P-13

123 18 29
                                    

مرّت سنتان ونصف بالفعل، الكثير من الاشياء حدثت معك في هذه المدة، منها تغيُّر والدك الذي اصبح افضل من ذي قبل معك، اصبح يهتم بشأنك ويهتم بك ، لكن ما زُرِع بك لن يتغير ، حتى لو كنتِ الان قد عدتِ طفلته المدللة ، ومعظم تغييرك وسلبياتك كانت بسبب والدتك ، لذا لم تلومي والدك على اي شيئ ، بل وايضاً لاحظتِ كيف كان يقدم لكِ كل شيئ كـ تعويضٍ لك فيما حدث  وتمغضوا فيه كي تعيشو بسلام ، من الاشياء التي حدثت ايضاً هو صديقتك اللتي تعرفتِ عليها في الثانوية قد اصابها سرطان في الرئة ، وبعدها في السنة الثانية قد توفيت ، لم تنسَي كيف كانت تحبك وتهتم بك وتعتذر لأبسط الاشياء، فبالرغم من مدة صداقتكم كانت قصيرة الا انكِ احببتِها بشدة ، هي من نوع الصديقات اللتي ستجعلك تستمتع جداً بالحديث معها بحكم انها شخص اجتماعي ومُغامِر ومدللة لدى عمتها، فقد خسرت والديها في عمرٍ صغير لكنها تناست مع الوقت بسبب عمتها، حزنتِ بشدة لفراقها وتقوقعتِ بغرفتك لأيام عدّة ، كيف لا وهي صديقتكِ الوحيدة  في تلك الثانوية ومشجعكِ الوحيد ؟ .

في تلك المدة لاحظتِ كم انّ شوتا زاد اهتمامه بكِ اكثر قليلاً ، لم يعد بارداً جداً ، ويبادلك الاحاديث، لم تكوني غبية كي لا  تلاحظين كيف كان يودعك بطريقته ، ف كل ما نظر اليكِ.. يحدق بعينيك بإستمرار وكان هذا شيئٌ لا تفهميه ربما لكنك سعيدة بتغيُّر شوتا للاحسن قليلاً

حيث الآن انتم جالسين في نفس المكان  ، على البحر مجدداً ، وعلى كرسيكم المعتاد ، حيث اعددتِ حفلة صغيرة لتخرّجكم بهذا اليوم من الثانوية ووداعٌ ايضاً...

تضعين كعكة متوسطة الحجم تكفي لأربعة اشخاص ،  كنتِ قد صنعتِها بنفسك مع اضافات محببة مثل الكراميل و الموز  والفراولة والكريمة البيضاء قد زينتِ بها كعكتك الصغيرة  ، وبجانبها عبوتان من المشروبات الغازية المفضلة لكلاكما ، تأكلان وتشربان بهدوء ، هدوء مريح وناعم في ذات الوقت، كنتما تحتاجان هذا الصمت لترتيب كلامكما القادم ، مما جعلك تتنهدين لتلتفتي نحو شوتا بإبتسامة زينت ثغرك  -

" بما اننا اكملنا قطع الكعك ، اود ان اقول اخيراً ، مبارك تخرجنا من الثانوية يا ايريزر هيد "

'اهتزت حدقتيه لوهلة ، تلك اول مرة تناديه بهذا اللقب لكونكِ لم يعجبكِ ما اختاره لأسمه البطولي ، لذا كان من الغريب سماعه الآن '

".... ا.اوه اجل ، مباركٌ لكِ ايضاً "

" من اللطيف قول وداعاً الان اليس كذلك؟ " قلتِ وانتِ تكادين ان تنهضي لياقطعكِ شوتا بسرعه

"انتضري ... لدي شيئ اخبركِ به"

عقدتِ حاجباكِ بعدم فهم وعدتِ للجلوس مرة اخرى 
"ماذا هناك؟"

" في الواقع....'......... '"

فتحتِ عيناكِ بشدة لهول ما سمعتِه الآن ،
اهتزت  حدقتاكِ وتجمّد الدم في عروقك ، واصبح قلبك ينبض بعنف وانتِ تشعرين به قد وقع في معدتك

'𝗮𝗜𝘇𝗮𝘄𝗮'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن