حلم الشتاء

0 0 0
                                    

طقطقة الأخشاب المحترقة، بوم الليل، احتضان الريح للأشجار
أنفاسك ذات البخار الدافئ، تحديقي العميق في أحمر النار، برتقالي محمر ومصفر، يلتهم الحطب و يعلو، كصيف صغير في صقيع الشتاء.
يداك المنيرتان في عتمة الليل، مددتهما لي مع نفَسك الدافئ، صاحب بخار الشتاء
أمسكتها يدي و أسقطتَ قلبينا في دفء النار، راقصتني بتمايلٍ، برقة، تنثر الجليد فوق أطراف الثياب
أدرتني و حاوطتني يداك، ترسم خطواتك حولي، تحوم و ظلك الرقيق
أدور و أدور حولك، حتى فجأة اختفى بهاءك، زال نورك، زال وانتهى الليل معه
بهت لون النار، بات باردًا أزرقًا، اختفى الثلج، وتلاشت آثار أقدامك
حل الصيف ملونًا باهتًا، وروده متفتحة بروح ذابلة، زهوره تتساقط وكأن موسمها الخريف، وكأن لا خير يبقيها، وكأنه لا شيء كان بخير أبدًا
قادتني أقدامي عائدة بي هنا، حيث أدفأتَ قلبينا بصيفك الحار
لقد صار صقيعًا، صار شتاءً باردًا، في أوج صيف حار، كقلب يحرقه البرد، كلهب ترويه المياه، لهب كاد ينطفئ
كشيء بارد بين يداي، قريب جدًا لأنفاسي، ذات النسيم الدافئ. نفثت فيه تنهيداتي، وكأن أنفاسي ستبقيها، كأن أنفاسي ستحميها، للأبد.
و كأنك لم تكن حلمًا يمحوه النهار، و كأنك الواقع الوحيد..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 09 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

تَائِهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن