كلما اقتربت، كلما ازداد الوضع غرابة، كلما اقتربت،. كلما شعرت بنغز في قلبي، نظرت من نافذة الحافلة
لا اعلم ما هذه الطرق، ولكنها مهجورة، على الارجح قبل الانفجار كان ذلك طريقاً سريعاً، بعض السيارات القديمة مهشمة و مرتمية على أطراف الطريق كالخردة!
بين كل يافتة و اخري يافتة تحذر من الاقتراب.
الجليد يحاوط الطريق من كلا الجانبين، لا ابنية، لا حركة، صمت مهيب و مرعب.
نظرت الى ساعة يدي فكانت تشير الى ٦:٣٠ ص
نحن في ذلك الطريق المرعب منذ ٤٠ دقيقة بالضبط!
نظرت حولي فشعرت بالكآبة تجتاح قلبي.
كنا ١٢ شخصاً في الحافلة بما فيهم انا.
١١ شخصاً لولا رؤيتي لحركة اجسادهم الناتجة عن تنفسهم لظننتهم اموات، كانوا صامتين، لا احد منهم يحدث الآخر،. كل شارد في ركن صغير داخل عقله، لا احد يبتسم، لا شيء ابداً!
عدت لأنظر من النافذة مجدداً فوجدتها أمامي، اتسعت ابتسامتي وانا آرى المدينة الطبية!
وقفت الحافلة امام تلك البوابة الضخمة و يا الهي لم اتخيل ان تكون المدينة محاطة بذلك العدد من العساكر!
كانت هناك مضرعتان على جانبي البوابة و ما لا يقل عن ٢٠ جندي مسلح
قام السائق بفتح باب الحافلة فصعد عسكريان كان مع احدهما كلباً للتفتيش بينما الآخر فكان يتأكد من الهويات.
لوهلة شعرت بالقلق خاصة و انني لم أحصل على بطاقتي بعد كل ما امتلكه الآن هو بطاقة الترشيح!
اخرجتها من حقيبتي حين وقف الجندي بجانب مقعدي و بالتأكيد كان يتفرس ملامحي، نظرت اليه نظرة خاطفة قبل ان اخرج الورقة فسألني
- جديدة؟
امأت له بسرعة و لا اعلم لم انا بهذا التوتر، اخرجت له بطاقة الترشيح و حين التقطها مني بدأ يتفحصها بدقة شديدة، تارة ينظر الي و أخرى الى البطاقة، تباً هذا يتلف اعصابي
- اهناك خطب؟
قلتها و انا انظر اليه منتظرة تفسيره عن سبب اطالته هكذا، فقال وهو يعيد لي البطاقة
- تبدين أجمل من الصورة
ابتسم و رحل قبل ان تصل الكلمات الى عقلي، لم استطع تمالك ابتسامتي، كان هذا حقاً... مفاجئاً؟! ولكن سعادتي تلك ليست فقط بسبب كلماته التغزلية التي بلا فائدة،. بل لأن اخيراً و بعد ٤٠ دقيقة من الصمت سمعت صوتاً آخر غير صوت عقلي ليطمئنني بأنني لست صماء.
بعد ١٠ دقائق من التفتيش انطلقت الحافلة مجدداً مروراً بالبوابة الضخمة التي نُحت عليها الرمز الخاص بالمدينة الطبية( MD.C)
نظرت من النافذة بلهفة متفحصة المكان بعيناي
كان هناك عدة ابنية على مساحات متباعدة بين كل بناء و آخر شارع بأكمله! كان هناك المزيد من المضرعات و الدبابات بالداخل، على ما أظن ان ذلك المكان عسكرياً أكثر من كونه طبياً.
توقفت الحافلة في الموقف الخاص بالحافلات و ما ان فتح السائق الباب حتى بدأ الجميع بالنزول. ، سحقاً.. ماذا عني؟! الى اين يفترض بي الذهاب؟
في غصون ثوان كانت الحافلة أصبحت خالية و لم يتبق سواي انا و السائق فنهضت عن مكاني و اقتربت منه لأسأله
- مرحبا.
نظر لي من دون ان يتحدث فكانت تلك اشارة واضحة و صريحة على ان ما يدور في باله هو "استقومين بالترحيب؟! هات ما لديك و ارحلي" لذا و من دون اطالة اريته البطاقة و سألته
- الى أين يجدر بي التوجه؟
نظر الى البطاقة ثم زفر بحنق و كأنني قتلت احد افراد عائلته، حمحم و قال بصوت متحشرج
- اذهبي الى البناء الخامس
ابتسمت سائلة اياه
- و أين هو البناء الخامس؟
-الا تستطيعين القراءة؟! الرقم كُتب على البناء بحجم الفيل!
نهض عن مكانه فتراجعت بسرعة خشية من ان اتعرض للضرب، ولكنه خرج،. قام بتوبيخي و خرج ، هكذا بكل بساطة.
قلبت عيناي، اخذت نفساً عميقاً فلن أجعل أي شخص يفسد علي يومي، تنفسي.. هيا نفساً عميقاً ثم زفيراً طويلاً. مسحت وجهي و نزلت من الحافلة، على الرغم من ثيابي الثقيلة الا انني شعرت بذلك البرد القارص في عظامي ما ان خطت قدماي خارج الحافلة.
نظرت الى الابنية حولي فكان هناك ما يقارب السبعة ابنية على كل بناء الرقم الخاص به، حسنا الرقم كان على طول البناء كان الرجل محقاً

أنت تقرأ
خارج نطاق الخدمة | Out Of Order
Bí ẩn / Giật gânلكل محبي اللون الرمادي ،الأحزان ،الكآبة ،العبثيات ،القرارات الخاطئة و الاختيارات السيئة ،اتمنى ان ينال هذا اعجباكم. مع كل حبي ΗΑΖΕL 🖤🥀