معَ اقتراب نهاياتَ الربيعَ بدت درجةَ الحرارةَ تعلو شيئًا فشيئًا وتغادر آخر بتلات زهرةَ الكرز أشجارهَا..
وقف مغطيًا عينيهَ عن أشعة الشمسَ بيدهَ ، ينتظر منهَا أن تبدأ الحديث أولاً ، الحب الحقيقيّ يشابهَ الكرز لا ينمو سوىّ نهايةَ اللهفةَ والأنبهار وليكون بذاتَ اللذةَ وعمقَ والمصداقيةَ عليهَ أن يهل في نهاياتِها يتأرجح مابين الوضوح والأدراك..
أخذتَ نفسًا عميقًا ثم هتفتَ له:
- هل تَرف معجبةَ ب هيثم؟.
كان السؤال يؤرقهَا منذ مدةَ ، أن كان جوابهَ بنعم فهل تنسحب ببساطةَ حتى لا تصبح شخصًا دخيلاً أم طرفًا ثالثًا يحاول إفساد العلاقة!.
- نعم.
هتف يعقوب ببرود تام ، ارتسمت إبتسامة عابرة على شفتيهَا سرعان ما اختفت حين أردفت:
- حسنًا
استدارت عهد ذاهبةَ لكنهَ استوقفهَا قائلاً بجديةَ ساخرةً:
- لا تستحقينَ محبةً أحدهم أن كنتِ ستتخلين عنه عند أول عقبة.
اتسعتَ عينيهَا لثوان ثم تجمعت الدموع بهمَا ، كأبره دقيقةَ غرزتَ في قلبهَا فأثقبتهَ..
ألتفتت سريعًا قبل إن يلقطَ دموعهَا المتدفقةَ وأخذت طريقهَا نحو أحد غرفَ تغيير الثياب الخاصةَ بالناديّ ، اغلقت الباب خلفهَا وانفجرتَ باكيةَ ، كان النادي قد أنهى تدريباتهَ بالفعل ، والجميع على وشك العودة للمنزل ، لا أحد لذا بدأ شعور الراحةَ يهيمّ على دواخلهَا..
تاركًا لشهقاتها المرتفعةَ المجال لأن تعلو أكثر فأكثر ، لم يكن هنالك مايعيقها عن البكاءَ بصوت مرتفع حتى نظراتهَ لإنتفاضتها ورجفةَ يديهَا التي تمسح الدمع من اهدابِها بأهمال..
لم ترفع نظرهَا لهَ ولم يقترب الآخر منهَا ، بل أسند جذعةَ على الحائط المقابل للخزائن والمقاعد الخشبية الطويلة التي تجلس عليهَا بصمتَ ، هدأتَ بعد قليل ومسحتَ دموعهَا تستقيم كانت على وشك التحدث إلى نفسهَا حين قاطعهَا صوتهَ البارد قائلاً:
- ايمكنني الخروج الآن؟
رمشتَ عدةَ مراتَ لعلها تستوعب ماتراهُ أمامهَا ، نظرت نحو الباب الذي اغلقتهَ ثم هتفتَ لهَ ببلاهةَ:
- لما تسألني؟
- ألستِ من أغلقهَ؟
قالهَا الأخر بهداوةَ ، هزت عهد رأسهَا إيجابًا له لذا هتف لهَا بجمود:
- لذا اسألكِ..
أنت تقرأ
كَــــــــــــــــرز || 𝐜𝐡𝐞𝐫𝐫𝐲
Teen Fictionالحبّ الأولَ لا يَحظى بالأزليةَ.. لا أتذكرُ كيفَ وقعتُ لكِ..، لكننيّ أعلمّ بأنني سأعيدُ الكره لو اتيحت ليّ الفرصةَ.. لا يهمَ كمّ مرةً نلنَا الحبّ ، كمّ مرةً شعرنَا برعشتهِ الأولى..، كمّ مرةً راودتنَا رجفةَ اليدَ ، دفء النظراتَ ، وهدوءَ النبراتَ ،...