بين النجوم تتراقص الشهب ساطعة متباهية بضياءها الوهاج
و أمانيها جميلة العطاء
و تودعها النجوم متمنية لها رحلة سعيدة أين كان مقصدها
و الحق يقال أنها لا تقصد مكاناً بحد ذاته و لكنها تشع املا في مستقبل مجيد
و هكذا كانت الشمس ترمقهم من بعيد
غيورة هي
رغم إشعاعها الوهاج اللذي لا تستطيع تلك الشهب مضاهاته
كانت تتمنى الحرية فهي راسخة في مكانها منذ ملايين الأعوام
فإذا بالشمس تصيح في خبث' أيا شهب الفضاء الواسع ، أيا زينة الفضاء المتلئلئة '
و كانت النجوم تستمع فتملكها الغيظ فهي زينة للفضاء الواسع
فأدركت الشهب مكيدة الشمس فحبذت الفرار
فإن حرارة الشمس تجعل من الصخر كما الماء المتدفق
ففرت و وفرت حتي رأى بعضها كوكباً صغيراً
فصاح أصغرهم الشمس ترانا الشمس قريبة
فلم يصغوا
فهبط من هبط و بقي من بقي
فباغتتهم الشمس علي حين غره
ففرت و وفرت حتي رأى بعضها كوكبا آخر
فصاح أصغرهم الشمس ترانا الشمس قريبة
فلم يصغوا
فهبط من هبط و بقي من بقي
فباغتتهم الشمس علي حين غره
ففرت و فرت حتي رأي البقية كوكبا أزرق
فهبطوا جميعاً
فرأى أصغر الشهب نهيراً صغيراً
فأحبه و سأله
ألا أمنية تتمناها ؟
فسُعد النهير و قال ' أتمني أن أكون ترنيمة الشعراء
و أن أكون شاهدا علي الحضارات
و أزداد طولا كما الأنهار
و أن أتراقص علي طول الوادى
لتكون جميع تلك البلاد بلادى
ثرياً في فحواي أبغي
و جميلا طول الدهر
و أن تكون أنت جزءا منى '
فحقق الشهاب له ما تمنى
فأضحى نهراً متكبرا ذو خيلاء
لا يعطى الماء إلا بعد عناء
فلما لمس الشهاب الجشع
عن صاحبه رحل
فعاد النهر نهيراً
فشعر النهير بالحسرة و باغته الإنتقام فكرة
ففي صباح أحد الأيام الغائمة صدح النهير بأعلى صوته ' أيا شمسنا المضيئة ، أيتها المعطاءه '
فلم تسمعه الشمس
فعاد النهير في اليوم التالى و صدح
' أيا شمسنا المضيئة، أيتها المعطاءه '
فلم تسمعه الشمس
حتي عاد في اليوم التالي و كان يوما مشرقاً فصدح
' أيا شمسنا المضيئة، أيتها المعطاءه '
فسمعته الشمس
' ماذا تريد أيها النهير الصغير ؟ '
فأجاب النهير ' ألا أدلك عما تبحثين و يكون لي أجر عظيم ؟ '
أجابت الشمس ' إن صدقت أكون لك من الممنونين و لك أجر عظيم '
' الشهب تختبئ هاهنا بين الأنهار ، خلف الأشجار و تتراقص عند بزوغ الأقمار '
سعدت الشمس بالخبر و بدأت تعد الحفر
و عندما بزغ القمر نادته الشمس أي إقترب و لم يكن القمر يعلم بما بين الشمس و الشهب
فوقفت الشمس أمام القمر و إستطاعت رؤية الشهب تتراقص
فرفعت الشمس حرارتها حتي إحترق الشهب
و كان النهير قريباً فجف ماءه فصاح ' أيا شمسنا المضيئة ، أيتها المعطاءه '
فنظرت إليه الشمس في إحتقار
و رفضت إيفاء وعدها المعهود
فبكي النهير نادماً بعد أن أضحى أرضا جرداء
و صاح أصغر الشهب و هو يحتضر
' ستفنين أيتها الشمس و إن إمتدت بك السنون
و ستعضين أصابع الندم عندما يتلاشى ضوءك الوهاج
حينها ستعلمين أن نورك ما كان إلا إختباراً و هو قابل للزوال
إذا ما أذن الخالق العظيم '
◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇
أنت تقرأ
Our truth
Historical Fiction" إن كان بوسعي الرحيل فكنت لأرحل منذ زمن ، و مع ذلك أنا شاكرة للغاية لأنني ولدت في هذا العالم و مُنحت فرصة لأكون هنا " ... رواية عن فتاة تسعى للنجاة