My hideaway |6|

99 9 9
                                    

3 : 48 am

صوت الرضيع مزق جدران المنزل ، ضحكات ذكورية خشنه ، بكاء طفل لم يتجاوز السابعه من عمره . يتكرر المشهد ، الرضيع ، الرجل ، الطفل ،تحوم المشاهد في دوامة تتلاشى شيئاً فشيئاً ، سقطت في ظلام دامس ، حاولت النهوض ولكن منعتني تلك الأيادي الموضوعه على رقبتي ، صوت المقاومة مكتوم ، صوت الشهيق والزفير مكتوم ، اسمع فقط صوت الضغط على العظام ودقات قلبي ، تتباطئ ..تتباطئ ..تتباطئ
حتى جائت النبضة الأخيرة ، كانت مدوية لحد نزيف أُذناي، مازالت الأذرع تخنقني ، ولكن عاد صوتي ، صرخت وصرخت وصرخت ، ملئ الصراخ اللامكان
صراخ ..صراخ ..صراخ

فتحت عيناي على مصراعيهما فزعة أصرخ ، جسدي متعرق ، لا يقوى على الحراك ، انفاسي مضطربة ، قلبي يكاد يكسر أضلعي من ضرباته
لقد عاد ... مجدداً
طوال الأشهر الأربعة التي قضيتها هنا كنت احظى بنوم سليم ، ولكن الليلة عاد الكابوس مجددا ، وعادت معه تلك الحاجة الملحه والحكة المؤلمة

_لا! لن اخضع لنفسي هذه المره
لن اخضع لنفسي هذه المره
لن اخضع لنفسي ..

رددتُ تلك العبارة مراراً وتكراراً بينما اقوم بخدش ذراعي اليسرى ، اظافري القصيرة تُغرز عميقاً في جلدي ، جيدة كفاية لخدش الجلد والولوج لما تحته ، ارتعش جسدي لتلك الرغبة ، رأسي مشوش ، الرؤية غير صافية ، جفاف حلقي يخدشني ، ومازالت اظافري تحفر جلدي
هدأ الأمر قليلاً بعد دقائق  ، عاد رأسي لمكانه ، اصبحت أرى المكان بوضوح ، استقرت انفاسي ، واوقفت اظافري الحفر ، علقت عيناي على السقف ، شرعت احدق حتى غفوت مره اخرى ، وفي قرارتي رجاء لعدم رؤيته مره أخرى .

8 : 15 am

امضيت خمسة عشر دقيقة في فراشي ، كنت مستيقظة  ، ولكن لم اقوى على الحراك ، اشعر بيدي تلسعني ، كنت أفكر ، أعيد ذكرياتي ،  عاد الحلم فجأة ، كنت قد نسيت ولوهلة من أكون ، كنت احظى بأيام جيدة  ، كنت على وشك أن أكون سعيدة ، ولكن لا . لا يحق لي كل هذا ، فبعد كل شيء انا مجرد  مجرمة  ...
أمر آخر كان يدور في رأسي ، ضننت أن الرغبة انتهت ، ضننت أنّي تخلصت من أثار الحقن ، ولكن ومجددا لا .
لا أريد الحصول عليه ، لا أريد التعاطي مره أخرى ، أرفض أن اخضع للعلاج ولكن جسدي يرغب بأحدهما ، أما الحقنه او العلاج .
وفي النهاية ، رفعت نفسي من على الفراش ، نظرت ليدي ، كانت مخيفة ، الدماء الجافه والخدوش العميقة ، ليس أمراً جديداً ، ولكن كان وقتاً جيداً منذ أخر مره حدث فيها هذا لدرجة نسيان الشعور .
تركت أفكاري خلفي وتوجهت للاغتسال ، غيرت الأفرشة الموضوعة على السرير كونها ملطخه ، غيرت ثيابي ، علقت حقيبتي على كتفي ، اغلقت الأضواء وخرجت .
توجهت للحصول على الضمادات قبل أن اتوجه  الى المقهى ، افتتحت المكان سريعاً وهرعت أجلس على إحدى الطاولات لأن الخدوش نزفت مره أخرى ، اخرجت الضماد الكبير والمرهم من الكيس ، رفعت كمي وشرعت في تطبيق المرهم ، كان يلسع لدرجة عدم انتباهي بأن باب المقهى قد فُتح

my hideaway حيث تعيش القصص. اكتشف الآن