البارت الثالث: السوار

306 29 27
                                    

خرجت امي لتتركني في صراع مع افكاري، كيف؟.. لقد بدا الامر حقيقيا، لقد... شعرت بكل لحظة من هذا الحلم كانها حدثت معي بالفعل، ارتفاعي عن سطح الارض و شعوري بالقشعريرة عند اختراق النور لجسدي، ثم كلامي مع ليليان... حسنا على كل، انه مجرد حلم، هممت بالنهوض من سريري لكنني توقفت فجاة و كنت سأعلي صرخة خوف كبيرة لولا انني امسكت فمي في الوقت المناسب حتى لا اخيف والديّ... انه.. انه.. الس.. وار.. السوار الذي اعطتني اياه ليليان، انه على معصمي، هذا يعني ان كل شيء حقيقي... يا للهول هذا لا يصدق.. انتظروا حتى تسمع الفتيات بهذا.. ماذا؟ هذا كل ما يهمك الان؟ حياتك في خطر يا غبية.. لا اصدق سوف اجن بالتأكيد، نفضت افكاري بسرعة و ذهبت لآخذ حماما ساخنا، جهزت بعدها نفسي و ارتديت بلوزة برتقالية مع سروال جينز ابيض و تركت شعري الكستنائي اللامع منسدلا على كتفي، نزلت و تناولت فطوري بسرعة فقد كنت متأخرة نوعا ما، حملت حقيبتي و اسرعت الى الثانوية.. لحسن حظي انها قريبة من منزلي، لم يتسنى لي الوقت لارى الفتيات فقد ذهبت مباشرة الى خزانتي و انا اركض كوني لم اصل باكرا، و قابلت جوانا هناك

جوانا: اهلا كارلا، كيف حالك؟ لقد تأخرت

كارلا تلهث: اعرف... و هذا بسبب حلم عجيب رأيته... و تبين لي الان انه حقيقة

جوانا: على مهلك سنذهب الان الى صف اللغة العربية و سنتحدث مع الفتيات بشأن حلمك العجيب الذي تحول الى حقيقة في استراحة الغذاء ما رأيك؟

كارلا: حسنا، هيا نذهب الان حتى لا نتأخر


جلست كالعادة بجانب ماري-روز في آخر الصف و أمامنا مباشرة فينيسا و جوانا.. كان لدينا حصة جغرافيا، اكثر مادة اكرهها من بين كل المواد.. شردت قليلا لتأتيني تلك الافكار مجددا... كم كنت غبية حين فكرت في المخاطرة بحياتي بهذا الشكل.. ماذا افعل يا ترى؟ و كيف يبدو ملك النار هذا؟.. حسب ما سمعته عنه، فيبدو لي انه قوي و شرير جدا و بلا رحمة.. هل سأستطيع الصمود أمام شخص مثله؟.. كما، ألن يتطلب الأمر وقتا طويلا جدا حتى أتمكن من السيطرة على قوتي؟ هذا إن كان العنصر الخامس قد منحني قوة كافية لهزيمة ملك النار!.. فقد دمر بنفسه ثلاث ممالك قوية فكيف لفتاة قاصرة مثلي أن تقف في وجهه؟... كانت الاسئلة تطرح نفسها بإستمرار في رأسي حاملة إياني الى عالم آخر.. إلى أن قاطع حبل افكاري ضربة قوية على الطاولة، انتفضت بسرعة من قوتها و رفعت نظري لأجد الاستاذ يرمقني بنظرة عدوانية... أوبس، انا في مشكلة

الأستاذ: آنسة داوسون، هل يمكنك أن تعيدي ما كنت أقوله الآن؟

يا للروعة! هذا ما كان ينقصني

كارلا: آم... أء.. أ-أنا...

يا إلهي ماذا سأقول له الآن؟ أنا لا أفقه شيئا في الجغرافيا... كانت هناك كتابات على السبورة، قرأتها بسرعة و أعدت صياغتها له بأسلوبي

عناصر الارضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن