Part 2

404 48 83
                                    



_أهرب من خوفي، لكنّه يسكن داخلي؛ كيف أهرب من نفسي؟.

' هل يمكن أن أكون بخير؟ '
كان هذا السؤال يتردد في رأسي، يتكرر كما لو كان رجع صدى لا نهاية له. نظرت في المرآة، أراقب انعكاسي بعيون فارغة. لم أعد أعرف هذه الفتاة التي تنظر إلي. عينيها، التي كانت يومًا تفيض بالحياة، أصبحت الآن غارقة في ظلال القلق والخوف.
لكن وسط كل هذا، كان هناك وميض صغير. وميض لم أتمكن من تجاهله. ربما كان ذلك بسبب صوت جيمي، أو وعده المطمئن بأنه قادم. شعرت بيدي تلامس سطح المرآة، كما لو أنني أحاول أن أصل إلى نفسي المفقودة في انعكاس الزجاج.

"هل حقًا يمكنني النجاة من هذا؟ " همست لنفسي، وكأنني أختبر قدرتي على النطق، أو ربما قدرتي على التصديق.
ثُم فجأة، انطلق صوت خطوات في الخارج، صوت ثقيل وواضح، يتناقض مع صمت المكان. انقبض قلبي. هل هذا جيمي؟ أم...؟
تراجعت بسرعة عن المرآة، أقف في منتصف الغرفة، أستمع بانتباه. الخطوات اقتربت أكثر، توقف الصوت تمامًا عند باب غرفتي.

" أديلينا؟ " جاء صوت جيمي من خلف الباب، خافتًا لكنه مألوف.
تنفست بعمق، أشعر أن الحياة عادت إلى أوصالي. ركضت نحو الباب، فتحت القفل بسرعة، لتظهر لي ملامحه المألوفة، بابتسامته الصغيرة التي تحمل دفء العالم بأسره.

"جيمي..." نطقت اسمه كما لو كان طوق نجاة.

٠ أنا هنا." قال بصوت مطمئن وهو يخطو إلى الداخل، يغلق الباب خلفه بحذر. نظر إلي ثم إلى الغرفة من حولي وكأنه يبحث عن أي خطر. " هل أنتِ بخير؟."

لم أتمكن من الإجابة فورًا. شعرت بالدموع تتجمع في عينيّ، لكنها لم تكن دموع ضعف. بل كانت مزيجًا من الراحة والخوف الذي لم يختفِ تمامًا.

اقترب مني يضع يده على كتفي ينظر في عينيّ بجدية. " أنا هنا الآن. لن أسمح لأي شيء أن يمسكِ. أنتِ بأمان معي."
تلك الكلمات اخترقتني بطريقة لم أكن أتوقعها. شعرت وكأن ثقلاً هائلاً بدأ يخف.

" أنا خائفة، جيمي..." اعترفت أخيرًا، وكأنني أعطيه جزءًا من هذا الخوف ليحمله عني.
" أعلم." كان صوته منخفضًا ولكنه مليء بالثقة. " لكن الخوف لن يمسكِ طالما أنا هنا. سنجتاز هذا معًا."

جلست على طرف السرير، ورحت أراقبه وهو يتحرك في الغرفة، يتأكد من أن كل شيء آمن. كان هدوؤه معديًا.

يجلس قربي بعدها يمسك كفي بكفه الكبيرة يتسلل دفئها لي، تمر لحظات صامته بيننا ولا يُسمع شيء غير انفاسنا الهادئة.

" هل تشعرين بهدوء الان؟." يهمس بلطف تنتقل يده من يدي الى اعلى رأسي يقوم بالمسح عليه.

هوس || الظل المجهول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن