كانت الخطة تسير وفق المرسوم بدقة..
فلقد اتفقا على كونهما قد تقابلا ذات مرة منذ بضعة اشهر فى احد المولات.. حيث تصادما.. ثم تحادثا و تآلفا.. و اصبحا اصدقاء منذ ذلك الحين...
هذه هى القصة التى ستروى امام عمر الذى هو بالطريق اليهم..
كان التوتر هو الغالب على ايمان.. بينما منى تعرف جيدا ان ايمان تترقب.. و ان بداخلها امل.. امل ان يكون مازال محبا لها.. و خوف.. خوف ان تكون مجرد ماضى بالنسبة له ..
كانا يجلسان تحاول منى كسر التوتر فتقول مطمئنة بينما تنظر الى يد ايمان التى تفرك بكفها الاخر:" لا داعى للتوتر.. ماذا سيحدث لكل هذا التوتر و الارتباك ؟!!"
قالت ايمان بندم :"ليتنى لم اسمع كلامك... ليتنى لم اطاوعك "..
لترد ايمان و هى تعلم ان بداخلها توتر ايضا تجيد اخفاؤه :" بل انت لم تفعلى شيئا اكثر صوابا بحياتك من ذلك... اذا كان نسيك... فهذا هو الوقت المناسب لتعرفى.. و لتضعيه خلف ظهرك.. و تتوقفى عن التمنى.. و السؤال المستمر ب (ماذا لو)..
اما اذا كان لم ينساك. .. و مازال يحبك.. فها انت هنا.. تعطيه الفرصة.. الفرصة الاخيرة حتى تكونا معا.. انت مدينة لنفسك... و له.. مدينة بالسعادة.. لكلاكما ".
نظرت اليها ايمان بأمل..
و ان لم يزول التوتر بشكل كلى...
دخل عمر بعد حوالى الربع ساعة.. يبحث بعيونه عن منى.. اشار لها عندما وجدها و لم ينتبه الى رفيقتها..
تبسمت له منى بلطف فهو على وشك تلقى مفاجأة كبرى..
قال بلطف :"صباح الخير ..اسف لتأخرى ".
كاد ان يكمل عندما انتبه ل ايمان..
فقالت منى :" صديقتى ايمان.. رأيتها اليوم مصادفة.. فقررنا ان نتناول الغداء معا.. هل تمانع ؟!"
كانت الصدمة جلية على وجه عمر المسكين حتى تشك انه سمع شيئا مما قالت ، لكنه قال بارتباك : "بالطبع لا ".
ارتفع الدم فى وجنتي ايمان فظن عمر انها صدمت مثله للقاءه..
فلم ينتبه كلاهما لثرثرة منى عن صداقتهما و كيف تقابلا..
تمتم عمر بكلمات مهذبة تقليدية كالسؤال عن الاحوال و التشرف بمعرفتها..
قررت منى ان تشرب عصيرا.. و هو ما وافقها عليه الجميع و لم نكد تنتهى حتى جاء احمد الذى ادعى انه بحاجة الى الحديث الضرورى معها عن العمل. .
فاضطرت الى الذهاب معه الى مائدة اخرى..بادرته :" ما الذى جاء بك ؟!"
قال لائما :"ازعجتك رؤيتى؟!"
قالت متلطفه :"بالطبع لا.. لكن.. اعنى.. لم اتوقعها.. و اكيد رأيت ان تتدخل حتى تترك لهما المجال للحديث وحدهما دونى.. فربما حدث تقارب.. اليس كذلك؟"
أنت تقرأ
ابن العم
Romanceرفع عينيه عن الملفات التي كان يقرؤها عندما دخلت غرفة مكتبه وتسلل إلى انفه رائحة عطرها الخفيف المميز. وبرغم دهشته التي ظهرت جلية في ملامحه إلا انه لم ينطق ببنت شفة, فهو يعرف جيدا أن قدمها لم تطأ مكتبه منذ عام كامل ,مفضلة أن يتم التعامل بينهم عن طريق...