الفصل الثالث
غادرت مكتب ابى وانا اشعر بالضياع لا اعرف ماذا سأفعل ؟! فكرت كثيرا لكنى لم اصل لحل ،
امرأه مثلك ياحياتي لا استطيع نسيانها بهذه السهولة التي يتوقعها منى الجميع وعدت ابى بأن احاول نسيانك لكن اتدرين انا حتى لا ارغب في محاولة نسيانك تلك فكما ان حبك يأكلني من الداخل كالنيران فهو ايضا الهواء الذى اتنفسه لكى اعيش لا استطيع العيش بدونه فحبك سلاح ذو حدين
يحييني ويميتُني لا اعلم لما انا مازوشي الى هذه الدرجة اعلم كم يقهرني حبك ويؤذيني لكنى لا اريد الابتعاد عنه فأنا احبك جدا كما قالها
نيزار قباني
احبك جدا
واعرف ان الطريق الى المستحيل طويل
واعرف انك ست النساء
وليس لدى بديل
واعرف ان زمان الحنين انتهى
ومات الكلام الجميل
يا ست النساء ماذا نقول ؟
احبك جدا
احبك جدا واعرف انى اعيش بمنفى
وانتِ بمنفى
وبيني وبينك
ريح
وغيم
وبرق
ورعد
وثلج ونار
واعرف ان الوصول لعينيكِ وهم
واعرف ان الوصول اليكِ
انتحار
أيا امرأه تمسك القلب بين يديها
سألتكِ بالله لا تتركيني
لا تتركيني
فماذا اكون انا ان لم تكونِ
احبك جدا وجدا وجدا
وارفض من نار حبكِ ان استقيلا
وهل يستطيع المتيم بالعشق ان يستقيلا
وما همني
ان خرجت من الحب حيا
وما همني ان خرجت قتيلا ..
طلبت اليكِ كثيرا في صغرنا الا تبتعدِ عنى كان الهدف من حديثنا حمايتك اثناء اللعب ولم اكن اعلم ان قدري يخط لي حبا ابديا معكِ اعيشه وحدى ويردعني قتيلا ؛ ينهيني حبك يقبرني ولا اعرف ولا اريد ان اعرف كيف انتهى منه قبل ان ينتهى هو منى لما كل هذا الحب لكِ لو كنت ادرى انه نوع من الادمان ما ادمنته
اتجهت الى غرفتي لكني لم اقدر على البقاء طويلا بداخلها اشعر وكأن الجدران تسحقني خرجت لأتمشى قليلا في الخارج وأخذتني قدماي الى حيث لا اعلم كنت اسير فحسب دون اى وجهه احس احيانا وكأنني تائهٌ في محيط ابحث عن شاطئ لكي ارسو عليه لكن عبثا فلن يجدي البحث نفعا فكل اتجاهاتي خطأ من البداية فكلها تتجه اليكِ انتِ لكنكِ الاعصار وماذا يفعل انسان لم يعرف في حياته الا هذا الاتجاه ؟ هل يذهب الى الاعصار بنفسه ؟ ام يترك نفسه للأمواج تتقاذفه الى حيث تريد ؟
عدت الى البيت بعد ساعات من المشي المتواصل بدون هدى لأجد والدى في انتظاري بقرار جديد قال لي انه يريدني ان اسافر لأعمل بالخارج كما كنت قد قررت مسبقا ولا اعلم لما غير والدي رأيه بهذه السرعة رأيت في عينيي امى وإخوتي الحزن لهذا القرار لكني لم استطع تفسير ما يدور في خلد ابي اخبرني انه قد حجز الي على اقرب رحله والتي فوجئت انها غدا ترى هل سأرحل حقا وهل سأترك كل من احب خلفي هكذا ؟ نعم لقد كنت قد قررت السفر مسبقاً لكنني كنت خائفاً منه كثيرا على الرغم من هذا . علمت من امى ان سبب اتخاذ ابي لهذا القرار هو انه اراد لي الابتعاد عن كل ما يذكرني بكِ احقا ؟ هل يظن ابي ان هذه الطريقة ستنجح في جعلي انساكِ جهزت والدتي حقائبي وتم كل شيء بسرعه مر اليوم سريعا وها انا الان في طريقي الي المطار
اشعر وكأن شيئا ما في داخلي قد حُطِمْ ولم يعد اصلاحه بالإمكان ترى هل سأقدر على العيش في سلام بعد الان ؟ وهل سأتخلص من هذه
المعركة التي اندلعت بداخلي ؟ صعدت على متن الطائرة المتجهة الى لندن ولا اعرف اى مجهول ينتظرني؟!