{الفصل الثاني عشر}

188 18 17
                                    

- ما اللعنة التي جاءت بي إلى حيث يعيش البشر؟ سؤال جيد، ربما ابني البار بوالديه قد نسي واجبه تجاه من أحضراه لهذه الحياة، وربما رغبت باستفزاز الطفل الصغير، أو لسحبه من شعره لحضور اجتماع العشيرة السنوي

أي مما قاله والد دازاي كان غريباً بنظر تشويا؟ سخريته من ابنه أم نعت سلندرمان سليل الزرافات بطفل صغير؟ ربما مسألة اجتماع العشيرة السنوي، بالتأكيد ليس منظر والده وهو يقرص أذنه حتى أحمرت، وربما سلندرمان عرف فيما تفكر فنطق وهو يحاول تحرير نفسه من يدي والده

- أنا حقاً مجرد طفل صغير بالنسبة لهذا العجوز اللئيم، كم تعتقدين عمره؟ أربعين عاماً؟ خمسين عاماً؟ هذا الشخص وٌلد قبل اختراع السيارة لعلمك

هل يجب عليها أن تنصدم؟ مئة وثماني وثلاثين عاماً؟ لا يزال شاباً في أوج صحته، قررت أخيراً بأن التحديق برئيس عشيرة مصاصي دماء مختل لفترة طويلة ليس جيداً، ومن ثم دخلت الشقة يتبعها الاثنان وهما يتجادلان سريعاً، لدرجة أنها لم تفهم اللغة التي يتحدثان بها، ما الذي فعله خلال كل تلك السنين؟ تعلم جميع اللغات ويريد سلندرمان السير على خطى والده؟ لا تريد إبناً يفوق أباه وجده اختلالاً، ومن ثم ما شأنها والتفكير في ابن لهما وهما ليسا مخطوبين حتى؟! عليها تصفية ذهنها جيداً...

ربما عليها فعل ذلك لكن وجود الزرافة اللعينة ووالده لا يساعد على ذلك، تجاهلت كلاهما وأخذت تصنع كوب قهوة ربما يساعدها على تخفيف صداعها وارهاقها...

- اسمع أيها الجرو اللعين، لا أعذار ولا تبرير، ستحضر الحفل ولو كنت جثة ميتة، وأنت ايتها القصيرة أعلم أنك تسمعين والحديث هذا يشملك كونك رفيقة هذا الجرو

فجأة من توبيخ ابنه وجه حديثه لها وكان غريباً، مثل ألا يمنحها الخيار في ذلك وهو حقاً لا يهتم بأعمالها وما شابه، ولو على حافة الموت يجب أن تحضر شيئاً لا تعرفه؟ ولدازاي طبعاً رأي آخر

- هل تقبل أن أضحي بنفسي وأحضر وحيداً؟ بحق الجحيم تلك القصيرة الغاضبة لم تحمل مسدساً ولو ولمرة واحدة! هل تقبل أن يتم التنمر عليها من قبل أوغاد دازاي الصغار؟

- اسمع، يجب أن تظهر برفقتك وألا أمسيت أضحوكة العشيرة بسبب كونك الوحيد الذي لا يملك رفيقة، وهل تنوي الظهور برفقتها من دون الوسم؟ حسناً لاحقاً في التاريخ سيقرأ أحفادي بأنني مت بسبب لعين ما قد أهلك أعصابي، هل ترى شعري الأبيض الذي بدء ينتشر؟ هل تصدق بأنني بدأت أشيب في عز شبابي بسببك؟

دازاي كان جالساً على الأريكة مثل جرو مسكين يتلقى التوبيخ من صاحبه، لكن الفرق بأن دازاي هنا يتلقى التوبيخ من والده الواقف أمامه واصبعه يتجه ناحية ابنه وكأنما يريد اقتلاع عينيه، لحظتها قررت تشويا بأن والد دازاي شخص عظيم وجيد ومحترم ومثالي وفريد من نوعه، من الذي يستطيع السيطرة على ذئب هائج مثل دازاي؟

موسيقى  || Musicحيث تعيش القصص. اكتشف الآن