١ | في السيارة.

1.2K 77 123
                                    

الذكرى الأولى

***

الطريق السريع كان هادئ.

من الجيد أن الليلة هادئة لأنني أشعر بصداع حاد يفتك برأسي منذ بداية اليوم و حتى مساء الآن، و لكنني خائف من هدوء الليلة.

كنتُ أرغب في أخذ إستراحة من عمري السابع عشر الليلة، في الليلة الأخيرة من عامي الواحد والعشرين، ليلة واحدة فقط أنعم فيها بالهدوء، و لكن هدوء الليلة لا يساعد.

قررتُ عدم زيادة سرعة السيارة، لأنهُ حتى و إن قضيتُ الليلة أهرب منها، ستأتي اللحظة التي سأضع فيها رأسي على الوسادة، وقتها ستتملكني كما تفعل دوماً.

فتحتُ نافذة السيارة على أقصاها، أسندتُ ذراعي عليها و قدتُ بيدي الأخرى، أتنفس الهواء البارد الذي يلفح وجهي و يدخل إلى رئتاي.

أحياناً يكون مخيف، البقاء عالقاً في دوامة، فترة زمنية من العمر ولا يمكنك الخروج منها، كأن أعوامك و أوقاتك و حياتك توقفت هناك، و ما يداوم الإستمرار هو مجرد جسد يأكل، يشرب و يمارس الجنس، مخيف كيف للأشخاص و الأحداث تأثير علينا.

مخيف كيف أنني مازلتُ عالقاً في عامي السابع عشر و أنا على وشك إتمام الثانية والعشرين الليلة بعد منتصف الليل، ألم أكبر حقاً خمسة أعوام؟ هل مازلتُ عالقاً هناك و أنا أقوم بإهدار أعوامي و حياتي بهذه الطريقة الظالمة لنفسي.

ألم أتعلم حقاً حتى الآن..كيف أُحب نفسي؟

إنه حقاً مخيف، الأشخاص مخيفون.

ديسمبر الإعتراف.

كنتُ في السابعة عشر، المراهق الجذاب و المشهور في ثانويتهُ، فتى أحلام جميع الفتيات، الناجح و الرياضي و الذي تتمنى الكثيرات نظرة واحدة منهُ.

و لكنني كنتُ أتمنى نظرة واحدة منها، وقعتْ عيناي عليها منذ سنتان في سنتنا الأولى في الثانوية، كانت فاتنة و ضائعة، أحسستُ أنها لا ترغب في هذا المكان، و كانت بالفعل تجد صعوبة في التأقلم على مدرستها الجديدة و أنا لم أتجرأ على محادثتها.

كنتُ أفعل خطأي الأكبر، كنتُ أُهدِر كل يوم بعيداً عنها دون إستغلال الفرصة أو التفكير أنهُ شخصاً آخر سيتجرأ و يحادثها، ثم سيسرق قلبها، و سأندم أنا.

و لكنها بدت و كأنها ليست من النوع السهل الذي سيقع سريعاً، فقط..بدت جميلة و فاتنة، هادئة، خجولة و صادقة، كانت من النوع الذي يستمع إلى أغاني تايلور سويفت كثيراً، هذا جعلني أعرف أنها من النوع الصادق في مشاعرهُ..إن أحبّت شخص ما، ستعطيه كل الحب.

The Innocent Boy | Betrayal Trilogy. ✓Where stories live. Discover now