرت إلى نفسي حتى وجدتني أحترق كالبقية، أخذت أركض في أنحاء المكان و أصرخ و أنا أدور في شكل حلقة طالبا النجدة

جوردن: النجدة!.. النجدة! ساعدوني... أنا أحترق فليساعدني أحد!

ما كان يحيرني، هو أن الجميع كان يتصرف بشكل عادي، و لا كأن النار تجري في أجسادهم، لم يظهر عليهم أي علامات للقلق أو الهلع... فجأة ظهر أمامي شخص يحترق هو أيضا، إقترب مني، ربت على كتفي بيده و دعاني للهدوء

الرجل: إهدأ يا بني، ما من داع للقلق، فقط إسترخي و اسمعني

جوردن يصرخ في وجهه بعد أن أبعد يده عنه بسرعة: ماذا؟ أنا أحترق هنا و النار تلتهمني و أنت تقول لي أن أسترخي؟

قلت هذا بتوتر و غضب و أنا ما زلت أدور حول نفسي مما أدى إلى زيادة النيران في جسمي، فعاد الرجل و أمسكني بإحكام، أدارني ناحيته برفق ثم قال لي مبتسما: أنت لا تحترق بني، هذه صفتك الاصلية، فقط إهدأ و دعني أشرح لك

كنت متوترا جدا و لم أعرف ما أفعل، فقررت الإستماع إلى ما سيقوله، و فور هدوئي، تناقصت النيران حول جسمي

الرجل: أنا فايرن، أنا هو ملك النار، جئت إلى هنا لأنتظرك، كنت أعرف أنك ستصل اليوم

نظرت له باستفهام؟.. ما الذي يقصده؟.. أظنه فهم أنني لا أعلم ما الذي يعنيه فقال: أنظر هنا يا بني، هذا هو قصري، لنذهب و نتحدث هناك على راحتنا ما رأيك؟

أشار إلى قصر كبير ضخم، كانت ألوانه مزيجا من الاحمر و الاصفر و البرتقالي، تماما كلون النيران، أعجبت به حقا

جوردن: هذا يناسبني

أومئ لي بإبتسامة ثم تبعته إلى داخل القصر... إنه أجمل من الداخل، جدرانه كلها حمراء يتوسطها شكل اللهب.. أخذني فايرن إلى غرفة العرش، جلس و طلب مني الجلوس بجانبه، و بدأ يشرح لي بنبرة فخر: مملكة النار هذه هي الأقوى في عالمنا.. فمنذ زمن بعيد، عاشت ممالك الأرض متحدة و متضامنة فيما بينها و أقواها هي ممالك العناصر الأربعة للأرض الماء، النار، الهواء، الأرض، لكن كان لا بد من أن تكون إحداها أقوى من جميع الممالك الأخرى لتحكم هذا العالم، هذا كان رأيي و قد رفضته جميع الممالك، و قامت مملكة المياه بتوجيه إهانات لا تغفر إلى مملكتنا، مما دفعني إلى تجميع جيوشي و الذهاب للقضاء عليها، و نظرا لأن الممالك الأخرى لم تخضع لي حتى بعد الدمار الذي ألحقته بمملكة النار، إستعملت سياسة القمع لإخضاعهم بالقوة فأنا كنت أرى أننا نحن من يستحق حكم هذا العالم، و هكذا قضيت على باقي الممالك و توسعت في الحكم

عناصر الارضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن