الفصل الثالث

21.8K 514 113
                                    

تصنعت الجد وهى تسأل بتحكم وسلطة :" اين كنت بالامس؟"

لم يلتفت إلى  تسلطها وإنما أجاب بتلقائية مخرجا ملفا من درج مكتبه:" هذا هو  سبب  عدم وجودى بالأمس".

سالت مستفسرة :" ما هذا؟"

رد ببساطة :" إنه تقرير عن عمر .."

كررت بعدم فهم :" تقرير عن عمر "!

اكمل :" ووصلت من خلاله الى  نقطة مهمه جدا".

سالت بفضول : " أى نقطة ؟"

أجاب : "عندما كان عمر   يدرس بالجامعة  ..كان يحب فتاة تدرس معه و تصغره بنحو ثلاثة سنوات ...واتقدم لطلب يدها اكثر من مرة ..وفى  كل مرة  يرفضه والدها".

اعترضت : "و لما يرفضه ؟؟ عمر شخص مهذب وعلى خلق .. إنه عريس لا يعوض "

نظر اليها بغيظ ثم رد :" لأن ايمان تلك كانت اصولها صعيدية وكان والدها قد اتفق منذ طفولتها  مع اخيه على زواج ايمان من  ابن عمها ..إنه أحد موروثات الصعيد أن تتزوج الفتاة من ابن عمها ".

ردت مبهورة :" من غير المعقول وجود مثل تلك الموروثات  الآن !!".

رد مؤكدا :" للأسف مازال هناك مثل تلك الأمور.."

ثم قال غامزا :"  ألم يكن من الرائع لو أن أبى رحمه الله اتفق مع عمى مثلهم على  خطبتنا ..لكان الأمر أسهل بكثير."

اشتعل وجهها خجلا  وهى  تسمع أمنيته والذى كانت لترجوها أيضا الآن؛ لولا أنها جاءت الى الدنيا بعد وفاة  العم رحمه الله.

عادت إلى  موضوعهما :" ثم ..ما الذى حدث؟"

أجاب زافرا :"  أبدا ..لقد تزوجت".

هتفت باستنكار  : " ماذا ؟..أين هو الحل إذن ؟"

أجاب :" زوجها مات فى حادث سيارة  بعد عام من زواجهما ... وكان ذلك العام فى غاية الصعوبة عليها ..عانت من مشاكل كثيرة بينهما ولم تكن سعيدة البتة...واعتقد ان بأمكاننا التدخل الان للإصلاح بينها وبين عمر ".

سالت بلهفة :" وكيف ذلك ؟"

ضحك ثم قال :" تلك مهتمك انت .."

قالت بحيرة :" لم أفهم".

وضح قائلا :" ستذهبين لها وتقنعيها .."

أعطاها الملف بينما يقول :" هنا عنوانها وكافة التفاصيل عنها ".

سألت بتردد:" أذهب اليها؟وماذا أقول لها "

عبس بينما يقول :" هذة هى وظيفتك ياسيادة مدير العلاقات العامة بالمؤسسة ..ألست أنت أفضل من يمكنه إقناع العملاء"؟!

أخذت منه الملف الذى يحتوى المعلومات ..

قال وهو يشيعها بنظراته وهى تتجه نحو الباب :" اعتبري اليوم أجازة ".

ابن العم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن