تَعِبتُ مِن كَونِي بشريًا..
أَوَدُ أَن أَكُونَ وَردَةً فِي بُستَانٍ، تَأتِيهَا نَسَمَاتُ الرِيحِ تُحَيِي بَتَلَاتِهَا..
مَاذَا لَو كَانَ جَمِيعُ البَشَرِ وُرُودًا؟ نَقضِي طُفُولَتِنَا وَ شَبَابِنَا بَينَ نَسَمَاتِ الرَبِيعِ وَ شُرُوقَاتِ شَمسِ السَمَاءِ، تَنتَهِي رَحَلَاتِنَا بِسُقُوطِ آخِرِ بَتلَةٍ فِي فَصلِ الخَرِيفِ، بَعضُنَا يِزهٓرُ الرَبِيعَ التَالِي، وَ بَعضٓنَا لَا..
لَكِن أَظُنُ أَنَ وَردَتِي مُختَلِفَةٌ، فَأنَا فَقَدتُ مُعظَمَ بَتَلَاتِي فِي بِدَايَاتِ الرَبِيعِ، نَسَمَاتِ الرٓيحِ تَأتِي لِتُزِيدَ مِن هَزَلَانِ بَتَلَاتِي، تُشرِقُ الشُمُوسُ كُلَ يُومٍ فَتَحرِقُ مَا تَبَقَّى مِنِي..
رُبمَا أنَا لَا أَنتَمِي إِلَى هُنَا، نَسَمَاتُ الرِيحِ تُؤذِينِي، أَشِعَةُ الشَّمسِ تَفنِينِي، رُبَمَا رَبِيعُ هَذَا العَالَمِ كَخَرِيفِي أَنَا، رُبَمَا القَمَرُ كَشَمسِي أَنَا، بَل رُبَمَا اللَّيلُ يُسكِنُنِي، وَ الخَرِيفُ يِبقِينِي..
رُبَمَا أنَا تَائِهٌ أَكثَرَ مِنَ العَادَةِ، رُبَمَا بَتَلَاتِي تَجُوبُ الأَرَضَ بَحثًا عَن مَوطِنِهَا، رُبَمَا سَأَظَلُ أَنَا وَ بَتَلَاتِي نَتُوهُ بَينَ طُرُقَاتِ العَالَمِ، تَرمِنَا الرِيحُ أَينَمَا شَاءَت..
أنت تقرأ
تَائِه
Poetryتَائِهٌ فِي عَالَمِهُ.. تَائِهٌ فِي مَشَاعِرَهُ.. فَلِمَا لَا تَتُوه كِتَابَاتُهُ مَعَهُ..