مشهد الغيوم المتناثرة بالسماء، المتلوثة بالأزرق.
"تُرى كم مر عامٌ منذ كنتُ أنتظر؟
ثمان سنوات؟ تسع.. أم كانت عشرًا؟
لا يمكنني أستحضار المدة الزمنية بدقة، لكن أراهن أنها كانت دهرًا.."-"لا يعقل، أنه يومٌ دراسيٌ عادي"
بادر صديقي بسحب القلنسوةِ من رأسي، يعيدني لواقعي لأدرك أين أنا.
فقط في بداية حصة اللغة.نظرتُ حولي بالكاد، كان أحد الطلاب على وشيكة النهوض لقراءة بعض النصوص.
"يال الملل"
هذا ما فكرتُ فيه، فقط حينها.فقط حين قبل أن ينبس بكلمة.
"أني لا أذكر ما كان عليه قصرُ جدي، لذا حاولتُ جاهدًا التذكر.
قصرٌ تحيط به حديقةٌ شجيرة.
أزهار القمعية الأرجوانية تزين الطريق المؤدي إلى المدخل.
جدران عالية كانت أناملي تكابد للوصول إلى نوافذها عندما كنا صغارًا نلعبُ الغميضة.قُبب من القرميد بلونِ العنب، وأخيرًا.. تمثالُ بومةٍ منتصب بجانب الباب.
لطالما كان جدي مهووسًا بهذا الطير، حتى أنه ربى واحدًا ذات مرة.."أستمر بقراءة ما كُتب بالصفحات، وكان كفيلاً بجعلي أُسقط سماعتي من أذني، ثم لأسقطنّ فكي.
كان يقرأُ؛ بصوتٍ واضح، عالٍ.
وجميلٍ للغاية.
بسلاسة، كما لو أن السطور تتبع مايقوله، وليس هو.كان يبدو كعازفِ مزمار.