الفصل الرابع

4.1K 153 37
                                    

كانت الخطة تسير وفق المرسوم بدقة..

فلقد اتفقا على كونهما قد تقابلا ذات مرة منذ بضعة اشهر فى احد المولات..  حيث تصادما..  ثم تحادثا و تآلفا.. و اصبحا اصدقاء منذ ذلك الحين...

هذه هى القصة التى ستروى امام عمر الذى هو بالطريق اليهم..

كان التوتر هو الغالب على ايمان.. بينما منى تعرف جيدا ان ايمان تترقب.. و ان بداخلها امل..  امل ان يكون مازال محبا لها.. و خوف.. خوف ان تكون مجرد ماضى بالنسبة له ..

كانا يجلسان تحاول منى كسر التوتر فتقول مطمئنة بينما تنظر الى يد ايمان التى تفرك بكفها الاخر:" لا داعى للتوتر..  ماذا سيحدث لكل هذا التوتر و الارتباك ؟!!"

قالت ايمان بندم :"ليتنى لم اسمع كلامك... ليتنى لم اطاوعك "..

لترد ايمان و هى تعلم ان بداخلها توتر ايضا تجيد اخفاؤه :" بل انت لم تفعلى شيئا اكثر صوابا بحياتك  من ذلك... اذا كان نسيك... فهذا هو الوقت المناسب لتعرفى.. و لتضعيه خلف ظهرك.. و تتوقفى عن التمنى.. و السؤال المستمر ب (ماذا لو)..

اما اذا كان لم ينساك. .. و مازال يحبك.. فها انت هنا.. تعطيه الفرصة..  الفرصة الاخيرة حتى تكونا معا..  انت مدينة لنفسك... و له..  مدينة بالسعادة.. لكلاكما ".

نظرت اليها ايمان بأمل..

و ان لم يزول التوتر بشكل كلى... 

دخل عمر بعد حوالى الربع ساعة.. يبحث بعيونه عن منى.. اشار لها عندما وجدها و لم ينتبه الى رفيقتها.. 

تبسمت له منى بلطف فهو على وشك تلقى مفاجأة كبرى..

قال بلطف :"صباح الخير ..اسف لتأخرى ".

كاد ان يكمل عندما انتبه ل ايمان..

فقالت منى :" صديقتى ايمان..  رأيتها اليوم مصادفة..  فقررنا ان نتناول الغداء معا..  هل تمانع ؟!"

كانت الصدمة جلية على وجه عمر المسكين حتى تشك انه سمع شيئا مما قالت ، لكنه قال بارتباك : "بالطبع لا ".

ارتفع الدم فى وجنتي ايمان فظن عمر انها صدمت مثله للقاءه..

فلم ينتبه كلاهما لثرثرة منى عن صداقتهما و كيف تقابلا..

تمتم عمر بكلمات مهذبة تقليدية كالسؤال عن الاحوال و التشرف بمعرفتها..

قررت منى ان تشرب عصيرا.. و هو ما وافقها عليه الجميع و لم نكد تنتهى حتى جاء احمد الذى ادعى انه بحاجة الى الحديث الضرورى معها عن العمل.  .
فاضطرت الى الذهاب معه الى مائدة اخرى..

بادرته :" ما الذى جاء بك ؟!"

قال لائما :"ازعجتك رؤيتى؟!"

قالت متلطفه :"بالطبع لا..  لكن..  اعنى.. لم اتوقعها..  و اكيد رأيت ان تتدخل حتى تترك لهما المجال للحديث وحدهما دونى..  فربما حدث تقارب..  اليس كذلك؟"

ابن العم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن