عودة

33 11 2
                                    


الفصل الاول
محمود
كنت اتسائل دائما كيف سيصبح شكلك عندما تكبرين تلك البرائه فى  عينيك هل ستظل كما هى ام انها
ستختفى بفعل الزمن لكنى اراها  الان وبكل وضوح لم  تختفى وها قد زادك الزمن جمالا يااميرتى.
عدت بعد دراستى فى الخارج لمده  سبع سنوات وها   قد اصبحت طبيبا  كما وعدتك فى صغرنا حبيبتى.
نعم فأنتى حبيبتى لم اعلم يوما وانا فى صغرى بأن 
هذا ما ستؤل اليه الامور واننى سأقع فى غرامك يوما ما  لكني فعلت.
اليوم التقى بكِ بعد طول انتظار وشوق لرؤيتك  اخبرتنى اختى  صفا عنكِ الكثير فهى الوحيده التى تعلم بما يضمر فى قلبى تعلم  كم احببتك وكم اريدك  وها انا ذا عدت لأراك بعد الكثير من الاحلام  التى  راودتنى عنكِ طوال  تلك  السنين فسلاما يامحبوبتى.
اردت حقا ان  تكونِ اول شخص  التقى به عند وصولى
الى ارض  الوطن بعد  فترة غياب طويلة ولقد حدث ما اردت كنت اراكِ تقفين خلف نافذتك لكن
شيئا ما بات غريبا عنى لا ادرى هل هو المكان  ام الناس ام انتِ؟!
اشعر وكأنكِ ابتعدتى عنى كثيرا لدرجه باتت تخيفنى. وصلت الى بيتى والتقيت بعائلتى كم كنت مشتاقا اليهم جلست معهم وبدأنا نتناول اطراف الحديث اخبرتنى امى ان عرسك قد حدد ميعاده بعد شهر ؛ وكأن احدهم استل سيكناً وغرسها فى وسط قلبى لم اكن اقدر على تخيل بعدك عنى وان تكونى لغيرى، جاءت الى صفا بعد ان صعدت الى غرفتى متحججا بتعبى جراء السفر ولكن الحقيقة هى اننى لم استطع تحمل الصدمة جاءت لتخبرنى ان كل شئ حدث سريعا ولم تستطع اخبارى ، فبعد وفاة والدك اصر جدك على ان يزوجك احد ابناء عمومتك لا اعلم حقا لماذا يحدث هذا معى ؟ احببتك والان تضيعين من يدى اتعلمين انى انا المخطئ ؟؛ كان على ان اخطبك قبل رحيلى كان على البوح  بمشاعرى فلما لم افعل.
خرجت من البيت  لأتنفس  فقد  ضاق بى العالم كله ولم اعد استطيع التحمل رأيتك تخرجين من منزلك متجهه الى  احد المتاجر تبعتك ولم اشعر بنفسى حينها .
محمود:نغم
نغم:محمود الحمد لله على سلامتك 
محمود:هل ستتزوجين  حقا ؟
انحنى رأسك الى الاسفل وانتِ تقولين:نعم  سأفعل ..
كيف حالك ؟
محمود:اتسألين عن  حالى ؟
نغم:محمود على ان  اغادر  انا اسفة
تبعتك بنظراتى  حين  غادرتى فأنتِ حتى لم تتركى لى  فرصة للحديث غادرتنى وكأنك تهربين  من شبح يلاحقك نعم فأنا بالنسبة لك شبح من  الماضى لا اعلم اذا  ما  كنت سعيدة بهذا الزواج  ام لا  لكن حقا انا خائف .
مر اسبوع منذ وصولى الى الوطن لم اغادر غرفتى الا قليلا من الوقت تقوقعت داخل غرفتى وكأننى سأستطيع الهرب منكِ انتِ التى تلاحقيننى حتى فى احلامى ، بات جسدى هزيلا واصبح الجميع يتعجب من حالى الذى وصلت اليه لا يعلم احد عن الحرب الطاحنه التى تدور بداخلى اردت ان اختطفك واهرب الى اى مكان فى العالم فقط لتصبح اميرتى معى والى جانبى لكن اعلم ان هذا سيجعلكِ تمقتيننى ، انا اختنق حتى الموت لا اعلم كيف يعيش عاشق من دون معشوقته كيف يتكيف مع هذا الوضع ويمارس حياته بإعتياديه خرجت بعد اسبوع من الإقامه فى غرفتى بسبب الالحاح الشديد من عائلتى ارادوا ان يخرجوننى من حاله العزلة تلك التى عشت فيها لذلك قاموا بدعوتك انتِ وامك وابناء عمى  
ولم يعلموا انك انتِ سبب هذه العزلة ارادوا ان ينفسوا عنى قليلا ولم يعلموا انهم بذلك قد قاموا بقطع انفاسى .
اى صدفه تلك التى جمعتنا واى قدر؟! ليفرقاننا بعد ذلك ؛ شعرت بلمعه حزن فى عينيك لم اعلم سببها سألت صفا عن ما ان كنتِ راضيه عن هذا الزواج لكنها لم تجب ارادت ان تخفى عنى كل شئ يخصك ولا اعلم لما ربما ارادت لى ان انساكِ لكن لا احد يستطيع نسيان نصفه الاخر فلقد كنتِ دائما وابدا ما تكمليننى ترى ما سبب هذا الحزن فى عينيك اردت ان اعرف بأية  طريقه كانت .
تبعتك الى الحديقة الخارجيه دون ان يلاحظ 
احد ذلك امسكت بذراعك قبل ان تهمى بالخروج  من البيت
محمود:نغم انتظرى
نغم:ماذا هناك ؟
محمود: اردت ان اسألك
نغم:ماذا ؟
محمود:هل انت راضية عن هذا الزواج؟ 
تلعثمتى قليلا واجبتنى :ولما تسأل ؟
محمود: فلتسمهِ فضول .
نغم:محمود انا على ان اغادر اترك يدى.
محمود:لن تغادرى ان لم تجيبينى على سؤالى .
سألتك ان كنت راضية وكم تمنيت ان تكون اجابتك بالنفى فأنا لم اكن لأتحمل ان تخبريننى بموافقتك ، انتظرت ردك شعرت بأن اقرارك برفضك لهذا الزواج سيكون دافعى لأن اواجه جميع عائلتك وسأمنع هذا الزفاف من ان يقام لكنك اجبتنى موافقه وقد اخفضتى رأسك قليلا موافقه كيف ذلك ؟ كانت موافقتك تلك بمثابه القشه التى قسمت ظهر البعير لماذا يتأمر العالم كله ضدى ؟ خرجتِ بعد ان ابلغتنى موافقتك وبقيت انا تائها كمن فقد بصره للتو فلا هو قادر على استيعاب فقدانه لبصره ولا هو قادر على ان يرى وجهته التى لابد وان يسير فيها رغما عن انفه .
احبك ولا اريد ان اكمل الحياة بدونك .
ذهبت الى احدى المستشفيات بعد لقائى بك بساعات لم اكن لأتحمل صدمه كهذه اصابتنى وعكه صحيه شديدة آنذاك وتم حجزى بالمشفى طلبت من الطبيب ان يمنع الزيارات عنى فلن اتحمل مقابله احد ولا اريد ان ارى احدا سواكى  يامحبوبتى واعلم حق العلم انكِ لن تأتى ،
خرجت من المشفى بعد ثلاثة ايام كانت عائلتى تقيم حفلا بمناسبه تخرجى وشفائى معا لم ارد ان يقام هذا الحفل لم ارغب فى رؤيتك مجددا آنذاك ولا اعلم لما هل لانك احببتى غيرى ؟ هل اعتبر موافقتك على زواجك من ابن عمك خيانه  لى ولوعدك لى مسبقا ؟ ام ان ذلك ليس من حقي

ابقى بقلبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن