كَم يُحزِنُنِي أَن يَفقِدَ كُلَّ شَئٍ بَرِيقِهِ المُعتَادُ.. أَن يُصبِحَ الكَونُ بَارِدًا كَبُرُودَةِ القُطبَينِ فِي أََوجِ الشِتَاء.. أَم أنَّنِي أنَا المُشكِلَة.. أَيُعقَلُ فَقَدتُ بَرِيقِي.. قَتَلَ العَالَمُُ دِفئِي وَ أصَابَتنِي بُرُودَتِه.. حَتَى تِلكَ الأَشيَاءُ التِي إِعتَدتُ فِعلَهَا بِكُلِ شَغَفِي.. أَشعُرُ أَنِي أَفعَلُهَا فَقَط كَمَسؤُولِيَةٍ.. كَعَادَةٍ إِكتَسَبتُهَا.. أَشعُرُ أَنَ جَمِيعَ الأَوطَانِ تَنبُذُنِي.. حَتَى الحُزنُ وَ الوِحدَةُ قَد تَرَكَانِي.. أَصبَحتُ فَارِغًا.. بَارِدًا.. مِن كُلِ شَئٍ.. مَاذَا أَفعَلُ الآن.. أَشعُرُ وَ كَأَنِي أَغتَرِبُ فِي وَسَطِ أَوطَانِي.. أَشعُرُ بِالبَردِ أَسفَلَ شَمسِ الصَيف.. يُمكِنُنِي الإِبتِسَامُ دَائِمًا.. لَكِنِي لَم أَعُد أَفهَمُ مَتَى أَكُونُ سَعِيدًا بِحَق.. أَو مَتَى حَزِين.. رُبَمَا تَرَكَتنِي جَمِيعُ المَشَاعِرِ عَدَى ذَاكَ الشُعُورُ بِأَن تَكُونَ تَائِهًا.. دَائِمًا.. وَ كَأَنَكَ بِلٕا مَلَاذٌ تَذهَبُ إلَيهِ.. بِلَا مَأوَى.. أَن تَظَلَ تَائِهًا هَائِمًا فِي ذَاتِ الطُرُقَاتِ كُلُ يَومٍ.. فِي ذَاتِ الأَمَاكِنِ التِي تَحفَظُ تَفَاصِيلُهَا.. تٕفَاصِيلُهَا التِي لَطَالمَا أحبَبتُهَا.. لَطَالَمَا كَانَت تَلمَع.. لَكِنَّهَا مُظلِمَةٌ الآن.. مُظلِمَةٌ لِلغَايَة..
أنت تقرأ
تَائِه
Poetryتَائِهٌ فِي عَالَمِهُ.. تَائِهٌ فِي مَشَاعِرَهُ.. فَلِمَا لَا تَتُوه كِتَابَاتُهُ مَعَهُ..