دلف الى منزل. ليجد امرأة عمه تجلس و قد ظهر على وجهها الغضب ، فقال مداعبا :"لماذا الجميل غاضبا ؟".
لم تفلح مداعبته فى تخفيف التقطبية ، بينما تلومه :"ستتزوج يااحمد دون ان تخبرنى.. انا اخر من يعلم؟!"
سأل بمكر :" و هل يعلم احد سواك؟!"
سألت :"وماذا يعنى احضار مهندسين الديكور و العمال الى الفيلا الا انك تنوى الزواج ووجدت الفتاة المناسبة . و لم تخبرنى "!
أكد لها :"بالطبع لن اخبر احد قبلك.. هذا مؤكدا.. ف أنت حبيبتى".
قالت وقد مطت شفتيها دليل عدم اقتناع :"لو كنت حبيبتك حقا لكنت اخبرتنى منذ وجدتها. و لكنى اسامحك.. فقط اخبرنى من هى و من والداها و هل هى مناسبة؟ و كيف عرفتها ؟و هل تشبه الاخرى. تلك الغبية التى اخبرتنى انها لا تبادلك مشاعرك؟!"
تبسم بلطف لفضولها ثم قال :"انها ذات الغبية. فأنا مشاعرى لم تتغير نحوها ابدا ".
تبسمت المرأة بسعادك :"هل حقا ما تقول ؟ احبتك؟ انا سعيدة للغاية بهذا الخبر السعيد.. كما انى سعيدة لانكما تصالحتما انت و منى. اتدرى انكما تخاصمتا فى ذات يوم اخبرتك الغبية الاخرى انها لا تحبك . لن اقول الغبية ثانية. فلقد وعت لحسن حظها..
يومها اخبرت منى الا تغضبك و ان تراضيك.. لانك غاضب لأمر اخر. و أنك لا تقصد خصاما معها.و لكنها أصرت على عنادها..
لكن الحمدلله ان كل شيء بخير.. ربما نجعل زفافك و حبيبتك و زفاف منى و عمرو بذات اليوم. ماذا ترى ؟ الن يكون من اللطيف ان يدخل الفرح الى البيت بهذا الشكل؟! ما الامر ؟لماذا عبست.. هل قلت شيئا خاطئا؟!"
نفى و ان لم يفلح فى تغطية غضبه المكبوت :" لا.. لا شيء. . انت لا تخطئين.. نعم. سيكون من اللطيف ان اتزوج و منى بذات اليوم.. اقسم ان زواجنا سيكون لطيفا ".
ابتسم بلطف و هو يعى تلاعبه بالكلمات التى سينال عليها لكمات عديدة من كفها الصغير عندما تفهم الأمور كلها.
لكن بداخله كان يعبس.. يعبس لتصورها ان يتزوج سواها و تتزوج سواه و أن يتزوجا بذات اليوم.
إنه لن يتزوج ابدا إن لم تكن له.
تذكر تلك الرواية ..حيث أجبرت البطلة على الخطبة لآخر.. فتعجل البطل و تزوج بأخرى قبلها..
ليريها انه لا يهتم..
فجرح قلبه و قلبها بعناد مقيت..و هنا يصدق ما يقال أن الحب يصيب المحبين بالغباء و العناد و الكبر و الكرامة الزائفة.
فعوضا أن يحارب لأجل حبيبته.. صنع الأسوار العالية لتبعدها عنه أكثر فأكثر.
لن تتزوج سواه.. و لن يتزوج سواها.. و لو وصل الامر لإختطافها.
يفهم سخافة ما يفعل من التدخل بأمور عمرو عله يعود لحبيبته فيفسح المجال له ..
يبدو الأمر سخيفا..
طفوليا ربما.
أنت تقرأ
ابن العم
Romanceرفع عينيه عن الملفات التي كان يقرؤها عندما دخلت غرفة مكتبه وتسلل إلى انفه رائحة عطرها الخفيف المميز. وبرغم دهشته التي ظهرت جلية في ملامحه إلا انه لم ينطق ببنت شفة, فهو يعرف جيدا أن قدمها لم تطأ مكتبه منذ عام كامل ,مفضلة أن يتم التعامل بينهم عن طريق...