البارت العاشر: ماذا أصابني؟

215 18 32
                                    

Mary-Lou's pov :

كنت في طريقي إلى المدرسة أمشي بتثاقل إذ أنني لم أنل كفايتي من النوم باﻷمس بسبب اﻹمتحان.. دخلت صفي متأخرة و حمدا لله أن سارا حجزت لي المقعد بجانبها و إلا لكنت اضطررت للجلوس في آخر الصف! ألقيت نظرة خاطفة على الطلاب قبل جلوسي. . كان ريان يجلس في آخر مقعد بمفرده كالعادة، كان يخرج أشياءه من الحقيبة بتملل و هو يعقد حاجبيه.. لم أطل النظر إليه حتى لا يحدث كما في المرة السابقة، جلست و وضعت أدواتي على الطاولة...
كانت لدينا حصة انجليزية، بقيت أتابع مع اﻷستاذ، لكنني لم أستطع منع نفسي من اﻹلتفات، كنت أستدير بين الحين والآخر ﻷرى كيفية انسجامه مع الدروس، لطالما شكل ريان لغزا محيرا ينبغي اكتشافه بالنسبة لي، لكن كل ما كنت أراه يفعله هو دحرجة عينيه و التأفف كأنه غير مهتم بما يقوله اﻷستاذ..
تبقت 10 دقائق على رنين الجرس، طلب منا اﻷستاذ اﻹنتباه إذ أنه كان على وشك إعلامنا عن أمر مهم فقال: سأكلفكم بإنجاز بحث حول الوحدة التي درسناها
عبس الطلاب و بدأوا يطلقون تأوهات معبرين عن مللهم
تابع اﻷستاذ قائلا:هذا البحث ستنجزونه في أفواج، أي أنه سيكون لكل طالب شريك
ارتفعت معنوياتهم بعض الشيء
أضاف الأستاذ: لكن أنا من سيحدد الشركاء
عادوا للعبوس مرة أخرى
كنت أفكر في ما سأقدمه في المشروع و الخطة التي سأسير عليها بينما كان اﻷستاذ يذكر أسماء الشركاء.. إلى أن قال إسمي أخيرا
اﻷستاذ: ماري-لو و.. ريان
مــــــــــاذا!!
اﻷستاذ: هل يناسبك هذا أستاذ ريان؟
ريان: لا يهم! أيا يكن!
مستحيل! أنت بالتأكيد تمزح معي!
اﻷستاذ : ماذا عنك ماري؟
ماري : أنا؟
اﻷستاذ : أجل، هل يناسبك اﻷمر؟
طبعا لا هل تسخر مني؟
ماري : ن-نعم، ب-بالتأكيد
اﻷستاذ : هذا جيد، لنكمل..
لا أصدق ماذا فعلت!
سارا: ماري! ما كان عليك القبول!
ماري : ل-لماذا؟
سارا: إنه لا يتفق مع أي أحد من الطلاب! في الواقع، لا أعتقد أنه يتفق مع أي أحد من الناس!
ماري : ماذا سأفعل اﻵن إذن!
سارا : لا أعرف! ما كان عليك الموافقة منذ البداية، كل ما يسعك فعله اﻵن هو الحذر من هذا الفتى، أنا لا أرتاح له أبدا.. أنظري، إنه ينظر إليك بحدة!
التفت خلفي ببطء فرأيته يرمقني بنظرات مخيفة لم أفهم سببها.. أشار لي بالقدوم فور رنين الجرس.. ترددت في البداية، لكن نظرته الغاضبة عند بقائي ساكنة هزت كياني فتحركت باتجاهه و وقفت أمامه مستهلكة كل طاقتي ﻷبدو ثابتة و هادئة عكس العاصفة التي بداخلي، أما هو، فقد بقي جالساً و هو ينظر أمامه كأنه يهملني و يلعب بيديه فيحركهما عشوائيا على الطاولة.. بقيت واقفة أنتظر أن يبدأ الكلام.. أصبح الآن الصف خاليا إلا من سوانا.. حتى سارا ذهبت و تركتني...قمت بحمحمة لينتبه لوجودي..

ريان: لماذا وافقت؟

قالها دون أن ينظر إلي أو يغير وضعيته
ماري : عفوا؟
أعاد جملته مرة أخرى و نظر إلي و هو يعقد حاجبيه
كان نظره مركز في عيني مباشرة، شعرت بالتوتر و الخوف، دققت في عينيه فشعرت بلهيب في صدري، تدرج البني فيهما، تتوسط كل واحدة فيهما تلك النواة السوداء.. كأن غابة بنية تختبئ خلفهما.. فجأة بدأ الشرر يتطاير منهما، أشحت نظري بسرعة حتى وصلني صوته الغاضب: ماذا قلت لك عن نظرات المراهقة؟
ماري : ليست مشكلتي إن كنت تفهم اﻷمور بطريقتك الخاصة!
ريان بسخرية: هه، طريقتي الخاصة؟ أنا المخطئ اﻵن إذن صحيح؟ لقد سألتك سؤاﻻ و ما فعلته أنت هو النظر إلي، ماذا تسمين أنت هذا الأمر؟ لا تتعبي نفسك، لست من النوع الرومانسي
يا له من جريء متعجرف! لم أجد ما أقوله فبقيت صامتة
ريان: بالمناسبة، لم أتلقى الجواب على سؤالي بعد
ماري : ماذا تقصد بلماذا وافقت؟
ريان : إذن فأنت تجيبين على سؤالي بسؤال آخر؟
ماري: فقط قل ما الذي تريد الوصول إليه من خلال هذا السؤال!
ريان : ألا تعلمين أنك قد سببت لي مشكلة؟
ماري : أنا؟
ريان : و من غيرك؟
ماري : ما الذي تقصده؟
ريان : أنا ﻻ أحب العمل مع الشركاء، و الجميع يعلم هذا لذلك فهم لا يوافقون على إنجاز البحوث معي، لكن أنت؛ لا أفهم حتى لماذا وافقت!
كان يتحدث بهدوء و برود و كأنني رأيت طيف ابتسامة على ثغره، لكن كلماته كانت توحي بالفظاظة
ماري : الشيء الوحيد غير المفهوم هو رغبتك في إبعاد الجميع عنك! لماذا أنت انطوائي هكذا؟
تغيرت ملامحه و عقد حاجبيه بغضب، ضرب الطاولة بقبضته، و تحولت نبرته إلى العصبية: ﻻ شأن لك! إياك أن تتدخلي في شؤوني يا فتاة!
قالها بغضب و عيناه تشتعلان نارا.. خفت فأنزلت رأسي و بقيت صامتة.. تابع هو بعد أن عاد لهدوءه و بروده الذي جمد عظامي: ثم، إنه أنت من سيقوم بإنجاز البحث كله
ماري : ماذا عنك أنت؟ ألن تساعد على شيء؟
ريان بسخرية : أوه بلى عزيزتي، سيزين إسمي الجميل الصفحة اﻷولى من البحث
شعرت بالقشعريرة اكتسحت كل أنحاء جسمي حال سماعي للكلمة التي ناداني بها.. هل أنا أحلم أم أنه قال لي عزيزتي؟ لم أشأ التكلم في الأمر لأنني لم أكن أريد إثارة المشاكل لنفسي
ماري :...... لكن هذا ليس عدلا!
قام من مكانه و اقترب مني، شعرت بالتوتر الشديد و الخوف، اقترب من أذني حتى صار بإمكاني الشعور بأنفاسه الحارة على رقبتي، همس لي: صدقيني الحياة ليست عادلة! ستكتشفين هذا و أنت تعيشينها، إنها قاسية جدا و تجبرك أحيانا أن تكوني ما لست عليه!
تراجع ببطء ثم حمل حقيبته و مشى صوب الباب دون أن ينبس بحرف.. لكن قبل أن يخرج من القاعة، ناديته من خلف ظهره: لكن ما تقوله غير منطقي يا أستاذ!
توقف عن المشي و بقي ساكنا دون أن يلتفت لي
تابعت محاولة جعل نبرتي صارمة ﻹقناعه: إذا لم تساعدني في شيء... فلن أكتب إسمك في البحث
ريان: لماذا؟
ماري : ﻷن هذا هو العدل!
تنهد بعمق و التفت لي أخيرا و هو ينظر بنفاذ صبر
ريان : حسنا إذن، سنتفق غدا و نحدد المهام التي سيقوم بها كل منا، سعيدة اﻵن؟
استدار و أكمل طريقه ليخرج من القاعة.. لويت شفتي بانزعاج و عدت إلى مقعدي ﻷجمع أشيائي، ثم خرجت ﻷجد العصابة كلها في وجهي ينتظرونني و على وجوههم إبتسامات خبيثة قد تعني أي شيء
ماري-لو: ماذا؟
فينيسا : سارا اتصلت بنا و طلبت منا القدوم بسرعة
ماري-روز : قالت أن حدثا مهما يصير اﻵن
كارلا : فجئنا نرى هذا الحدث و تجسسن.. أعني سمعنا صدفة شيئا ما يحصل هنا
بيري: ثمعنا ثوتك، فقررنا البقاء من أذلك
ماري-لو: شكرا يا فتيات، لكنني بخير
سارا: ماذا حصل، رأينا ريان يخرج الآن و هو غاضب
كارلا: لم يكن غاضبا، بل كان وجهه خال من التعابير تماما
سارا: هكذا هو دائما هل تصدقون هذا؟
بيري: إنه فتى غريب الأطوار، الكل في الثانوية يعلم هذا
جوانا: سمعت أنه تنازل مع أحد الفتيان في الأشهر الماضية، فانتهى الأمر بالفتى في المستشفى!
ماري-روز: أجل، و أنا سمعت أنه لم يتفق مع أي أحد منذ دخوله الثانوية
ماري-لو: أوه هيا يا فتيات، إنها مجرد إشاعات
بيري: ثدقي أو لا تثدقي، كل ما يقلنه ثحيح، فبالرغم من أنه ذديد إلا أنه معروف ذدا بثبب هذه الأشياء التي يقوم بها
كارلا: جديد؟
بيري: أذل ألا تعلمون؟ لقد ثجل في ثانويتنا هذا العام فقط!!
الفتيات: ماذا؟!
سارا: أجل ألا تعلمون هذا؟
كارلا: تبا لكم! لا أعلم كيف تجلبون المعلومات و تصبحون على إطلاع بكل شيء!
فينيسا: حسنا حسنا، المهم الآن هو ما حدث مع ماري، اروي لنا كل شيء بالتفصيل هيا
ماري: لماذا تصرون على معرفة ما كنا نتحدث به؟ لقد جرت بيننا محادثة عادية جدا، حقا لا أفهم كيف تفكرون!؟
كارلا: بل أنت لا تدركين قيمة ما قمت به
ماري: ماذا تقصدين؟
جوانا: لا تعلمين كم أنت محظوظة، فلم يستطع أحد التحدث معه من قبل لأكثر من 10 ثوان
ماري: أوه هيا يا فتيات، أنتن تبالغن
فينيسا: صدقيني هذه ليست مبالغة، لا أصدق أنك استطعت التحدث إليه كل هذه المدة و بصرامة أيضا
ماري: حقا؟ و بما سيفيدني هذا بحق الله غير أنه يثير اشمئزاز نفسي؟
جوانا: ماذا؟ بما سيفيدك؟ يا فتاة إن هذا إنجاز، ينبغي أن تأتي الصحافة لتجري معك مقابلة على الهواء
ماري : هذا سخيف جدا، تعاملونه كأنه ليس إنسانا
فينيسا : هذا هو بالضبط! إنه ليس إنسانا
ماري : لقد جننتم فعلا هذه المرة أقسم لكم!
كارلا : دعيني أحزر، هل الجميلة تدافع عن أميرها؟
ماري : كارلا، تعلمين أنني لا أحب هذا النوع من المزاح
سارا : لكنها لا تمزح، هذا ما يبدو عليه الأمر
ماري : مستحيل! لقد جننتن حقا هذه المرة، إذهبن للجحيم جميعا و اتركنني و شأني!
قلت ثم أبعدتهن جميعا و تابعت سيري للأمام، و هن لحقن بي و أصوات ضحكاتهن تملأ الممر..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 31, 2015 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

عناصر الارضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن