رفع عينيه عن الملفات التي كان يقرؤها عندما دخلت غرفة مكتبه وتسلل إلى انفه رائحة عطرها الخفيف المميز.
وبرغم دهشته التي ظهرت جلية في ملامحه إلا انه لم ينطق ببنت شفة, فهو يعرف جيدا أن قدمها لم تطأ مكتبه منذ عام كامل ,مفضلة أن يتم التعامل بينهم عن طريق سكرتيرته.مازال يتذكر أخر مرة كانت في مكتبه والصدام الذي حدث يومها وكيف قتلت كل أمل لديه يومها وتلي ذلك قطيعه بينهم .
رفع رأسه باستفسار صامت ,ترددت وكان ترددها واضحا .وشعر هو بترددها .
كانت تفكر كيف يمكنها أن تقول ما عزمت عليه فهذا الأمر يتطلب جرأة لا تتحلى بها.
فلا تذكر امرأة بادرت باعتراف كهذا من قبل. برغم دخولها القوى إلا أن ترددها لم يطل .
فقالت بهدوء لم تشعر به بداخلها " أنا هنا لأخبرك أنى ..أنى .."
نظراته حملت استفسار أخر وانتظار ,فردت مسرعة "أحبك"
كانت دهشته التي ظهرت من اتساع عينيه أوضحت عدم التصديق ولكنه ابتلع ريقه وهو يسألها أن تكرر: "ماذا ؟..ماذا قولت ؟"
حادثت نفسها ساخرة "أيعتقد أنى سأقولها ثانية ؟؟ !! .. فلقد أحتاج منى شجاعة كبرى أن أقولها في أول مرة واحتاج إلى أضعاف تلك الشجاعة لأكررها"
ولكنه لا يبدو مسرورا بما سمع ..كانت تعلم انه يحبها فلقد اخبرها بذلك منذ عام في ذات المكان ..ترى هل تأخرت جدا حتى لم يعد لها مكانا في قلبه ؟؟
يا لها من حمقاء ..لماذا لم تفكر في هذا الإحتمال قبل أن تأتى إليه معترفة ؟؟ ماذا لو لم يعد يحبها ؟؟ ماذا لو انه يحب غيرها ؟؟ ماذا لو أنه اكتشف انه لم يكن يحبها حقا؟؟ لماذا جاءت؟؟
كانت قد قضت ليلتها مسهدة وقررت أن تأتى إليه لأن من حقه أن يعرف حقيقة مشاعرها وها هي تبدو وكأنها أخطأت في قرارها ولم تفكر بشكل كافي .
فاقت من أسئلتها على سؤاله المستفسر :" أنت قولت انك تحبينني ..أليس كذلك؟؟"
هزت رأسها موافقة فلا فائدة من الإنكار ..فلقد وضعت نفسها في مأزق لا خلاص منه وانتظرت أن تسمع ما هو حتمي ..انتظرت أن تسمع توبيخا أو توضيح أنه لا يبادلها نفس المشاعر ..
ولكن لم تسمع أيا من ذلك ..وإنما سأل :" لماذا الآن ؟.. بالأمس كان الاتفاق على خطوبتك من آخر ؟؟ لماذا لم تخبريني قبل ذلك ولو بيوم واحد .."
ثم استطرد بصوت متحشرج :" أنا اذكر أنه في نفس المكان هنا من حوالي عام أخبرتك أنى احبك ..في ذلك اليوم رفضت حبي بل و أخبرتني أنى بالنسبة لكي مثل ادهم ولن تحبيني إلا كما تحبيه ..كأخ لا أكثر .."
شعرت بالخجل من نفسها فيومها لم تكن مهذبة في رفضها له بل كانت في منتهى الوقاحة .لم تهتم بجرحه أو حتى أن ترفضه بتهذيب أو أسلوب لائق فهو قبل كل شيء ابن عمها .
أنت تقرأ
ابن العم
Romanceرفع عينيه عن الملفات التي كان يقرؤها عندما دخلت غرفة مكتبه وتسلل إلى انفه رائحة عطرها الخفيف المميز. وبرغم دهشته التي ظهرت جلية في ملامحه إلا انه لم ينطق ببنت شفة, فهو يعرف جيدا أن قدمها لم تطأ مكتبه منذ عام كامل ,مفضلة أن يتم التعامل بينهم عن طريق...