مقدمة: رثاء روح

293 19 35
                                    


- أخي أنت وعدتني ستبقى معي للأبد -

- لا يمكنك الكذب أليس كذلك؟ -

- مؤلم...مؤلم...من أنا! -

- السماء حالكة السواد........ماذا؟ ....... أوليس الجو مشمس! -

- هل قناعي جميل! -

- أكرهك أنت كابوسي -

- الدقائق حارقة، أكتوي في ثوانيها -

...


تلون البلاط برداء أسود من الكريستال وكأنه يرثي فقيدا غادر هذا القصر بلا عودة كما تلونت جدران القاعة بلون رمادي بهي يضفي للمكان لمسة مهيبة وجمالا عجيبا.

جمع غفير من كل الأجناس يصطف رثاء إما حزنا أو شماتة أو سعادة لكن الشيء المشترك بينهم هي الصدمة والذهول الذي كان بادي على وجوه الجميع فابالرغم من إعتيادهم على أخبار الموت التي تصل إليهم من حين إلى آخر غير أن الوضع هذه المرة كان مهولا حتى على الأعداء.

عينان حمروتان إثر بكاء مرير و شحوب كان قد إرتسم على وجه طفل بعمر خمس سنوات يقف وقفة المحتضر متمسكا بيد أخيه كمن يمسك حبلا يربطه بالحياة وإن تركه فإن مصيره موت محتم.

يمسك يد أخيه الصغير عالما أنه لن يعوض والداه وغير متأكد من إستمراره فهو ليس حبلا محكما في الواقع بل قطعت العديد من الألياف الرقيقة المشكّلة له أصبح باليا لكنه لازال متماسكا ليكون سندا لمن يصغره، فما حدث كان كفيلا بالنسبة لذلك الطفل ليفهم الوضع الذي عايشه هو وشقيقة وما سيعايشه مستقبلا.

أخبرني؟ كانت الأيام بيضاء زاهية رمشت فأصبحت الأيام سوداء باكية عندما أرمش مجددا هل ستعود الأيام البيضاء!

أخبرتني أمي أننا إذا أخطئنا مجددا سنرى كابوسا مرعبا ولن ترضى بورود جيبسوفيلا كإعتذار لذا هذا كابوس أليس كذلك؟ كانت أسئلة عشوائية لشقيقه الأكبر وإنتهت بهمسات يثقلها الندم والذنب لذاته فأنا أخطأت.


لن تنسى يوما فقدان عزيز ولن تتناسى، الفقدان ليس بألم تحمله الأيام وتريحك منه، شعور ليس لأحد حق التحدث عنه سوى من عايشه من جرب نغزات القلب من جرب البكاء المرير من جرب توقف أنفاسه مع كل ذكرى تتقلب من صفحات ذكرياته.

غابة تبدوا كمتاهة و ظلام دامس ، هدوء تام تقشعر له الأبدان يعلن خلو المكان من أي روح حية ماعدا طفلان يترنحان كالأموات مخلِّفة أقدامهما آثارا دموية وقطرات الدم المتبرئة من جسمهما التي تضفي لونا من ألوان الحياة على ذلك البساط الأبيض الذي تتباهى به الطبيعة فتكتمل اللوحة التراجيدية لوحة تشهد ألمهما الروحي والجسد.

...


كانت رحلة ثم متاهة فأصبح نداء إستغاثة هو كل ما يستطيع سماعه ثواني ليسيطر عليه شعور الإرتياب هل هذا ديجافو؟ شعور فظيع وذكرى قديمة لكن لا يتذكر!.....همس يقول أهرب وآخر يستغيث فأي خيار وأي قرار سيتخذ وهل سيجد الندم طريقا إليه مرة أخرى؟!

...


الكتاب الملعون

فتح آرثر الكتاب...أول صفحاته كتبت بنقش قديم كتابة كلاسيكية باللغة اللاتينية ﴿الرؤية بعين الأموات﴾أما  باقي الصفحات كانت فارغة شديدة البياض بالرغم من شكل الكتاب القديم والذي يبدوا وكأنه يعود إلى عصور مضت.
بذلك المكان يسمع صوت تقلب الصفحات حتى توقف هناك في آخر صفحة أثارت الرعب في نفسه بدى الوضع وكأنه وهم أو حلم نقش إسم يعرفه جيدا بلون الدم ﴿جاك﴾ كان ذلك آخر شيء يراه قبل أن يسود مجال رؤيته ظلام دامس.

...


أترك الكتاب الملعون سيخرج قريبا من الغابة المحرمة ويختار قصة جديدة يخزنها في غياهب الزمن.
لكن إذا فعل ذلك هل سيظهر كتاباته أخيرا آه أقصد تلك القصص المحرمة ههههههههههههههههههههههههههه أنا متشوق.

...


بهدوء الليل تعود السكينة إلى قلوبنا....شوق....حنين....ذكريات تداعب عقولنا كنسمات الهواء الباردة ثم يأتي الشتاء محملا باللقاءات والأيام الجديدة ويحمل المطر رسائل الأمل......كيفن.

إذا أصبحت الدنيا جليد لن أحزن........لأنها الحياة تحمل الخير والشر فقط علي أن أحافظ عليها.......إبتسامتي.......جاك.

يقوم من مكانه يقترب من الطاولة الصغيرة بجانبه ليحمل قارورة السم التي إستقرت بجانبه ، لماذا؟
يقولون عني صاخب لكن قلبي يحمل قصة أقرأ فيها صفحات من شجوني.......مايكل.

هل قلبي أبيض ونقي بنقاء الثلج........هل يعوض الفقدان؟
أغمض عيني لأرى طيفا أسود اللون يرعبني!
حسنا....عندما يسدل الليل ستاره الأسود بألوانه المخملية أرى نور القمر ذلك هو أخي حكاية جميلة.......آرثر.

ليل كموج البحر أرخى سدوله.....شكيت له آلامي.....كايدن.

مملكة الكريستال بسوادها وكآبتها تتوسط غابة فيرجينيا المظلمة.....أكثر مملكة غامضة بعالم السنين ترى أطياف الخيال تحوم من حولها.


ثلاث عوالم تسرد لنا العُجاب وتعزف أنغاما تلفها الحقيقة و يزفها الرعب: السنين عالم وسطي، هيرون عالم البشر، زيريا العالم السفلي.

🤍





نغم الحقيقة أم زف الرعب - ٠١ -حيث تعيش القصص. اكتشف الآن