{الفصل الرابع عشر}

199 16 8
                                    

لم يتطلب الامر ذكاء خارق من حمراء الشعر لتعرف بأن ما يتواجد داخل كؤوس الزجاج ليس نبيذ ذو قوام ثقيل، بل دماء ورائحة مركزة...
حسنًا، منطقي للغاية فلن يغيروا عاداتهم والتي استمرت آلاف السنين لأجل بشرية.

شعور غريب، هي ترى بني جنسها كوجبة طعام لجنس آخر، في ذات الوقت لا تشعر بالكراهية، بعض البشر يتناولون بعضهم البعض فالأمر لا يقتصر على الوحوش والحيوانات!

قد يفعل البعض ذلك لأجل المتعة، لكنه لا يزال أساسياً ليبقوا على قيد الحياة.
مظاهر الثراء والغنى الفاحش واضحة للغاية، لا ربما قد تعمد رئيس العشيرة اظهار ما يملكه من ثروات طائلة، ولم تمنع نفسها من التمتع بهكذا جمال يسلب الانفاس، وكأنها عادت إلى عالم مخملي في العصور الوسطى!

- حسنًا تشويا، عليك معرفة بأن كل لعين هنا هو مسلح، ومن لا يملك سلاحًا فهو يستطيع جعل من أي شيء سلاح
- من الواضح هذا، مافيا عظمى بحق خالق السماء! الاحمق من لن يكون مسلحاً..
- حتى الاطفال، على قزم الزنجبيل ألا تفارقني
- امر جلالته، أي شيء آخر أيضاً؟

حملت نبرتها السخرية ونظرت لابتسامة شجرة الكستناء بانزعاج لم تتعب نفسها في اخفاءه، وبادلها الابتسامة فقط، أطلقت شتيمة قبل أن تتمسك بذراع دازاي، في تمثيلية رائعة أمام عائلة سلندرمان..

- كيف تبدو الحياة بالأعلى؟

تسخر تشويا وهي ترى مدى طول عائلة رفيقها، هي قصيرة نعم، لكن بجوار الكثير من العمالقة، هي شعرت وكأنها نملة لعينة فقط، وكتم دازاي ضحكة فهو لا يريد استقبال مرفقاً في معدته قد يصيبه بالغثيان اسبوعاً...

وتالياً، لأي مدى ممكن قد تصله آنسات العائلة من الجمال؟ لماذا كل أجسادهن مثالية من غير شائبة؟ وبشرة نقية مثل الثلج؟ في تلك اللحظة اهتزت ثقتها في نفسها قليلاً وشعرت بالحسد قليلاً، وأرادت الاختفاء عن الانظار، ترى معظهم يحدق بها وكأنه يقيمها إن كانت صالحة لمنصب رفيقة الوريث أم لا...

- أتعرف سلندرمان؟ عائلتك وقحة حقاً لا تعرف أن تزيح نظرها عن جمال إلهي مثلي...

- أين؟

- لماذا؟

ابتسمت تنوي استفزازه، الوغد الطويل لم يذخر جهداً ليستفزها، ولم تعرف يوماً كيف تردها له، ولكن ما إن وصل الى قصر عائلته، رأت كيف تحترق اعصابه...

- فقط لاقتلاع بعض أعين الأوغاد...

- هل تشعر بالغيرة؟

- نعم وجداً...

اجابة مباشرة جعلتها تدهش لوهلة بأنه سينطق شيئاً صريحاً كهذا بسرعة وبجدية تامة، لكنها تذكرت بأنه حلزون وسلندرمان لا يخجل من شيء لذا لا داعي للدهشة، هي فقط ابتسمت بتكلف وابعدت ناظريها ناحية سيدة ما تبادلها حرب نظرات باردة..

موسيقى  || Musicحيث تعيش القصص. اكتشف الآن