{ الفصل الثامن }

257 23 13
                                    

لم يكن ذو الشعر البني مرتاحاً لرائحته القوية للغاية، لقد شعر بالصداع هو أيضاً، لذا قرر الاستحمام لكي يمحو تلك الرائحة، وما لم يعرفه، بأنه اصبح يتقزز بعض الشيء من المياه، هل هو قطة؟ 

كان كل شيء جيداً نوعاً ما حتى قرر أن يغسل أذنيه، والتي كانت مثل آذان الذئاب أعلى رأسه، اقشعر جسده عندما لمسها وهي منخفضة، لا يعلم ما الشعور الذي اجتاح جسده، ولكنه لم يكن مريحاً البته..

والآن.. كان يحدق في ذيله في معركة تامة، لماذا؟ لأول مرة يظهر له ذيل ما، وهكذا، هو لا يعرف كيف يتحكم فيه ولم يستطع امساكه، فهذا الذيل يتحرك ذهاباً وإياباً بطريقة غبية، جعلت دازاي في حالة حرب مع جزء من جسمه، وأصبح مثل القطة الشرسة.. لم ينتبه لكون دورة المياه قد تبللت بالكامل إلا بعد هزيمته لذيله ذاك، ولكن ما كان متأكداً منه بأنه سيحصل على توبيخ..

كذلك، كان متضايقاً للغاية من ذيله الأحمق ذاك، فهو لم يرتح البته عندما وضعه بين ساقيه لكي لا يظهر، ولم يعجبه الأمر عندما اخرجه وهو لا يتحكم فيه جيداً، فيرفع قميصه وما الى ذلك، أو يلتف حول اشياء لا داعي لها..

رمى بجسده على السرير ومن ثم نهض إلى جحره الذي بناه من الكثير من الأشياء المريحة، لقد سأم من كل شيء، ومن الحرارة التي اشتعلت في جسده والرغبة التي حكمته أيضاً، بالكاد استطاع التحكم في نفسه والبقاء داخل غرفته مع علمه بوجود تشويا خلف تلك الجدران..

بضعف وإرهاق مد يده الى المنضدة ورفع تلك الشفرة التي كانت صديقته منذ سنوات، فهي التي كانت تهدأ آلامه وأوجاعه، وكل ما لم يراه الغير، رأته تلك الشفرة، نظر إليها ليجد آثار دمائه، لم يغسلها جيداً منذ آخر مرة، وهكذا ابتسم، وبدأ في رسم لوحته على جسده..

إنها لوحة وجدت من الألم والمعاناة والرغبة، والوحدة والحزن واليأس، وفي عالمه وحده، بالرغم من وجود ملايين الأشخاص من حوله، إلا أنه لم يكن هنالك أحداً في عالمه، حتى تشويا، بالرغم من مشاعره تجاهها، إلا أنها ليست متواجدة في عالمه، بعد ما فعله لها، فهي بالطبع لن تدخل هكذا بسهولة إلى حياته البائسة، وبعدما عرفته عنه، سيكون هذا أقرب للمستحيل من تحقيقه في الواقع

من هي المجنونة التي ستختار أن تكمل حياتها بالقرب من كائن غير بشري؟ متوحش وتواق للدم، ماذا إن نقل لعنته تلك لأطفاله؟ ماذا إن افسد حياتها؟ هو لا يستطيع التفكير في كل تلك الاحتمالات التي تنهك جسده..

شيئاً فشيئاً، ومع فقدانه للدم، فهو امسى لا يرى، ولا يدرك ما حوله، ولحظات حتى غرق في الظلام.. لمدة طويلة..

سيستغرق وقتاً طويلاً حتى يشفى، جسده متعب من كل تلك الجروح وعندما لا تلبي مطالب جسدك واحتياجاته، فلا تأمل منه أن يعمل بشكل صحيح ..

*

*

*

موسيقى  || Musicحيث تعيش القصص. اكتشف الآن