حَديثُ صَريِح.

19 1 0
                                    

ألقيّ بكلماتي حبيّ على مسامعكِ..

ايصلكِ وصلهَا كمَا أشعر؟.

___________________________

في اليومّ التالي كان لا يزالَ يفكر في ماقاله الآخر ، يبدو له كما لو أنها تميل لهُ أيضًا ، تأفف منزعجًا وقطع قطعة الورق التي خطَ عليها أسمها ، يستمر بالتفكير اللعين عنها..

رفع قلنسوة معطفةَ وادخل يديه في جيوبه وسار بخطوات بطيئةَ نحو الخارج ، اقترب من كرسي الفناءَ الخاص بالمدرسة واستلقى عليهَ..

غطى عينيه بذراعهَ ، اقتربت تتأكد من أنه هو ذاتهَ ، لا يمكنهَا أن تخطأ في تقدير هيئته الخارجيةَ لذا اقتربت ببطئ وهي تسير بخطوات خافتة..

لتطأ قدمها على قطعة خشب صغيرة مصدرهَ صوت كسر صدى مسامعه في أذنيه ، كان يشعر بحركة أحدهم لكنه لم يكلف نفسه عناءَ رفع ذراعهَ عن عينيه والأعتدال في جلسته سوى حين اصدرت الأخرى صوت ازعجهَ..، رفع رأسه واعدل جلسته يرمقها بلامبالاة ، استقام ثم تجاهلها واكمل سيره ، ألتفتت تنظر إليهَ وهو يذهب للمقعد بالجانب الآخر غير مبالي تمامًا بوجودها ، لم تكن شخصًا سيذهب مبكرًا لكنهَا أرادت أخبارهَ بشأن شيئًا ما!!

الوقت لا يزال مبكرًا لذا يمكنه أن يغفو بكسل وسلام حتى بدايةَ الدرس ، أشعة الشمس اختفت خلف ظلال أحدهمّ ، أزال ذراعهَ عن عينيه ، ليجدها تميل برأسها نحوه وهي تزم شفتيهَا بحنق ، اتسعت عينيهَ حين هتفت بنبرة خافتة:

- لم تجاهلتني قبل قليل؟

أعدل جلسته وتربع على الكرسي مردفًا بجمود:

- هل فعلت؟

هزت عهد رأسهَا إيجابًا لينزل قلنسوته مردفًا ببرود:

- لا أتذكر..

- حسنًا

لم تكن شخصًا على إستعداد لتنازل عن كبريائهَ في معاتبة أحدهم ثم وبكل بساطة يتحدث بنبرة باردة وغير مبالية ، تركته واستدارت ذاهبةَ بعد إن هتفت بها ، لكنه أمسك معصمهَا مردفًا:

- إلى أين؟

أفلتت يدهَا منه حين رخى قبضته قائلة ببرود يشابهَ جفائه:

- الفصل..

- حسنًا

قالهَا ثم عاد للأستلقاء ، هكذا على علاقتهم إن تكون أن لا يعلق رغباته بها وأن لا تعلق هي آمالها بهَ ، تنهدت بعمقَ وهي تشق طريقهَا نحو الفصل..

كَــــــــــــــــرز || 𝐜𝐡𝐞𝐫𝐫𝐲حيث تعيش القصص. اكتشف الآن