فرحة

5 3 0
                                    

الفصل الخامس

علمت من امى في اليوم التالي انك مريض  وانه تم حجزك في المشفى ماذا عساي ان افعل ؟ اشعر بلهيب يحرق صدري وكأنى اركض وحدى في الظلام في جوف الصحراء ابحث عن بقعه ضوء ارغب في ان ينتشلني احدهم من هذا الظلام المخيف لكن عبثا ؛ رأيتك بعد عده ايام في المشفى قد كنت ذاهبة مع والدتي لأحد الفحوصات .
كانت عيناك تنظران الى بحزن ولوعه بعض العتب بادٍ في نظرتك تلك لكن انا لم اكن لأتحمل هذه النظرة اشعر بالغرق ولا استطيع التنفس لقد
تدفق الماء الى جميع انحاء جسدي وليس أمامي الا الموت هذا هو شعوري الان. عدت الى المنزل بعد لقاء اثقل كاهلي اكثر مما كان عليه لأجد جدي قد جاء إلينا ليخبرنا بأن موعد زفافي قد تحدد في الحادي عشر من شهر ديسمبر يا الهى لقد تم تقديم عرسي اسبوع عن موعده المسبق هل هذه احدى علامات القدر التي تؤكد لي بأن على ان انساك لكن انا ما الذى باستطاعتي فعله حيال قلبي لا اقدر على ان اتحكم به احبك ولا اقدر حقا على نسيانك فهل لي بالزهايمر وحده يستطيع إنقاذي في هذه الحال ارغب في فقدان الذاكرة ولكن هل ياترى ان فقدت الذاكرة سينساك قلبي يقال ان المشاعر لا تنسى ؛
ذهبت الى امى اخبرتها ان تسمح لي بالذهاب للقاء خاطبي فسمحت لي بذلك اردت ان اعلم منه لم تم تقديم حفل زفافنا وان كان يريد الزواج بي حقا ام ان جدى اجبره هو ايضا على ذلك فإن كان كذلك فسيستطيع ان يساعدني لنقف في وجهه قرار جدى ذهبت لبيت عمى وسألت عما ان كان هناك لكنى رأيت جدى هناك بدلا منه وقد سألني لما اتيت اخبرته ان هناك شئيا ما اريد ان اتحدث فيه الى ابن عمى لكنه  اخبرني انه ليس هنا وعلى العودة الى المنزل في الحال والا احاول مقابلته قبل العرس ،هل يكون جدى قد اجبر ابن عمى ايضا على ذلك لهذا لا يريد لي ان القاه ام انه القدر ثانيه اتدرى حبيبي اننا نشبه كثيرا قول مي زياده حين قالت : ( قادني اليك قدر وسرقك منى اخر وبين القدرين فقدت قلبي ) هكذا نحن مات الف شعور وشعور بداخلي بت كمن يحاول السير على الماء فلا هو قادر على ان يسير عليه ولا هو قادر على التخلي عن فكرته السخيفة تلك كل يوم يمر تهزمني الحياة هزيمه ساحقه لتجبرني على الاعتراف بأنها الاقوى وانى مهما فعلت فلن اقدر على الوقوف في وجه تحدياتها عدت الى منزلي بعد هذا اللقاء مع جدى ومرضت حينها فقد ارتفعت حرارتي ذاك اليوم ظلت امى تعتنى بي طوال الليل حقا ان امى امرأه رائعة لا اعلم كيف هو شعور الامهات يمنحن بدون مقابل يستطعن فعل اى شيء الامهات خارقات حقا وأمي كذلك حاولت ان اخفى عنها حبى لك لكنها تعرف ما بداخلي دون ان اتحدث أخبرتني ذات يوم انه على ان احارب لأجل من احب لكن انا لا املك الجرأة الكافيه لذلك سمعت امى في احد الايام وهى تتحدث الى جدى اخبرته بأنها لا توافق على زواجي من ابن عمى ولا على إجباري على ذلك لكن ما كان لأحد ان يعترض على قرار جدى خفت كثيرا على امى حينئذ واخبرتها اننى موافقه وانا سعيدة لأجل الزواج لكنى لا استطيع الكذب تقول امى لي دائما بأنى لا استطيع الكذب فهي  تكشفني دائما حدثتني عندما كنت مريضة
الام : الا تزالين تحبينه ؟
نغم : من هو يا امى ؟
الام :ياصغيرتى انا امك وادرك ما تكنينه من مشاعر لمحمود
نغم : امى أرجوكِ لا اريد التحدث في هذا الموضوع
الام   : لكن ياحبيبتى انتِ لا تستطيعين فعل ذلك
نغم : بلا استطيع
الام : هل تقدرين على نسيانه يا نغم ؟
نغم : سأفعل ان شاء الله
لكن الله لم يشأ لي ان انساك ولا ادرى لماذا ؟ ما الذى يخبأه القدر لي ؟!
نمت ونمت وكم تمنيت الا استيقظ رأيتك في مساء اليوم التالي كنت قد خرجت في طريقي الى الصيدلية اوقفتك لأحدثك طلبت اليك ان تسامحني ومن ثم غادرت لم استطع البقاء للحظه اخرى كنت كمن حكم عليه بالإعدام شنقا ولكن ما من رحمه في قلوب الناس ؛ يتقاذفونه بالحجارة وهو في طريقه الى منصة الاعدام دون جريمة اى ظلم هذا واي وجع اشعر به .
اليوم هو حفل زفافي حاولت قدر المستطاع ان ابدو سعيدة حتى لا تشعر امى بالحزن ليت ابى كان هنا ليته كان معي ليوقف جدى عما يفعله بي و يا ليت ...  كنت تقف بين الناس اردت ان اراك ولم ارد ذلك تمنيت وتمنيت الا يتحقق ما تمنيت لكنه تحقق كنت تنظر الى نظره ملؤها الغضب تعجبت كثيرا لهذا الغضب في عينيك اتعلم لم اخبرك يوما اننى احبك كنا نعلم هذا فقط لم يبح أيا منا بالأمر لكننا كنا ندرك تماما ما يكنه كلانا للأخر اتراك  اليوم شككت في ما يكنه قلبي لك الهذا علت وجهك نظرة الغضب تلك لم اخبرك انى احبك كذلك لم تفعل انت كان كلانا يتحرى اللحظة المناسبة لكن الان بات كل شيء مستحيلا أعطيتني ظهرك وغادرت متجها الى منزلك ومن ثم غادرت انا الى منزل الرجل الذى اصبح  زوجي تحدث الى حين وصلنا  و قال لي .
.... : انا اعلم كل شيء
نغم : ماذا ..ماذا تعلم ؟
.... : اعلم انكِ تحبين غيرى
تغيرت معالم وجهى كثيرا لم استطع ان اتحمل الصدمة ان كان يعلم فلم قبل الزواج بي ؟
نغم : لماذا اذا تزوجتني وانت تعلم هذا يا رائد ؟
رائد : جدى اراد هذا اعلمي انى لن اجبرك على شيء ولكنى سأخبركِ لما اراد جدى لنا ان نتزوج تعلمين انك سترثين جميع اموال عمى بعد موته  وذلك حسب الوصية
نغم : نعم اعلم هذا
رائد : لم يرد جدى ان تخرج اموال عمى الى شخص خارج العائلة لهذا اجبرنا على هذا  الزواج
نغم : اذا انت ايضا مجبر على هذا الزواج ؟!
رائد : سأخبركِ بالحقيقة انا اعمل على مشروع علمي واحتاج الى الكثير من المال وراتبي لا يكفى وتعلمين ان اموال ابى كلها تحت يد جدى وقد هددني انه لن يعطيني المال اللازم  للمشروع الا اذا تزوجتك .
نغم : يا إلهى ولكن ماذا ستفعل الان ؟
رائد : محمود هذا اسمه اليس كذلك .
نغم : كيف علمت بهذا ايضا ؟
رائد : لقد أخبرتني والدتك بكل شيء ارادت منى ان امتنع عن هذا الزواج انا اسف فأنا لم  استطع فعل ذلك .
نغم : حسنا
رائد : لكنى اعدك ما ان يتم مشروعي العلمي سأجمعك بمن تحبين ولا اريد اموالكِ التي
سترثينها سأعتبرك اختا لي الى ان يحين ذلك  الوقت واطلقك
نغم : احقا ستفعل هذا ؟
رائد : اعدك ولن يستطيع جدى ان يقف في  طريقنا هذه المرة
نغم : لا اعلم ماذا اقول لكنى ممتنه لك كثيرا  يا رائد اشكرك
رائد : لا داعى لذلك الان تستطيعين ان تبدلي ملابسك لنأكل شيئا ما ف انا اتضور جوعا
نغم : ههههههه حسنا وانا ايضا كذلك لم اكل شيئا منذ يومين اشعر وكأن باستطاعتي التهام  خاروفا
رائد : ههههههه حقا اذا هيا الحقي بي
لم استطع تمالك نفسى من شده الفرحة وكأن احدهم رمى الى بطوق النجاة اخيرا لينتشلني من اخر موجه كادت تفتك بي لم اعلم كيف حدث هذا لقد منحنا القدر فرصه اخرى انا ممتنه لذلك كثيرا اعجبت كثيرا بشخصيه رائد فهو رجل نستطيع الاعتماد عليه كم تمنيت ان يكون لدى اخ يقف الى جواري حين احتاج اليه وها هو رائد أمامي الان سيساعدنا يا حبيبي ذهبت لتناول الطعام كنت كمن يتناول طعاما لأول مره فأخيرا  ذقت طعما للطعام بعد كل هذه المدة التي لم اشعر بطعم شيء حلو فيها انا الان اشعر به آه كم هو لذيذ طلبت الى رائد ان نخبرك بهذا كي لا تتعذب اكثر من هذا لغيابي ؛ اخبرني انه سيفعل ذلك بالطبع لكن علينا ان ننتظر الوقت المناسب حتى لا يكتشف جدى الامر وينقلب علينا فوافقته على الفور سألته لماذا يفعل هذا معي ولما يساعدني ؟ ليخبرني انه لا يستطيع ان يظلمني فهو لم يعتد ظلم امرأه كما اعتاد الرجال في مجتمعنا احببت ذلك كثيرا وكم تمنيت ان يصبح جميع رجال مجتمعنا مثل رائد يقدر المرأة ويحترمها ولا يستقوى عليها فإن هذا ليس من شيم الرجال .. بدأ يومي بنهاية لكنه انتهى ببداية نعم فقد بدأ يومي بنهاية لحبى ولكنه انتهى ببداية امل جديد وكم كنت سعيدة وانا احلم بك تلك الليلة
ذهبنا في اليوم التالي الى بيت جدى حيث كانت العائلة مجتمعه هناك رأت امى كم كنت سعيدة فاطمأنت لذلك لم اكن استطيع السيطرة على نفسى حتى جدى نفسه استغرب كم السعادة التي كنت فيها لكنه لم يعر الامر اى اهتمام سألني رائد لما قد احبك الى هذه الدرجة فهو لم يجرب شعور الحب من قبل اخبرته ان حبك ولد في قلبي منذ ولادتي ولا اعرف غير هذا فتعجب كثيرا لأمرى وقال اتمنى ان اجمعكما شكرته كثيرا لاهتمامه كنت ارى صورتك أمامي دائما تبتسم لي وكأنك تدرك انى سأعود اليك عما قريب كان شعورا رائعا ان تعلم انك ستجتمع بمن تحب عما قريب توالت الايام والليالي وشوقي الى لقائك يزيد ويتضخم بداخلي مر شهران منذ رأيتك في يوم زفافي اخبرني رائد انه استطاع ان يأخذ تكاليف بحثه العلمي من جدى وسيبدأ العمل فيه لكن بعد ان يجمعني بك اخبرته ان جدى لن يسامحه ان علم بالأمر لكنه قال لي انه وعد امى بذلك وهو لن يستطيع ان يخلف وعده مهما كلف الامر شكرته ممتنه لمعروفه ذاك وذهبت الى غرفتي ببيت ابي كنت اريد ان اطمأن عليك فقررت الاتصال  بهديل
نغم : هديل مرحبا انا نغم
هديل : نغم كيف حالك ؟
نغم : انا بخير كيف حالك انتِ ؟
هديل : انا بخير كيف يسير زواجك ؟
نغم : بخير .. كيف حال خالتي وعمى وصبا  ومحمود ؟
هديل : الجميع بخير عدا محمود فنحن لا نعرف  عنه شيء منذ اشهر
نغم : ماذا .. كيف ذلك ؟
هديل : حقا اسفه يانغم لم يكن ينبغي على ان  اخبرك بهذا
نغم : لا تتأسفي ياهديل اخبرينى ارجوك ما به  محمود ؟
هديل : لقد سافر الى لندن سيعمل هناك لكنه منذ سافر لم نتلق منه اتصالا واحداً ما عدا رسالة ليخبرنا انه وصل وانه سيكون بخير والا نقلق عليه لكن امى قلقه
نغم : اتمنى حقا ان يكون بخير حسنا هديل على ان اقفل الخط سأتحدث اليكِ لاحقا
هديل : حسنا الى اللقاء
نغم  : الى اللقاء
اغلقت الخط وانهرت باكيه لم اكن استطيع تحمل فكره غيابك مره اخرى كيف استطيع الوصول اليك هذه المرة لما يحدث هذا معنا يا حبيبي عد ارجوك فأنا انتظرك لا تتخلى عنى يامن بإمكاني التخلي عن العالم لأجله لا تتركني هكذا كم يؤلم الانتظار أضناني الشوق سمع رائد صوت بكائي فقد كان صوتي عاليا جدا دخل غرفتي بعد ان  طرق الباب ليتفاجئ بشكلي من كثرة البكاء
رائد : ماذا بك يانغم لما تبكين هكذا ؟
نغم ............... :
رائد : نغم ارجوكِ ردِ على ماذا حدث ؟
نغم : لقد رحل
رائد : ماذا ؟
نغم : لقد رحل يارائد لم يعد بإمكاني  مقابلته لم يعد باستطاعتي ان اراه واحدثه
رائد : الى اين ذهب ؟
نغم : لقد عاد الى لندن
رائد : اذن لنذهب اليه .
نغم مسحت دموعي وانا اقول : حقا انستطيع ذلك
رائد : نعم ولم لا ؟
نغم : اشكرك يارائد اشكرك حقا .
رائد : لا داعى لتشكريننى سأذهب غدا الى
المطار لأرى رحلات الطيران واحجز التذاكر هل جواز سفرك معد ؟
نغم : نعم انه كذلك
رائد : حسنا والان نامي وارتاحي ولا تفكري  بالأمر كثيرا
نغم : لكن جدى ماذا سنخبره ؟
رائد : سأخبره اننا قررنا ان نذهب في شهر عسل
فنحن لم نذهب
نغم : ههههههه حقا وهل سيصدق ؟
رائد : ههههههه ولما لا دعينا نخبره بذلك وحسب .
نغم : حسنا
رائد : والان تصبحين على خير
نغم : وانت من اهله
ذهب رائد الى النوم وانا فكرت كثيرا فيما سيحدث هل حقا سأذهب اليك ؟ لطالما انتظرت ان تأتى هذه اللحظة التي اراك فيها لأخبرك بمكنونات قلبي نمت بعد ليله طويله من التفكير في انتظار صباح مشرق ؛
اراك الان أمامي تقف بكل هيبه وشموخ تنظر في عيني لم ارى منك هذه النظرة من قبل اشعر وكأن الوقت قد توقف لم يعد يدور ايا من القمر او الكواكب غرقت في بحر عينيك الواسع اخذت تقترب منى شيئا فشيئا الى ان وقفت أمامي لم يفصل بيننا سوى شعرة واحده لم تتحدث الى كانت عينيك فقط تخبرانني بكل شيء بدأت تهمس لي لم يكن صوتك واضحا كفاية لكنه بقى يعلو شيئا فشيئا الى ان سمعته جيدا كنت تقول لي ابقى بقلبي .
لم اعرف لما قلت هذا هل كنت تحاول نسياني جزء منك يحاول والاخر يقاوم والاثنان في حرب ضارية استيقظت على صوتك ابقى بقلبي ابتسمت وقلت سأبقى ياحبيبى وستبقى انت ايضا .

ابقى بقلبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن