10/ قلعه من الرمال

13.7K 255 5
                                    


صعدت لين بسرعة إلى الغرفة الإضافية وأخذت تحاول دفع قطع الأثاث إلى الجهة واحدة من جهات الغرفة،تبعها جايـك وأخذ يراقبها وهو يضع يديـه على خصره بينما كانت
تحاول جر السرير الثقيل لتضعه قرب قطع الأثاث الأخرى،تحرك جايك وأبعدها بشبه غاضب ثم أخذ يجر السرير إلى طرف الغرفة ثم تابع نقل بقية القطع حتى اصبح نصف الغرفة فارغاً تماماً.
.
"شكراً لك"قالت له.
فنظر إليها نظرة باردة وغادر الغرفة.اكملت لين عملها ونزعت ورق الجدران القديم ونظفت الحائط جيداً قبل أن تعيد طلاءه ووضع الورق الجديد عليه.
استمر عملها حتى بدأ حلول الظلام فرتبت الغرفة ونزلت لتناول العشاء.تناولوا العشاء بصمت وكانت السيدة فورستر ترمقهما وعلى وجهها تعبير غامض ولكنها ظلت كذلك صامتة.
غادر جايك الغرفة بعد العشاء وسمعته لين ينقل قطع الأثاث في الغرفة العلوية إلى الجانب الآخر حتى يتسنى لها في الصباح أن تباشر بإعادة طلاء وديكور الجهة الأخرى.
هي والسيدة فورستر استمتعا للراديو في السهرة ولعبتا لعبة التركيب.
عبر جايك الغرفة في طريقه إلى المطبخ فوقفت لين.
"سأذهب للنوم الآن، فانا متعبة تصبحين على خير"قالت لين.
أجابتها السيدة فورستر"تصبحين على خير لين".
صعدت بسرعة إلى الغرفة وتمنت أن تكون قد استغرقت بـالنوم حين يصعد جايك.
لكنها احسّت به حين دخل الغرفة وحين استلقى جانبها لكن التعب والنعاس كانا يسيطران عليها ولم تشعر إلا وقد غرقت في النوم.
استفاقت فجأة بعد أن سمعت صوتاً ما ونظرت إلى جهة جايك فوجدته قد استيقظ وغادر السرير.
.
ضوء الشمس الخريفية كان يملأ الغرفة فنهضت لين وارتدت ملابسها ونزلت لتناول الفطار،فوجدته قد انتهى من طعامه وكان في طريقه إلى مرسمه.التقت عيناهما للحظة،نظرة كانت
غيّر معبرة فابتعدت لين بنظرها عنه بسرعة.
مضى النهار بسرعة وكانت لين تعمل في الغرفة بنشاط واستمرارية واحست ببعض الألم في ظهرها.
كانت قد غطت قطع الأثاث بأغطية قديمة وكانت قد انتهت من نزع وتنظيف الجدران ان لم يبق عليها سوى تنظيف السقف ثم إعادة طلاءه.
كانت تقف ويدها على ظهرها المتعب حين دخل جايك إلى الغرفة ونظر حوله ثم قال بجفاف"انك سريعة جداً".
"بعض الأوراق القديمة ملتصقة بقوة،هل بإمكانك انتزاعهم؟"سألته دون أن تنظر مباشرة إليه.
مشى إلى مكان هذه الأوراق وتحسس أطرافها بخبرة ثم قال"اتوقع هذا".
"غداً سأنظف السقف،هل هناك سلماً في الجوار؟"سألته فهي كانت تستعمل الكرسي لتصل الى الأماكن العالية ولكنها تحتاج بالتأكيد إلى السلم لتصل إلى السقف.
قطب جايك وقال"لا يمكنك القيام بهذا أنه عمل صعب جداً".
"لطالما كنت أفعل هذا"قالت ويديها على ظهرها المتعب"أظن اننى سأذهب لأستحم.فعضلاتي متشنجة".
.
وبينما كانت تمر أمامه امسكت ذراعيه بكتفيها بقوة مــما جعلها تصرخ من الألم فيما كان يحدق بوجهها بغضب.
"لا داعي لكل هذا لين!ستقتلين نفسك وانت تحـــاولين إثبات نفسك لي".
"انا لا افعل هذا"احتجت"انا اقوم بهذا العمل لأني أحبه".
هزها بغضب وقال "أيتها الحمقاء المجنونة الصغيرة!...لا داعي لهذا كله"كرر لها.
"جايك،اريد ان اغتسل، ارجوك...".
فتركها وعلى وجهه ملامح الإنزعاج وقال"آه حسناً،استمري بهذا إذن،إذا اردت أن تدفعي بنفسك إلى هذا العقاب الإرادي فلك ذلك ستكون جنازتك".
استغرق اغتسالها حوالي النصف الساعة ظلت طــوالها متمددة في المياه الساخنة التي أعادت الإسترخاء إلى عضلاتها المتشنجة ثم حين خرجت
وجدت السيدة فورستر في الغرفة الإضافية وكانت تنادي لها.
فذهبت إليها وشعرها المبلل مرفوعاً كله إلى الأعلى والمئزر الاحمر يلفها بنعومة.
"آه لين لقد قمت بمعجزة لم اصدق انك قمت بكل هذا وحدك وبهذه السرعة أن الجدران كلها نظيفة ولامعة أنه عمل رائع"قالت السيدة فورستر بحماس.
"هناك بعض الأوراق الملتصقة بقوة والتي لم استطع إزالتها"قالت لين بابتسام.
"نعم فقد أخبرني جايك عن هذا،لكنك رائعة أيتها الفتاة لكن لا اريدك أن ترهقي نفسك بالعمل لين،هيا أذهبي وارتدي ملابسك فقد حضرت عشاءاً لذيذاً".
ابتسمت لها لين ودخلت إلى غرفتها واحست بالحذر فور رؤيتها لجايك الذي كان ملستقياً على السرير ويرمقها بتهكم.
.
"أغلقي الباب وراءك قال بنعومة".
فأطاعته واتكأت على الباب وهي تتسأل إلى متى سيظل داخل الغرفة؟وتجولت عينيها على الجسد القوي الصلب
بقميصه الأبيض المفتوح حتى الصدر وبنطاله الجينز الملتصق بجسده.
ضحك فجأة وقال"يا إلهي لين لقد خلعت ملابسك أمامي بسرعة ودون طلب في السابق.ما هو الأمر معك الآن".
أحنت رأسها واللون الأحمر يلوّن خديها بخجل ولم تتفوه بكلمة.
فقفز من السرير فجأة واقترب منها وقال وهو يلامس شعرها"انك تبدين كالأطفال بشعرك المرفوع هكذا".
وأخذ يفك لها شعرها الذي انسدل على كتفيها،كانت مشاعر نارية تجتاحها وقلبها يكاد يخرج من مكانه حين أخذ يداعب شعرها
ثم رقبتها ثم ضغط على ظهرها وقربها منه ولم يجرؤ على رفع وجهها والنظر إليه.لكنها تصلبت حين احست بيديه يفكان حزام مئزرها.
فقالت بصوت مهتز "لا تفعل".فتركها بسرعة وقال بهدوء"ارتدي ملابسك لين"ثم غادر الغرفة.
فأطلقت لين زفرة راحة طويلة رغم شعورها بالألم في قلبها.
استمرت الأيام بسرعة بعد هذا وكانت لين تقضي كل اليوم في الغرفة الإضافية ولا تغادر إلا لتناول وجبات الطعام وكانت السيدة فورستر تطل عليها بين الحين والآخر وتحضر لها أكواب الشاي أو العصير.
.
"هل تريديني أن اساعدك في طلاء الأبواب؟"سألتها السيدة فورستر وهي تمسك بالفرشاة.
"آه شكراً"قالت لين بابتسام"أنه عمل ممتع اليس كذلك؟الطلاء بالفرشاة وتغيير اللون والشكل".
"أنه ممتع في الدقائق الخمس الأولى فقط لكنه عمل متعب جداً بعد هذا"قالت السيدة فورستر بمرح.

روايات احلام/ عبير: جحيم هواكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن