الفصل الثاني
قابلت بعد عده ايام من الحفل خاطبكِ في احد المستشفيات التي ذهبت اليها للعمل من يصدق صدف القدر هذه ؟ ها هو خاطبكِ يا محبوبتي انه زميل عمل يالها من صدفه او ياله من حظ عاثر فكيف لي ان اتحمل هذا ؟! سيجن جنوني قريبا ربما، وان لم افقد عقلي سأفقد حياتي يا حياتي . اراكِ اليوم في حفل عيد ميلاد احد جيراننا الذى دعانا اليه اراكِ كأمسيه باريسية راقيه كأغانٍ كلاسيكيه عراقية كمسارح روما وموسيقى فيينا كرياح شرقيه هوجاء كتسونامي ؛ حبيبتي انتِ كل هؤلاء فأنت الشرق بحضاراته وعادته وتقاليده وانتِ الغرب بشغفه وجنوحه تمرده وانسيابيه عشقه .ففي الغرب العشق مباح ليس كبلادنا فحالما يوجد عاشق فهناك قاض وجلاد وقد جعلكِ القدر القاضي والجلاد في حكمي انا الذى عشقتك حتى النخاع ينتشر حبك في جسدي كالسرطان الذى ينهش في جسد مريض .
ان خاطبك رجل اجتماعي جدا ويبدو انه يحبك هل تعلمين يا محبوبتي لقد أراني صور خطبتكما رأيتك بجانبه تمسكين يده فهل لي بأن اعتق ؟! ارى في عينيكِ رحمه ملائكيه فلما لا ترحمين قلبا تولع بكِ وهام ؟؟
تحدد عرسك اليوم الحادي عشر من شهر ديسمبر لقد تم تقديم عرسك اسبوع عن موعده المحدد وكأن القدر يأبى ان يترك لي فرصه كي اودعك وداعا يليق بمن حكمت عرش قلبي .
الجميع
مشغولون بالتجهيزات لحفل زفافك ولإكن انا شهيد الحب .
حبك ذاك الذى يجرى في عروقي اشعر به يحرقني تركت المشفى بعد اسبوع من عملي لم اتحمل بقاء خاطبك الى جانبي في العمل على الرغم من انه شاب لطيف جدا اتوقع انه لو لم يكن خاطبك لكان افضل أصدقائي الان حجزت تذكرة طيران الى لندن سأعيش هناك واعمل سأبتعد عنكِ وعن عائلتي و بلدي سأبتعد عن كل شيء لأنني لا اتحمل بعدك عنى لا اعلم كيف سيكون شكل حياتي بعد الان لكن هذا القدر وهذه مشيئته ، لم اعلم احدا من أهلي بأنني سأرحل عنهم ثانيه لا اريد لهم ان يشعروا بالحزن ثانيه اتمنى حقا لو اننى استطعت ان ابقى معهم لكن ليس بمقدوري ذلك جاءت اختى هديل الى غرفتي وانا انظم ثيابي في حقيبة سفري
هديل: محمود ما هذا ؟
محمود: هديل ما الذى جاء بكِ الى هنا ؟
هديل: هل ستغادر ؟
محمود: نعم يا هديل سأغادر على ان اسافر الى لندن غدا .
هديل: لأجلها اليس كذلك
محمود: من تقصدين ؟
هديل: اقصد نغم يا محمود
محمود: وماشأنها بسفري ؟
هديل: محمود لا تكذب على انا ادرك تمام انك تعشقها .
محمود: وكيف علمتي بذلك ؟
هديل: يا اخي جميعنا في المنزل ندرك هذا حتى والدى انت لا ترى نفسك عندما نذكر اسمها امامك اوعندما تراها كيف يصبح حالك .
محمود:هل كنت مكشوفا الى هذه الدرجة ؟
هديل: واكثر ايضا
محمود: اذا لما لم تعلم هي بحبي لها ؟
هديل: ربما ينبغي عليك ان تعلمها انت بذلك كيف لها ان تعلم وحدها ؟
محمود: لا استطيع .. زواجها بعد يومين
..يومين يا هديل
هديل: هل يعنى ذلك انك ستغادرنا هل ستتركنا ثانية يا اخى ؟
محمود: لا اقدر افهميني .
