نظرت حولها بخوف وقلق فالضباب والظلام كانا يحيطان بها ويحيلان كل شيء إلى أشباح سوداء مرعبة لسعة البرد هزتها بعنف وجعلتها تنظر باستغراب غالى ثيابها الخفيفة جدا والتي لا تتناسب هكذا طقس بارد. فقميصها كان رقيقا وبنطالها الجينز يناسب الصيف الدافئ فقط هزت رأسها بقوة وتنهدت ثم قطبت جبينها. أين هي؟
وبصعوبة وقفت على قدميها واتكأت لدقيقة على جذع الشجرة التي كانت تجلس تحتها وحين ذهب الدوار الخفيف الذي شعرت به من جراء وقوفها. عادت لتنظر حولها مجددا وارتجفت.
.
ماذا افعل هنا؟ همست بالسؤال من شفتين جافتين. جاهدة أن تتذكر اسمها... من هي؟ ماذا كانت تفعل هنا وحدها؟ ماذا حصل لها؟ وفجأة لم يعد باستطاعتها تحمل الفراغ والصمت فأطلقت شتيمة وأخذت تركض وتركض والضباب يتمزق أمامها ويغرقها فيه أكثر وأكثر.
وأحست بان الأشجار والصخور السوداء والنباتات وحوشا تريد أن تنقض عليها لتفترسها فأخذت تسرع وتسرع ووقعت عدة مرات وأحست بالدماء تسيل من ذراعيها ,لكنها ظلت تركض وتركض إلى أن سمعت صوتا بجانبها فالتفتت ورأت كلبا اسودا ضخما يقف جانبها وينظر إليها بسكون بعد أن نبح لمرة واحدة.
"هاى ها أنا" همست الفتاة بارتياح وهى تمد يدها نحوه وهى ترتجف وتبتسم بنفس الوقت. وكادت أن تعانقه كونه عاديا وهادئا, ورئسه مرتفعا بشموخ إلى الأعلى وهو ينظر إليها.
لم يتحرك الكلب باتجاهها لكنه تحرك حين سمع صوت حركة أخرى لرجل طويل خرج من بين الشجار واخذ يحدق بها.
شعرت كأنها كانت تائهة في الصحراء الموحشة ورأت إنسانا بعد طول غياب.
تنهدت بحمد وقالت "آه, الحمد لله".
.
"اجلس يا سام" قال الرجل موجها حديثه إلى الكلب الذي ركع بجانبه بخضوع وعيونه لا تزالان تحدقان بالفتاة بفضولية.
أحاطت نفسها بذراعيها وقالت "أنا اشعر بالبرد" وحاولت الابتسام وهى تشعر بالحذر من هذا الغريب الذي يقف أمامها دون أن تعلم السبب لهذا.
حدق بها لبعض الوقت ثم امسك بها بقسوة من كتفيها وسال بخشونة "هل هذه فكرتك عن المزاح؟".
"كلا " همست وقد شعرت بالخطر من لهجته ولمع الغضب الخفيف داخل عينيها. وتابعت "من سيجد اي مرح في... في أن يكون محجوزا داخل كابوس؟ في البداية ظننت أنني احلم... فلم يكن من المعقول أن يكون هذا حقيقيا... فركضت وركضت...".
ظلت عينيه مركزتين على وجهها لأنه غير قادر على تصديق كلامها. وحدقت هي بدورها به والدموع تملأ عينيها الخضراوين وفمها يرتجف من الخوف والشقاء.
هز كتفه وقال بصوت نافذ الصبر "من الأفضل أن تأتى إلى البيت. سأقودك إلى المستشفى أولا فقد أصبت ببعض الجروح ومن الأفضل علاجها فورا. ولكن أخشى أننا سنستغرق وقتا قبل الوصول إليها فالضباب كثيفا جدا كما ترين".
أنت تقرأ
روايات احلام/ عبير: جحيم هواك
Romanceاخبروها أن اسمها هو لين شريدان وأنها كانت مخطوبة للرجل الجذاب جدا جايك فورستر, والتي كانت تقييم في بيته في يوركشاير. ولزيادة الغموض, كان من الواضح أن جايك يحتقرها ويكرهها. . وإذا كانت حقا تتصرف بالطريقة التي اخبرها إنها كانت تتصرف بها, فهي فعلا لا...