الفصل الثاني 2

12 2 1
                                    

جلس جون على السرير وهو ينظر إلى جوني الذي يدير ظهره ولا يرغب بالنظر إليه، لأنه غاضب  .
اخد جون مسخن القهوة سكب فنجانين أعطى فنجان لجوني محاولا  تهدئته ثم  قال  :أعلم أنك تخاف على مصلحتي وانا أقدر لك ذلك ،لكن انت تعلم انني شاب في سن خامس والثلاثين وانا في عمر الزواج وهذه فرصتي الوحيدة.. ،لا اعرف فتاة غيرها .

غضب جوني وقال :انا أعلم أنك عندما تتزوج تنساني وانا صديقك منذ الطفولة.
جون :لا يمكنني أن أفعل ذلك من المستحيل  أن أنسى صديق الطفولة.

غضب جوني وهو يحاول أن يهدد:أن بقيت على علاقتك بها سوف ارجع الى المرآة ولن أعود ابدا .
ضحك جون وهو مقتنع أن جوني لا يستطيع أن يفعل ذلك .

قرر جون أن يلتقي مع الفتاة وهذه مرة دون علمه لانه يعرف أنه لا يخرج من الغرفة ولا يعلم مايحدث خارجها .
قضى جون وكترين أوقاتهما معا وأصبح يخرج من المنزل من حين إلى الآخر كالذهاب للصيد في البحيرة أو  الغابة ،ولا يدخل إلى غرفته الا  من أجل النوم .

بدأ جوني يختفي شيئا فشيئا إلى ان إختفى  ، أما جون لم ينتبه لذلك...لم يعد محتاجا إليه  فكترين تملأ أوقاته و تغطي وحدته  وهو سعيد لوجودها.

انتهت عطلة الصيف وعلى كترين الرجوع الى منزلها ،حزن جون لفراقها ودعها وهو يتمنى  لقاءها في أقرب وقت ممكن  .

ذهب إلى غرفته وجد جوني ينتظره جالسا على كرسيه ،نظر إليه جون ولم يكلمه .
جوني :أريت لقد تخلت عنك تلك الفتاة ..أما أنا فلا ،قد عدت إليك لأنني أعرف أنك تحتاجني.

جون :عليها أن تذهب الى الجامعة لإكمال دراستها وهذا من حقها .
جوني :يعني...ليس هناك تضحيات في سبيل الحب ؟.
لم يرد عليه جون،وظل صامتا.
مر  الوقت ....لأول مرة شعر جون بالوحدة وقد إشتاق  لكترين .  ...و بعد تفكير طويل قرر أن يذهب لزيارتها برغم من أن الخروج من المنزل يعتبر تحد كبير بالنسبة له .

خرج من المنزل ..ذهب إلى الجامعة حيث تدرس الفتاة،لم يخبرها أراد أن تكون مفاجأة لها .
دخل الجامعة ورجلاه ترتجفان من شدة التوتر لانه لم يعتد رأية الكم الهائل من الناس،بحث عن قسم الهندسة حيث تدرس الفتاة ، في البداية وجد صعوبة في إيجاد المكان ومع ذلك لم يسأل أحد لأنه شعر بالخوف،عندما وجد القسم ،فرح كثيرا ودخل متحمسا ومتمنيا أن يراها وهي متفأجة للقدومه الى الجامعة .
لكن المفاجأة كانت  عندما حطت عيناه على كترين جالسة مع إحدى الشباب بالمقهى وتضحك وتمرح.
استدار  ورجع إلى المنزل مسرعا غلق غرفته وجلس أمام المرآة وهو ينادي:  جوني ،جوني سامحني ياجوني  ...عندما ظهر  قال له :لقد كنت على حق ،سوف نبقى انا وانت أصدقاء لوحدنا ولا نحتاج إلى أي أحد  لانهم كلهم مخادعين.

مر الوقت وبقي جون منغلقا على نفسه يتخد من جوني صديق له ازداد ارتباطه به بعد تلك الحادثة .
جاء عيد الفصح  كترين وامها لا يفوتان اية فرصة لزيارة عائلة جون ،لكنه كان يتجنب التحدث معها ،إستغربت كاترين السبب، لذلك حاولت أن تعرف، دخلت غرفته لأنه نسي الباب مفتوح وجدته مقابل المرآة لم ينتبه لرأيتها  ،وقفت لوهلة مستغربة لانه كان يتكلم لوحده لكنها تظاهرت أنها لم ترى شيئا...ثم سألته :ماخطبك لا تريد أن تتحدث معي .

فاجأته .. نظر إليها وهو متوتر : ماذا تفعلين هنا؟! ....حسنا...لقد رأيتك مع إحدى الشبان في المقهى ،لقد خدعتني وانا وثقتك بك.

كترين ضاحكة : باتريك ؟! هههه انت تغار علي ..هذا يسعدني ،اسمعني يا جون ذلك  كان باتريك هو صديق وزميل ليس إلا ...وهي تضع يدها كتفه .

احس جون أنها صادقة ..استطاعت إقناعه بسهولة وسامحها على ذلك و أصبحا منسجمين من جديد  ،لاحظا والدي جون العلاقة بينهما إقترحت امه أن يتزوجها ،قبلت كترين  الفكرة  بحماس أما جون كان متردد ،سألته كترين عن سبب تردده قال لها : أخشى أن جوني لن يقبل .

تساءلت كترين من هو جوني وكيف له أن يتدخل في شؤونه بهذه الطريقة.
قال لها أنه الشخص الذي لا يمكن أن أقدم على فعل اي شيء دون موافقته و أرجو أن يبقى  هذا سر بيني وبينك .

بدأت كترين في البحث عن من يكون جوني هذا .. وسألت الخدام إن كان يزوره شخص ما ،لكنهم نفوا وقالوا :إن لا أحد سواك يأتي لزيارته .
قررت أن تبقى لمدة أطول في المنزل كي تعرف سر جوني وكانت تقف عند باب الغرفة تسمعه يذكر  اسمه كأنه يتناقش معه في مواضيع هامة ..ظنت أنه يتكلم  عبر الهاتف.

فكرت أن تلتقي بجوني وتكلمه عن سبب رفضه الزواج  ،اخدها الشك أن  جوني هذا يعلم  بعلاقتها بباتريك ولم يرغب في إخبار جون بل إكتفى بنصحه ، لذلك كان عليها أن تبحث عن عنوان إقامته لتقابله وتتحدث معه قبل أن يبوح بالسر.. ..كما  فكرت ابعد من ذلك ، خشيت أن جوني سوف يههدها بفضحها مقابل المال أو أي شيء...لانه يبدو محتال.

هي تحب الفتى باتريك  ، زعمت أنه مجرد صديق  لكنهما متفقان  على  الخطة حيث وعدته أنها عندما تحصل على ثروة جون.. يتزوجها و ينتقلان إلى باريس للعيش هناك .

صديقي من المرآة  بقلم حمداوي محمدOù les histoires vivent. Découvrez maintenant