تركتني هديل ونزلت وهى تبكى اعلم الان انها ستخبر البيت بأكمله واننى سأدخل في دوامه لا استطيع الخروج منها مهما حاولت لكن لا يوجد
حل غير ذلك صعد الى والدى بعد دقائق من نزول هديل
الوالد: محمود ما هذا الذى تفعله ؟
محمود: ارجوك يا ابى لا تضغط على
الوالد: هل جننت ؟
محمود: ابى افهمني ارجوك
الوالد: لا تتكلم لن تغادر هذا البيت الا على موتى افهمت
محمود: ارجوك يا ابى لا تفعل بي هذا
الوالد: انت لا تفعل بنا هذا لن تغادر ثانية افهمت لن تفعل بي انا وامك هذا ثانية .
غادرني ابى بعد ان منعني من المغادرة نهائيا كيف هذا لماذا كل شيء ضدي ؟؟ القدر انتِ وعائلتي اى ذنب ارتكبت لأستحق عقاب كهذا ؟ لما على ان القى في النار بهذه الوحشية ؟ انانيون نعم جميعكم انانيون ضحى الجميع بي وتركوني في ظلماتي وحدى اعانى
اليوم حكم على قلبي ان يموت الى الابد ستزفين الى عريسك بعد قليل امام عيني وقلبي ينزف حبا .
متيم انا الى ابعد حد شقى انا الى الحد الابعد يقال انك اذا احببت ترى كل شيء بعيني محبوبك لكنى الان ما بت ارى ضاع بصرى مع ضياعك حبيبتي لو عاد بي الزمن لما سافرت لأدرس الطب وتركتك لكنت اخذتكِ معي قبل رحيلي ولكن كيف؟ .. كيف نأمل ما هو مستحيل ؟ كيف يمكن لأنسان ان يتعلق بشيء الى هذا الحد ؟ وهو واثق تمام الثقة انه متعلق بالفراغ لكنه لازال يأمل ان يتجسد هذا الفراغ ويحقق مبتغاه .
اراكِ تقتربين مني وكأن الكلمات ترقص على اطراف فمك أخبرتني .....
نغم : محمود
محمود ... :
نغم : ارجوك سامحني
محمود ... :
غادرتي بعد ان طلبتِ الى مسامحتك لكن علام اسامحك وما الذى ارتكبته بحقي حتى تطلبي منى السماح انا اعلم انكِ لم تتمنى زوجا غيرى وان لم تصرحي لي من قبل واعلم انك مجبرة على هذا الزواج اعلم اننى طعنت بهذه الحقيقة من قبل حين رأيتك ظننت انك قد خنتني لكن هل فعلتِ حقا ؟ هل هذا سبب طلبك إياي السماح؟ اليوم ألجمتني الصدمة عند اقترابك منى فلم اقدر على البوح بأي شيء لم اقدر حتى على سؤالك عما اسامحك ؟ ابتعدتِ عنى وتركتني في دوامه أفكاري اصارع للوصول الى بر امان
ينتشلني من القاع ، ذاك القاع الذى ألقيتني فيه بدون رحمه او هوادة.
لماذا على ان اتحمل كل هذا ؟
اراكِ الان تبتسمين في وجه زوجك ههه نعم لقد اصبح زوجك و يال سخرية القدر .
تلك الابتسامة التي لطالما عاهدت نفسى ان ارسمها على شفتيك دائما والا ادع اى شيء يعكر صفو هذه الابتسامة الرائعة لكن الان ما عدت
اقدر على هذا أصبحتِ من حق غيرى واصبح قدري جحيم حبك؛
تغير مجرى الاحداث فجأة قتل زوجك نعم انا قتلته تحول حفل زفافك فجأة وبعد سماع صوت الضحكات لا يسمع الان الا صوت النحيب والبكاء رأيتك تتجهين نحوى وفى عينيكِ غضب وعتاب
كبيرين أمسكتِ بي وصرختي بأعلى صوتك في وجهى وعيناكِ مليئتان بالدموع
نغم : لما .. لما فعلت بي هذا ؟ لماذا يا محمود لماذا ؟
محمود : لم اتمالك نفسى لا استطيع .. لا
استطيع تخيلك مع رجل غيرى انا احبك .. احبك الا تفهمين ؟
نغم : تحبني ههه واي حب هذا .. كيف تفعل بي هذا وتقتل فرحتي اظننت اننى سأحبك هل ظننت اننى بهذا سأصبح لك بعد ان تقتل زوجي ؟
محمود : نغم اسمع.....
