غرق

368 13 7
                                    

مر أسبوع كامل ، انا فخورة بنفسي ، لعيشي كل هذه المدة بدون الاوكسجين ، لكن هل انا اعيش حقا ؟ ، ام انني فقط اتنفس ؟ ، انا و اخرون نرى ان الخيار الثاني هو الصواب ، و مع الاسف ، هذا صحيح ، انا لا استطيع اعيش بدونك ، و حتى التنفس يصبح صعباً في كل لحظة تمر بلا عينيك ، اكتب لكٍ و أنا محاطة بأجهزة المستشفيات و الممرضات الاتي يأتون في كل دقيقة ليتأكدوا من كوني على قيد الحزن ، و يا عزيزتي ، أنا كذالك ، انا على قيد الحزن و الهم بدونك ، و محاطة بكل هذا الالم ، لا اريد ان ارى سواك و لا اريد ان يراني احد غيرك ف ما بال الجميع يراني ! ...
خرجت من غرفتي و جلست في نفس الرواق الذي كنتي تمشين فيه ، كان تأمل الرواق و تذكر كل تفاصيلك كافيا بالنسبة لقلبي ليهدأ و يخف شوقه القاسي هذا ، و لكن عيناي لم يخف شوقها ، و رؤية الحبيب مطلوبة في كل حين ! ، اسمع الكثير من الاصوات حتى رغم سمعي الخفيف ! ، لا بد انهم يبحثون عني ، لا تأتوا و تتحدثوا ، ان نجم و اريد قمري ، انا سماء و تريد شمسها فقط !!!
تقاطعني الممرضة الان ، و هي تبدو خائفة ، لا بد انهم بحثوا كثيرا و لكنني لا اهتم !
الممرضة :- ماذا تفعلين هنا ؟ ، ليس من المفترض ان تخرجي من الغرفة ! ، اجيبها بأنني خرجت لأستنشق الهواء ، و لست اكذب ف انتي هوائي و قد اتيت لأستنشق اثاره ، الممرضة :- دعي الورقة و القلم عنك الان و عودي الى الغرفة ، لستي في وضع يسمح لك بإستنشاق الهواء ، لا تدعيني اخبر مديرة المشفى بهروبك !!! ...
عدت الى غرفتي بعد سماع كل هذا التوبيخ ، لقد كنت في هذه المستشفى لأغلب فترات حياتي ، و لا زلت اسمع نفس التوبيخ في كل يوم ! ، الا يكفي كوني محبوسة هنا بفعل المرض ! ، الا يكفي هجرك لي لمدة اسبوع كامل ؟! ، استطيع ان اشعر بجسدي المتعب ، ليس متعبا من المرض ، بل منك ، و رغم كل مشاعري المتعبة و كون عقلي و قلبي و جسدي في اسوء الحالات ، اعرف انه عندما اراك مرة اخرى سأنسى كل شيء ، و لن يكون في عيناي اي عتاب ، و كيف اعاتب كل هذا الجمال ؟ ، و كيف اُبقي عقلي موجودا معي وقت رؤيتك ؟ ، لست اعرف و لا اهتم ، كل شيء سيكون بخير طالما استطيع ان اراك ! ، انا ارضى فقط بتأملك ، لذا فقط عودي ! ...
انه اليوم الثامن ، اعادوا وضع المصل لي ، هل يظنون ان هذا سيفيد ؟ ، اعرف ان رؤية عينيك هو كل ما يفيد ، و ها هم يقاطعونني مرة اخرى !

الممرضة :- هل تريدين الخروج للتمشي قليلا في الحديقة ؟
كارما تكتب على الورق :- هل استطيع ؟!
الممرضة :- اجل فقط قليلا ، من الافضل تغيير الجو حتى تتحسن حالتك قليلا
كارما تكتب على الورق :- حسنا ، سأخرج الان
الممرضة :- سأتي معك
كارما تكتب على الورق :- لا داعي لذلك استطيع الخروج لوحدي !
الممرضة :- لا ، سأتي معك
كارما تكتب على الورق :- حسنا ...

عدت للكتابة لك مرة اخرى ، اراقب حركة الناس في الحديقة ، و اتخيل انهم انتي ، و يراودني سؤال " هل ستعاقبك الكارما على هجرك لي ؟ ، ام انها لن تفعل لانه لا يوجد شيء بيننا ؟ "

الممرضة :- ماذا تكتبين ؟
كارما :- ...
الممرضة :- ما رأيك بترك الدفتر قليلا و التمشي ؟
كارما تكتب :- حسناً

جعلتني امشي في هذه الحديقة التي قضيت نصف عمري اتمشى بها ، و لست انكر ، ان المشيء بها كان مفيدا ، لكنه لم يعد كذلك ، لا شيء يفيد غير وجودك ! ...
بعد القليل من المشي ، توقفت ، عند تلك الشجرة ، لماذا ؟ ، لانك كنتي تجلسين و متكئة على جذعها !!! ، كم تمنيت ان اكون تلك الشجرة ؟ ، و لكنني رضيت برؤيتك ، استطيع ان اشعر لأنفاسي تعود و بقلبي يزهر مرة اخرى ! ، انا الان ك شخص كان عطشانا و رأى بحيرة كبيرة بها ماء عذب ! ...
حل صمت ثقيل بيننا ، نظرتي لي ، نفس النظرة الغير مهتمة ، بما معناه ماذا تريدين مني ؟ ، ف نظرت لك نظرة مفادها ان هذه العيون قد اشتاقت الى لقياكٍ ، و بأن هذا القلب قد عاني بلا عيناكٍ ! ، لا اعتقد انك مهتمة بما يكفي لتفهمي نظراتي ، ف قد قمتي من على الارض و مررتي بجانبي بخفة ، و حتى رغم الالم الذي احسست به لتجاهلك لي  ، الا انني اخذت وقتي بإستنشاق عطرك الذي ملأ صدري عند مرورك ...
لا اعلم كيف اسعفتني قدماي و اوصلتني لغرفتي ، و لا اعلم كيف جلست و كيف مر باقي اليوم ، كنت اغرق ، ألما و حزناً ، ثم حباً و عشقاً ، ظننت ان هنالك تبرير ما ، لكن لا يوجد ! ، لقد كنتي في نفس المستشفى لكن لم تمري من ذالك الرواق فقط ، اجل ، انا يجب علي تقبل انني لا شيء في نظرك ، و ان نظراتي قد كانت تزعجك لذا تركتي ذالك الرواق ، و لكنني و بكل ألم ، أرفض تصديق ذلك ، و أرفض أن ملاك مثلك سيرتكب هذا الفعل الشيطاني الدموي علي ...
يقاطع كتابتي طرق الباب ، و يدخل شخص اعرفه تمام المعرفة !!!

أثَـرُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن