P-1

590 28 25
                                    

' كنتِ تظنين إنّك ستبقين تلك الفتاة المدللة، بعيداً عن المشاكل تعيشين بسعادة مع والديكِ وأخوكِ الاكبر، مستمتعةً بما لديكم من اموال، وخروجكم مع بعض وحبّكم والدفئ الذي تحصلين عليه من كل الجهات، غيره من الاشياء والهدايا اللتي تحصلين عليها من كثيرٍ من الاشخاص في يوم مولدكِ من صديقاتك كونكِ اجتماعية، ففي حين مولدكِ السن التاسعة كان والداكِ قد حضّروا حفلاً كبيراً من اجلكِ، كنتِ تستمتعين غير آبهةً بما ينتظرك، وكان ذلك قبل ان تتحدث جدتك مع والدك وتحرّضه على امك حين سمعتِهم في الحديقة الخلفية عندما كنتِ تنظفين بقايا حفلكِ، فقد كانت مسيطرة عليه اتم السيطرة، حيث كنتِ الآن واقفة بعيداً واخاكِ بجانبك يمسك كتفك بلطف، تنهمر دموعكِ بينما تنظرين اليهم يتشاجرون بعنف، كان ذلك اول مشهدٍ بذلك السوء ترينه بين والديكِ فقد كانوا محبّين لبعضهم، تشاهدينَ اباكِ يذهب لغرفته بعدما سقطت امكِ باكية، وعودتهُ حاملاً حقيبة ملابسه ليجركِ معه لتتخبطين تحت يديهِ مانعةً إياه من جرّكِ واخذك من امك، تنظرين لاخاكِ آملةً ان يفعل شيئ لكنه اكتفى بالنظر أليك بحسرة، لتستسلمي دافعةً اقدامكِ لوالدكِ، حيث ينتظركِ في سيارته، لتركبي معه ودموعكِ قد جفّت، فقط تحملين بيدكِ الاسوار الثمين الذي قدمته لك والدتك قبل عدة ساعات '

' كان الطريق طويلاً ومملاً، تكسو الرطوبة سيارة والدك كونها كانت تمطر بغزارة عكس جو الصباح، نزلتي لتجرّين اقدامكِ نحو ذلك المنزل الكبير، كان يبدو اصغر من بيتك في كوهاوما، بينما انتِ الان في طوكيو، دخلتي نحو المنزل لتنظري بهدوء لداخله، كان يبدو فاخراً، بعد كلّ شيء هو والدكِ، ذهبتي لتختاري غرفة بعشوائية، كانت احداها صغيرة قليلاً، مرتبة، طُليَت بالابيض والعفنِي، واثاث ابيض اللون مع اضاءة شمسية خافتة، نظرتي نحو المرآة الطويلة الموضوعة في الزاوية،
شعركِ الاسود مبعثر، بشرتك الحنطية قد شُحِبت، عيناكِ بُهِت عسلها، فستانكِ الاصفر القصير قد اصبح مبتل بسبب المطر، نظرتي في الدولاب علّك تجدين شيئاً ووجدتي فقط قميص نوم بسيط لتدخلي الحمام وتستحمي، وعيناك لا تكفّ عن البكاء.. '

' خرجتي بعد مدّة من الحمام لترتدي القميص، وتنزلي بعد ان سمعتي مناداة والدك لك لتأكلي، فـ انتِ لم تأكلي شيئ اليوم عدا كعك حفل مولدك، لتنظري للمائدة بهدوء، كانت تحتوي على اصناف عدة وبسيطة، لم يكن والدكِ طباخ ماهر لكن على الاقل لديه خبرة بالطبخ، وكان لذيذ نوعاً ما، انتهيتي لتستقيمي من المائدة ليقول لكِ اباك..

"ابنتي، انا لم اخطئ بشيئ مع والدتك، لكنك ستفهمين الامر عندما تكبُرين، فقط...سأبقى فارسك الذي تحبين، سأدللكِ دائماً، لن تحتاجي لأي شخصٍ ابداً" قال برجفةٍ في كلامه وصدق في كل حرفٍ قاله، كنتِ تسمين اباكِ بالفارس كونه كان شجاع فقط لأنه كان يتشاجر مع اي شخص يتكلم عنك بسوء مباشرةً

" سأبقى كذلك والدي، احبك دائما، لكن.... "

" هل ستصبح لدي امٌ غيرها؟ " اضفتِ

'𝗮𝗜𝘇𝗮𝘄𝗮'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن