ME YOU| 05

410 26 104
                                    

الفصل الخامس | قهوةٌ وحضنٌ دافئ
_________

لم أستطع النوم بِراحة كلما تذكرت شكل جثث المراهقين والطريقة الشنيعة التي قتلوا بها رف جفن عيني وأبى النوم.

سمعت صوت صراخٌ عالي خارج المكتب فخرجت لأرى، وجدت والدة أحد الضحايا الصغار تبكي وتصرخ على الشرطيين وتنادي على خيال إبنها لعله يعود إليها.

-أين إبني أرجوكم أخبروني إنه بخير..

سقطت على الأرض بِهلع وأخذت تبكي أكثر، ذهبت وتقدمت إليها وأفزعتني بإحتضان قدميّ والتوسل بي بِصوتها المرتجف.

-أرجوكِ يا إبنتي أين إبني، لقد أخبرني إنه سيذهب للتخييم وسيعود في اليوم التالي، لم أظن إن المعطف الذي أهديته إياه في يوم ميلاده سيعود إلي مغطاََ بِدمائه.

حاولت إبعادها عن قدميّ ولكنها تأبى تركي وتتوسل بِحرقة قلب أمٌ على طفلها الصغير.

-أعيدي إلي طفلي أيتها المحققة، إنه كل ما أملك لا تأخذوه مني حباََ بالرب.

كان الجميع مجتمعاََ ينظر لما يحدث حاولت حبس القطرات في طرف عيني وأخبرت ليزا بِمساعدتها على النهوض وتركي، لم أستطع النطق بِحرفٍ واحدٍ قط إكتفيت بالإستدارة للذهاب لا أستطيع مواجهتها حتى سمعتها تقول.

-أتمنى أن تذوقين عذاب الفراق كي تشعري بِألمي، لو كنتِ أُماََ هل كنتِ ستفعلين هذا أيضاََ وتتركين إبنتكِ تموت ولا تحركين ساكناََ!! أنتِ مجرمةٌ يا هذه أين إنسانيتكِ حتى.

سقطت عدة قطرات من عيني تبلل الأرض لما سمعته منها، حينما رفعت رأسي لأكمل طريقي وجدت الملازم يقف أمامي وينظر إلي، كنت على حافة الإجهاش في البكاء فذهبت ركضاََ إلى السطح.

-أنا أُمٌ أيضاََ لقد خسرت كل ما أملك لأجل حماية إبنتي، أنا أيضاََ إنسانة.

غرقت في دموعي ولم أترك حاجزاََ بين حزني وكبريائي، سقطت أرضاََ ظهري يتكئ على الحائط ويدي وأقدامي مضمومين إلى صدري وأُجهشت بِالبكاء، لم أعرف سبب بكائي هل هو بسبب حزني على ما أراه يومياََ في عملي أم بسبب كبتي لكل تلك السنوات التي ضاعت هبائاََ.

أحسست بِجسمٌ دافئ يقوم بِإحتضاني والتربيت على شعري بِحنان لم أشأ رفع رأسي فقط إرتميت في حضنه وإستمررت في البكاء أكثر وأشد على إحتضان صدره الدافئ.

حينما جفت عيناي وأفرغت مافي صدري رفعت رأسي أنظر إليه بِعينين دامعتين ووجدته ينظر إلي والحنان يشع من عينيه.

ME YOUحيث تعيش القصص. اكتشف الآن