الشبح|نهاية كل شيء

28 5 0
                                    


**************************************
مازال المطر يهطل،يصافح الجثث،يحيط بها بغطاء الماء،ينظف الماء الأحمر من الجثث،يرطبها ولازال هنالك المزيد،اجل لازال هنالك المزيد قادمون،كان غزيرا لدرجة أنك تظن أن الحرب ستنتهي بعد توقفه،تدمرت المدينة تماما،تدمرت الاحياء و عانت من أضرار جسيمة و تعرضت جميع المباني المقابلة للمركز للحريق و القذائف و اصبح شكل المدينة كالكوابيس التي تأتي عليك في النوم،اعمدة إنارة مدمرة،شوارع مليئة بحطام المروحيات،تربة تستقبل ضيوف جدد،اطفال مرعوبين بين احضان أمهاتهم مختبئين في بيوتهم ينتظرون نهاية هذه الحرب،ينتظرون العدالة،ينتظرون الامان،السلام،الاطمئنان،النهاية لكل شخص ساعد في فساد هذه البلاد،ينتظرون فوز الحكم العادل المطلق،رأس البلاء لكل العصابات و المافيات و المنظمات الإجرامية:الشبح.

**************************************
كانا يختبئان من المروحيات التي تحيط بالمركز خوفا من تعرضهم لرصاصاتها،مروحيات تدور هنا و هناك لرصد بشري واحد يقترب من المركز لابادته،استطاعا النجاة من المروحية التي كانت على وشك الاطلاق عليهما لولا القذيفة التي اتت و فجرتها ليعرفا أن الوضع ليس سهلا ابدا و أنه عليهما اتخاذ خطوتها بدقة و عدم التهور.
ستارد:حاليا الوضع صعب،هذي المروحيات كثيرة جدا،قبل أن نحاول الدخول،علينا أن نتدبر أمرها اولا،المركز أمامنا تماما و لكن أي حركة اندفاعية ستقوم بالقضاء علينا.
دان:إذن ماذا يجب علينا أن نفعل؟اليس الدوران حول المركز لتغيير الاتجاه جيدا؟
ستارد:لا لانه لا فرق،انها تدور بانتظام حول المركز،غيرنا اتجاهنا ام لا هذا لا يغير شيئا،المشكلة أنه بالفعل علينا الالتفاف نحو الجنوب لندخل البوابة ولكن هذا صعب.
فكر دان قليلا ثم جاءته الفكرة.
دان:لما لا ننتظر القذيفة التالية على أحدها لنستغلها كثغرة للدخول؟ربما يبدون ردة فعل لاكتشاف المكان الذي يخرج منها القذيفة و في ذلك الوقت نقوم بالدخول
ستارد:ليست فكرة سيئة و لكن اولا علينا الالتفاف نحو الجنوب.
دان:ليس مهما،بعد أن نمضي و نصل إلى المركز سنلتف إلى البوابة دون أن تلاحظنا فهي تركز على الأماكن المحيطة فقط.
ستارد:بدأت افكارك تعجبني يا فتى،القذائف تأتي من الشمال غالبا اتمنى أن يستعجل صاحب القذيفة لأن الوقت ضيق.

**************************************
واقفا في قمة المبنى يعض شفته بقوة و بحسرة و مسك اللاسلكي يأمر أحد المروحيات التوجه نحو الشمال لاكتشاف مكان القذيفة و قتله،كانت بالقرب منه جثة ليو و كلما ينظر إليها يتذكر ذلك الاحساس الذي أتاه عندما حضر الشبح،كان حضوره قويا جدا،حتى أنه ارتجف من نبرة كلامه المتوحشة التي تحمل الكثير من الحقد،اخذ ينظر بعينيه يمينا و يسارا أملا في إيجاد العدو ولكن يبدو أن العدو ماهر في الاختباء و ليس لديه مشكلة في مواجهة ملايين المروحيات.

**************************************
دان:لما لم يطلق القذيفة حتى الآن؟
ستارد:ربما لأنهم الان يتجهون شمالا،اذا أطلق سينكشف أمره
دان:ماذا نفعل؟
ستارد:هناك طريقة واحدة،كن مختبئا.
خرج ستارد و استغرب دان من خروجه،اطلق رصاصة في الهواء ثم اختبئ مجددا مع دان.
فور أن سمعت المروحيات ذلك التفتت جميعها متوجهة نحو مصدر الصوت،جميع المروحيات حتى المجموعة التي كانت في اتجاهها نحو الشمال التفتت،ايرلوك على الفور اخذ يصرخ فيهم بأن يستمروا على طريقهم وعدم الالتفات ولكن كان الأوان قد فات،فلقد استفاد صاحب القذيفة من هذه الثغرة و أطلق قذيفة بإتجاه أحد المروحيات و اصابتها و اصطدمت المروحية المصابة بالمروحية التي بالقرب منها و انفجرتا معا.
تحرك دان و ستارد نحو المركز مع التفات المروحيات التي تحرس المركز ولكن ما لم يكن بالحسبان أن أحد المروحيات لم تلتفت و انتبه لها ستارد،فدفع دان و اكمل طريقه وحده و هو يتجنب رصاصات المروحية التي رصدته بإحترافية مستغلا طبيعة المكان بإختبائه المستمر نحو إحدى السيارات متجنبا الاحتكاك مع المروحية و استطاع الوصول و الالتفات نحو البوابة و دخل،اما دان فلم يستطع أن يخطو خطوة واحدة بسبب المروحيات التي عادت إلى دورانها و ابتعد إلى الوراء كثيرا للخروج من نطاق الخطر،ولكن رأى شيئا جعله يشعر بالغضب،فبعد أن دخل ستارد المركز بدقائق،لمح بعينيه رجل يرتدي سترة حمراء و رأسه مغطى يدخل المركز،إنه بلا شك الشبح.
دان:لا لا استطيع تحمل ذلك،لا استطيع تحمل وجود هذا الجبان الحثالة،علي أن اكتشف طريقة تمكنني من الوصول إلى المركز بلا اضرار.

المجهولون|الشبححيث تعيش القصص. اكتشف الآن