النَدم جَميل يا عَزيزي.. أندم على دموعِي!

45 8 1
                                    


'10/2/2022'
تَستيقظُ تِلكَ الفَتاةُ البَائِسة بَعدما عَاشت أحدَاث ذَاك الكَابوس مَرةً أُخَرى..
هَذا الكَابوس الذَي لَطَاْلَمةَ مَا عَانتِ مِن تَفاصِليهِ وأَحداثِهِ..
تَنهضُ مُتَعبةً وَهِي تَفرِكُ رَأسهَا المُشوش مِن كَثرةِ التَفكيرِ ،إتَجهتِ نَحوَ حَمامِ الغُرفةَ لِتغسلَ وَجههَا..
إِخَتلطَتِ دُمُوعَهَا بِقَطَراتِ المَاء التَي تَنهَمِرُ مَن الصَنبورِ ومِن جِهةً أُخرى ،تُوجد تِلكَ الدمُوع النَقِيةَ التَي تَنهمَرُ مِن عَينَيها ،وكَأنَ الـلؤلؤ يَتسَاقطُ مِن مَحجِريها الجَوهرِيتانِ..
تَنظرُ إلى وَجههَا المليئِ بقطراتِ الماءِ المُختلطةِ مَع دمُوعِها وكَأنَها زَهرةٌ وقَطراتُ النَدى تَنثَابُ مِن بَينِ وريقاتِها ،وتَنظرُ إلى عَينيها المُحمراتانِ مِن كثرةِ إمتلائِهما بِتلكَ الدمُوع..
تُدققِ النَظرَ عَلى عَينيها ،تَنظرُ إلى لَونيهِما الرمَاديِّ المُميزَ.. ولَكن عَينانِ مُجَردتَانِ مِن الحَياة ،حَيثُ إختَفت تِلك الرَغبة.. إختَفى ذَلك الشعُور..
إختفى بَرِيَقُهمَا السَّاحر الذَي تَميزت بِه ،تِلكَ الفَتاةُ الشَغوفة.. مُحبةَ الحَياة ،ذَاتِ القَلبِ الطَيب الصَافي..
لَكن تِلك الحَياة التَي أحبَتها ،لَم تُبادِلهَا ذَلك الحُّب..
اوَههءء.. أنَّني لا أتَحدث عَنِ الحَياةَ..
أتَجهتَ لِمَطبَخ شِقَتِهَا ،جَهزت كأساً مِنَ الحَليب ،جَلست على أَقربِ كُرسيٍ رأتهُ أمَامَها..
أمسَكت تِلك الكَأس التي حَضرَتها ،رُغمَ سُخونَتِها لَم تُدركِها ،أنَّ تَفكيرَها مَشغولٌ بالفعِل..
إنَّها عَلى هَذهِ الحَالةَ مِنذُ عامٍ كَامِل ،حَيث قَد عَلقَت دِراسَتها الجَامعية ،رُغم أنَّها مِن مُحبي الَدَراسَةَ ،حَيثُ أنَّها تؤِمن أنًَ هَذه الدِراسةَ هِي مَن سَتصنعُ مُستقَبَلها وحَياتهَا بَعد حِين..
دَرست ذَلكَ التَخَصص الذَي لَطَاْلَمةَ كَان أحَد أهَمِ أحَلَامِها وحِلم والِديها..
إذ هَو "الَهَنْدَسَةَ المِعمَارِيةَ"..
وهَي وللأن عَلى أتَمِ الإستِعداد لِإسعادِ والديهَا..
إنَّها تَعلم أنَّهم سَيكُونُون فَخورِين بِها وهُم فِي مَكَانِهم..
إنَّها حِينَ تَشتَاقُ إليهمَ تَنظرُ إلى القمَرِ..
إنَّ وَالدَيها يَقطُنانِ فِي السَّماء ،وكَانت وَصَيتهُما لَها وَالوَحيدَة "تَاْبِعيِ حِلْمَكِ"..
لَكن ولِسببٍ قَاهِر ،أوقَفت دِراسَتها فِي سِنِ الَتَاسعَة عَشر.. لَقد مضَى عامٌ كامِل ،إثَنى عَشرةَ شهَراً ،ثلاثَمِئة وخمسةٍ وسّتينَ يَوماً.. وهَي مُنعزِلة إنعِزالاً تاماً ،بَعيدةً عَن الصَخبِ والأصدِقاء وبَعيدةً عَن حَياتها السَّابقةَ -قَبلَ هَذا العَام- .
لَكن أليَسَ هَذا كَافياً؟
أدرَكت أنَّ كافةَ إختِياراتِها طَوالِ التِسعةَ عَشر عاماً الذّين فَاتّوا ،كَانوا وبِشكلٍ عامٍ وشَاملٍ..
كَانوا خطأً كبيراً.. لَم يُسَاندها أحد ،ولَم يُساعِدها أحد..
أدرَكت أنَّها يَجبُ أنَّ تبدأ مِن جدَيد.. أدرَكت أنَّها أخَذت قِسطاً كَافياً مِنَ الرَاحةَ ولَكن..يَجب وقَبلَ كُلِ ذَلكَ أنَّ تَنسىٰ تِلكَ المَرحلةَ..

_حَسناً حَسناً.. بِما أنَّكَ تَقرَأُ هَذه القِصص عَن طَريقِ الكَلِماتِ فأنَّني وبِهَذهِ الطَريقةِ أُعطِيكَ الفُرصةَ لِتَتخيلَ هذهِ الأحدَاث.. وأنَّ تَتصورَها فِي رَأسكَ ،لِذا يَا عَزيزي القَارئ أنصِت جيداً لِتستَطيعَ التَخيلَ.. حسناً؟
-أنظُر.. أصبحتِ الرؤيةُ ضَبَابيةً!
لاَ لاَ.. بَل لَقد إختَفتِ الألَوَان.. إنَّكَ تُشاهدِ الأن ساْئِر الأحدَاثِ بالَونينِ.. الأبيضِ والأسود ،سَوف تَسألني عَنِ السبب.. إليسَ كذَلك؟
حسناً يَا عَزيزي نَحنُ الأن دَاخل الكَابوس!!-
والأن دَعني أُكِمل لَك ،حزنٌ سَعيدٌ لكَ٭_

'12/2/2018'

تَستيقظُ تِلكَ الفَتاةُ الشَغوفة عَلى صَوتِ زَقزَقةِ عَصفورِها المُغرد.. "جوجو" إنَّها تُناديِهِ بِهَذا الأسمِ عادتاً..

-حَسناً حَسناً.. تَوقف لَقد أستَيقَظتُ.

نَهضت وهي تَشعرُ بِبعضاً مِنَ النُعاسِ.. ذَهبت إلى حَمامِ الغُرفةَ لِتغسلَ وَجههَا ذُو المَلامِحِ الطُفوليةَ..
ومِن ثم إتَجهتِ نَحوَ المَطبخِ لِتحضرَ إفَطَاراً سَريعاً لَها.. وَهي تُدندِن أُغنيَتهَا المُفضلة..
تَناولت إفطَاراهَا وَعَادت لِغُرفتِها لِتعد نَفسَها للذهابِ إلى المَدرسة..
عِند إنِتِهائهَا وضَعت شيئاً مِنَ الطعَامِ لِعصفورِها ورَبَتت عَلى رأسِهِ بِلطف ،وأخَذت حَقيبَتها ،أغلَقت بابَ المَنزِلِ بِأحكامٍ ،وخَرجت..

وَصَلت إلى مَدرَستِها وألتَقت بِصَديقَاتِها مِن بَعدِ غِيابٍ دَامَ فَترةً مِنَ الزَمن ،لَقد كَانت إيجَازة مَا بَعدِ إختِبارَات الفَصلِ الأولِ..
أمضَت اليوَمَ مَع أصدِقائَها وبِما أنهُ أولُ يُوم مِن بَعدِ الإجازةَ فَقد تَغاضَوا الأسَاتذةَ عَنِ الدروسِ لِهذا اليوم وحَسب..

عَادت إلى شِقَتِها تَناولت غَدائهَا وبِما أنَّ اليوم كانَ يوماً مُتفرِغاً.. لِذا لَيس لَديها أي واجِبات..
جَلست على سَريرِها بَعدما أغلَقت النوافِذ والأبواب ،لِتسمحَ لِ العَصفورِ اللَطيف بالخروَج مِنَ مَنزِلهِ الصَغير والجَلوس بَين رَاحتَي كَفِيهَا ،ويمسَحُ رأسَهُ الصَغير عَلى كَفِها النَّاعمِ..
حَضرت وجبةً خَفيفةً لَها وللصَغير ،وجَلست لِتشَاهد برنَامجها المُفَضَل.. ومِن ثُّم وَضعت عَصفورهَا دَاخل مَنزلهُ الصَغير ،واتجهت لِفراشها لِتنام..

وهَكذا كَانت تُمضيّ أيَامَّ حَياتَها..

وفَي يومٍ مَدرسي عَاديٍ وطَبيعي... أو رُبمَا كَانَ كَذلك!
تَغيرَ مَجرَى حياتِهَا بِالكَامل!!

يَتبعَ...


★↓



"أتَمنى أنَّ تَنالَ إعجَابك وَتَضع تَصويت إنَّ هَذا يُحَفِزُني كَثيراً ✨3>"

سَرَاْبُ الَنَدَمِ | The mirage of remorseحيث تعيش القصص. اكتشف الآن