الفصل السادس
محمود
وصلت الى لندن كانت بارده تماما كبرود مشاعري الان اشعر وكأن الجليد صار يغلف قلبي ولا اعرف كيف هذا هل يحدث ان تفقد كل مشاعرك في لحظه ان تنسى كل الحب الذى بداخلك بمجرد ان تخرج من البلد الذى جمعك بحبيبك ام تراني اتناسى لا اريد ذلك لا اريد ان انساكي ذلك الجرح العميق في قلبي يجعلني اتمسك بكِ اكثر فأكثر ولا اعلم كيف يحب المرء قاتله احاول الا اشعر بشيء احاول الا انهار دخلت الى غرفتي في الفندق ارسلت اليهم رساله اخبرهم فيها اننى بخير لم اكن استطيع الحديث ولم ارغب في هذا ذهبت الى الاستحمام ومن ثم الى نوم عميق كان بمفعول
حبات المنوم التي اعتدت اخذها عندما ارغب في الهروب من طيفك الذى يلاحقني كان ذلك منذ
عرفت انك لن تكوني لي لكن حتى النوم يأبى ان يجعلني استريح جاءتني ذكرياتنا ونحن صغارا
أخبرتني ذات مره بأنك لن تبتعدين عنى ابدا حتى لو اراد والداكِ ذلك لكن لم يرد والداكِ ذلك يوما بل اراد القدر اراد لنا ان نعيش معاً ونكبر ونربى معا حتى نفترق بعد ذلك لينعم غيرى بك ولأذهب انا الى الجحيم ؛ نعم فالحياة جحيم دونك لا استطيع ان اتخيل كم لي من العمر باقٍ وكيف سأتحمل ما تبقى لي من العمر وانتِ لستِ معي
استيقظت في اليوم التالي على صوت الرعد فقد كان الجو عاصف بالخارج خرجت الى النافذة اتلقى حبات المطر وانا مغمض العينين اردت لها ان تطيب جراحي ان تلمسها فتذوب فلا اشعر بهذا الوجع بعد الان قضيت الليالي بعد ذلك
متشابهة كانت فصولي كلها خريف تتساقط اوراقه كما تتساقط دموع عيني كل ليله
لم يكن الربيع صديقي
في يوم من الايام
الخريف وحده هو الذى يشبهني
( من اشعار نيزار قباني )
لم احدث احدا من أهلي طيلة شهرين خرجت من شقتي التي كنت قد استأجرتها متجها الى المقهى الذى لطالما جلست فيه اثناء دراستي انتظر وبشوق عودتي اليك لكنى اذهب الان اليه جريحا عله يداوى بعض هذه الجراح جلست فيه وانا انظر من نافذته اراقب كل العيون هذه عيون عاشقه وتلك عيون آمله وهذه عيون متعبه كعيناى تماما لقد اصبحت عيناي متعبه تماما من كثرة البكاء لا اعلم كيف يقول بعض الناس ان الرجل ينبغي الا يبكى فالبكاء ليس للرجال احقا من اخترع هذه المقولة يبكى الرجل نعم يبكى عندما يحزن او يجرح عندما يفقد عزيزا الضعيف فقط من لا يستطيع البكاء جاء الى صاحب المقهى وقد كان صديقي منذ سنوات دراستي لكثرة ترددي على ذاك المقهى سألني لما تغيرت لمعه عيني اخبرني ان عيناي كانت دائما ما تلمع بشكل غريب كان يرى فيهما الكثير الكثير من الحب والان لا يرى فيهما سوى الالم اخبرته ان هذا الحب قد انتهى قلت له ان القلب مات وذبلت العيون استأذنته ان اذهب وخرجت بعد ان اذن لي بذلك كنت اسير واسير فقط بلا هدف حتى وجدت نفسى عند نهر التايمز ولكنني لم اكن وحدى هناك
نغم
ذهب رائد الى المطار اليوم ليرى ما ان كان هناك حجوزات لهذا الاسبوع كنت اتحرى رجوعه على احر من الجمر اخبرني عندما جاء ان ميعاد رحلتنا سيكون يوم الثلاثاء اى انه بقى ثلاثة ايام على موعد سفرنا اتعلم كم اتمنى لقائك لأخبرك بكل ما لم استطع اخبارك به سابقا كم انتظرت وانتظرت لتحين هذه اللحظة التي اخبرك فيها كم احببتك وكم تمنيتك ظل أمامي ثلاثة ايام اشعر بشعور غريب يعتمر في صدري احس بأنك بجانبي اشعر بأنفاسك ونبض قلبك الذى ينبض بقلبي اتراك نسيتني لا لا استطيع حتى التفكير بهذا مرت الايام الثلاثة ببطيء شديد هكذا يكون الوقت عند الانتظار يكاد يكون ثابت لا ينقضي كانت هذه الايام تمر برتابة قاتله ولكن الحمد لله انها مرت جاء يوم رحلتي انا ورائد رحلتي اليك الى حبك انت الذى لطالما كنت وجهتي الوحيدة ذهبنا الى المطار في تمام العاشرة صباحا ستقلع رحلتنا بعد ساعه من الان قام رائد بكل الترتيبات اللازمة وها نحن الان على متن الطائرة المتجهة الى لندن
وصلت بعد رحله دامت ثلاث ساعات وها انا الان اسير في شوارع لندن اتجهنا من فورنا الى الفندق لنستريح وقد اتفقنا ان نباشر البحث عنك من الغد قررنا السؤال عنك في الجامعة التي تخرجت منها ومن ثم في مستشفيات لندن فقد علمت من هديل انك جئت للعمل بأحد المستشفيات هنا ذهبت للاستحمام ومن ثم الى النوم كنت احس بقربك وان لم اراك فقد كنت
اشعر بك في داخلي نمت وانا على امل لقائك في القريب العاجل .