نغم : لن اسامحك ما حييت لن اسامحك
أنهرتي امام عيني باكيه وانتِ ترددين بأنك لن تسامحيني
لم استطع فعلها لم اقدر على التضحية بكِ رغم انك قد ضعتي من يدى اردت حقا قتل زوجك لكنى تخيلت لوهله ما سيحدث معي ان فعلت ذلك؛
تخيلتك تكرهينني لذلك لم افعلها لم استطع قتله هذا اليوم لكنى قتلت نفسى عوضا عنه .
ذهبتِ الى بيتك مع زوجك هذا اليوم وانتِ سعيدة علمت الان لما طلبتي مني ان اسامحك لأنك تعلمين بمقدار حبى لك وتدركين تماما انك خنتي الوعد الذى كان بيننا عدت الى بيتي لم استطع الدخول الى غرفتي كنت اشعر بوحشه رهيبة لم اشعر بها من قبل جلست بغرفه المعيشة وقررت ان اشاهد التلفاز حتى لا افكر فيكِ كنت اتابع التلفاز بعيني فقط وعقلي معكِ انتِ ماذا تفعلين الان هل بتِ بين احضان زوجك وتركتِ أحضاني فارغه موحشة تتلهف لتضمك وتنام حتى وان كانت نومه ابديه لكنى اريدك .. اريدك حقا ولا اعلم كيف سأعيش بقيه ايامى هكذا وبعد ان منعني والدى من السفر اصبحت كالمقيد بالسلاسل كنت اختنق وكأنني قد وضِعت بسلاسلي في حوض من الماء يغطيني من اعلى رأسي حتى اخمص قدمي لا استطيع النجاة منه مهما حاولت ؛ جاءتني امى بعد ان رأت الضوء الصادر من غرفه المعيشة حيث اجلس لترى دموع ابنها الوحيد ولأول مره منذ خمس عشرة سنه
خافت امى كثيرا حينها وحزنت كثيرا لحالي الام : محمود يا بني لماذا هذه الدموع ؟
نظرت اليها بعينين مشوشتين من الدموع كنت تائها لم استطع الاجابة على سؤالها ولم استطع فعل شيء اخر سوى اننى القيت بنفسي بين احضان امى اريد ان اشعر بالأمان ولن احصل عليه الا بين يديها اخذت امى تربت على ظهري وتمسح بيدها على شعرى وهى تهمس الي خيرا ان شاء الله
.. خيرا ان شاء الله
غفوت على هذه الوضعية لم اكن لأنام الا هكذا بعد ليله عصيبة كهذه
استيقظت في الصباح لأجد ابى في انتظاري يريد ان يحدثني بخصوص شيء ما تساءلت ما هو يا ترى ؟ لكنى وعلى اى حال سأدرى بعد لحظات
توجهت الى غرفه المكتب الخاص بأبي طرقت
الباب لينادي على والدى من الداخل ويسمح لي بالدخول
الاب : اجلس ارغب في التحدث معك
محمود: بخصوص
الاب: انت تعلم انك ولدى الوحيد وانا احب ان اراك في افضل حال لهذا قررت ان ازوجك
انتفضت حينها لما سمعت ونظرت الى ابى اردت ان اتأكد اذا كان ما سمعت حقيقيا ام لا ؟ لكنه اكد الى ذلك
الاب : ماذا قلت ؟
محمود : انا اسف يا ابى لكنى لا استطيع
الاب : ولما ؟
محمود : لن اقدر على فعل شيء كهذا يا ابى لن اقدر
الاب : عليك ان تنساها لقد اصبحت ملك غيرك الان لقد رأت حياتها وعليك انت ايضا فعل ذلك
محمود : ابى انا لا استطيع ارجوك افهمني انا اختنق بدونها لا اقدر على تخيل نفسى مع امرأه غيرها
الاب : عليك ان تنساها
محمود : اعدك انى سأحاول لكنى لا استطيع ان اعدك بأنى سأفعل حقا اما بالنسبة للزواج
فأنا لن اظلم احدا معي وانا اعرف حق المعرفة انى لا اقدر على ان امنح الحب لغيرها
الاب : أهذا قرارك
محمود : نعم
الاب :حسنا اذهب