𝐖𝐄 𝐆𝐎𝐓 𝐌𝐀𝐑𝐑𝐈𝐄𝐃

السابِع

اليوم التالي قد أتى وجونغكوك كان طوال الوقت يحمل عقلاً مشغولاً بما سيحصل وماذا ستكون إجابة تاي على طلبه الغريب والمُفاجئ ، يُفكر بأنه حقاً أناني بأفعاله فكيف يُهدده بعد الأعتراف بمشاعره له !!

يجد إن ما إفتعله غبي ومُستهتر فمن سيعترف لك بمشاعره ثُم يطلب يدك للزواج بعدها بثوان قصيرة يُهدِدُك إن لم توافق سيتركك وحيداً مع علمه التام إن الأخر لا يمتلك حتى أقارباً يُسعِفونه بأزمته !

الا تكفي تاي تلك الصدمات بعدها يأتيه جونغكوك بصدمةٍ ثُلاثية بنفس الوقت يجعل منه حزيناً .. رُبما
جونغكوك عاد متأخراً من عمله يحمل كتاباً باللغة الفرنسية هو متكفل بترجمته للكورية ، جونغكوك تعمد العودة متأخراً وشكر رئيس عمله بأعطائه هذا الكتاب المكون من 600 صفحة كي يُترجمه ..

هو مطلقاً لا يُريد الالتقاء بتاي بعد فعلته التي يجدها مخزية
حين دخل لمنزله الأضواء كانت مطفئة يعلم تماماً إن تاي لا يمتلك أدنى إهتمام بمشاهدة التلفاز أو السهر على الأفلام لذا زفر أنفاسه
براحة وتوغل سريعاً لِحُجرته يحبِسُ نفسه بداخلها

حصل جسده على حمامٍ مُنعش
يُريحه من إرهاقه في عمله ويُريح عقله الذي يحمل أكثر من لغة داخله ليخرج بعدما ارتدى بنطالاً من القطن رمادي اللون مع قميص أسود واسع ، تركَ خُصلاته الطويلة رطبة على حالها تسقُط قطرات المياه خلف رقبته لكنه يتجاهل ذلك

أخيراً إستقر على سريره الذي يتوق وبشدة أن يرى تاي نائماً بجانبه ..نظر للمساحة الفارغة والباردة لِيُمرر يده هناك بحسرةٍ فما يطلبه كثير ليتحقق بل هو صعب مع شخصية تاي التي تغيرت بعد احتراق عائلته أمام مقلتاه
هو يتفهم حُزْنٌ تاي وبُرودِه لكن الحُزن لن يطول لأخر حياته !

لازال
يمتلك عُمراً وجسداً مسؤول
عليه و على صحته و قضاء ما تبقى بأيامه سعيداً لا مهموماً طوال الوقت
أخرج تنهيدة ثقيلة ليلتقط الكتاب
الذي يتضمن العمل كي يُترجمه ففتح
أول صفحاته وبدأ بقراءته بصمت ،
أنتهى من ثلاث صفحات وحين كان

بصدد أن يقلبه للصفحة الرابعة طرق
باب غرفته وعلم الطارق فوراً لكن قلبه لم يكُن بخير وقتها
إبتلع ما بريقه لِيُعيد خُصلات شعره الطويلة للخلف ثُم قال بصوتِ حاول جعله ثابتاً فهذه المرة الأولى لتاي
بغرفته

" أُدخل"

دخل تاي بعد ذلك مُخفِضاً لرأسه بعدها رفعه لتلتقي عيناه الهادئتان
برفقة عينا جونغكوك اللامعة

" أيُمكننا الحديث إن كُنت متفرغاً ؟"
"بالطبع ، تفضل وإجلس "

جونغكوك
أغلق كتابه ووضعه بجانبه فتقدم تاي إلى أن إستقر جالساً على طرف سرير الأخر محدثاً مسافة شبه بعيدة عن الأكبر