استيقظت في المساء على صوت طرقات الباب فقد كان رائد يناديني لتناول العشاء فنحن لم نتناول شيئا منذ الصباح ذهبت وتناولت الطعام ثم عدت الى غرفتي ولم استطع النوم ليلتها وبقيت مستيقظة الى الصباح من شده حماستي للقائك اتعلم اشعر وكأنني عدت طفله نعم لقد عدت طفله من جديد انتظر لقائك طوال الليل عندما ارغب في اللعب معك لم يكن والداى يسمحان لي باللعب مساء لذلك كنت انتظر الصباح دائما وهكذا انا الان ؛ اشرقت شمس الصباح لتعلن للعالم اجمع ان بعد ليل حالك السواد لابد من ضوء يبدد ظلمه هذا الليل ذهبت الى الاستحمام وبدلت ملابسي وتناولت الفطور مع رائد ثم خرجنا لتبدأ عملية البحث عنك غريبة هي قصتنا وغريب قدرنا كان رائد يبذل قصارى جهده في البحث عنك كما اننى لم ادخر جهدا تابعنا البحث ليومان لكننا لم نجد شيئا ظل امامنا بعض المستشفيات التي لم نبحث فيها لبعد المسافة عنا لكن سنجدك قريبا وانا على ثقه بهذا طلب منى رائد في اليوم الثالث ان نستريح لهذا اليوم حتى نستطيع البحث لاحقا ذهبنا مساء لكى نتمشى قليلا فقد كنت اشعر بالشوق الكبير اليك توجهنا الى نهر التايمز المشهد رائع من هناك التفت بوجهي فقد كانت الرياح شديده وقد أزعجتني لكنى ذهلت عندما رأيتك أمامي هل يعقل هذا ابحث عنك طوال الوقت وانت أمامي شعرت بالفرح للحظه لكن تبدل ذلك كله عندما رأيتك تدير وجهك عنى وترحل لحقت بك وانا اصرخ باسمك كان رائد يلحق بي ايضا ناديتك كثيرا لكنك لم تجب ماذا عساي افعل كانت هناك سيارة مسرعة لم تلحظها كأنك رأيت شبحا كنت تهرب منى كمن يهرب من الموت لكن ما من احد يهرب من الموت ياحبيبى صدمتك السيارة امام عيني ورمتك بعيدا ذهبت اركض اليك ولا اعلم كيف ساعدتني قدماي اللتان كانتا ترتجفان في الوصول اليك رأيتك ملقا على الارض والدماء تسيل من رأسك جثوت على ركبتي الى جانبك ولا اكاد اراك من كثرة دموعي احتضنتك بين يدى وامسكت بيديك كنت تنظر في عيني كنت تتحدث بصعوبة بالغه
نغم : محمود لا تخف ياحبيبى الان ستأتي الاسعاف وستكون بخير
محمود : نغم انا لن انجو أرجوكِ لا تحزنِ فأنا لطالما احببتك وسأحبك الى ما بعد الممات
نغم : لا انت لن تموت لن تتركني ثانية لن تفعل
محمود : اريدك ان تهتمي بنفسك جيدا احبى نفسك كما احببتها دائما
نغم : لن تذهب لا
محمود : هذه هي الحياه ياحبيبتى اسف انى ذهبت دون ان اخبرك انى احبك .. احبك يانغم حياتي احبك يا حبيبتي الغائبة ابقى بقلبي الى الابد
**افلتت يداك من يدى اغمضت عيناك وقد بللت وجنتاك دموعي التي اختلطت بدموعك .
انتهى إحساسي بالوقت جفت الدماء في عروقي توقف تدفق الاكسجين في رئتي وتوقف نبض قلبي الان فقط مات حبيبي لا استطيع تحمل هذا الوجع لاااااااااااااا صرخت وصرخت حتى انقطع صوتي وغبت عن الوعى ملقاه على الارض الى جانبك
