" الفصل الأول "

548 22 5
                                    

"الفصل الأول "

كَانتْ فكرةُ وُجودِهِ لَمْ تَتَوقعهَا؛ فَكُلٌّ منهمَا لديهِ حياتهُ الخاصَّةُ، وَلَكِنَّ الْقَدْرَ كان  لَهُ رأيٌ آخَر مُنْذُ
أَوَّلِ لِقَاءٍ بَيْنَهُمَا !.

كَانَتْ هُناك فتاةٌ تَجْلِسُ فِي مطعمٍ  هَادئٍ صغيرٍ ترتادُ عليه  دائمًا بعد  خُروجِهَا مِنْ عَملهَا،  لِتقرأْ تلك  الروايات  التي مِنْ خِلالها تَنفصلُ عَنْ كثيرٍ مِنْ المشاكل  التي تدور حولهَا، كَانَتْ تَقْرَأُ فِي رِوايةٍ  مُشوقةٍ أَخذت  كل تفكيرها  لتفكرَ مَاذَا سَيحدثُ فِي هذه الرواية  ظَلت  هَكذا حَتَّى سَمعت  صوتًا يَقولُ لَهَا :

-عفوًا  هذا مكاني !
-ومن أنت حتى تقول ذلك  ؟
-يُوسُفُ، المهندسُ يوسف زيدان  .
-وَماذا تريد أيضًا أيها المهندسُ يوسف  ؟
-أُريد مكاني هذه  مَنضدتي وَأنا فقط من أجلسُ عليها  .
-لا إنها منضدتي الخاصةُ بي وليس لك الحق في أن تجعلني أذهب  .
-وَمَنْ أنتِ حتى تقولي ذلك  ؟
-فريده الشافعي المحاميةُ فريدة الشافعي .
-لَا يهمني ولكن أريدكِ أن تذهبي لمنضدة أخرى.

قَالها  بِلَا مُبالاة وَكأنَّ شبحًا يَقِف يُوسف زيدان المهندس يوسف زيدان  يَعمل في شركة كبيرة للهندسة  الأخ الأصغر لأخوتهِ  شخص  عَصبيٌ  جِدًا وَلَكنه لا يعلم أنها هى أيضًا تمتلك الصفة  وَلَا تَحتملُ أَن يأتي أحدًا يتحدث معها بإسلوب كـ هذا .

-وأنا أيضًا لا يُهِمني من أنتَ اذهب فحسب فلا أريد أن أفتعِلَ مشكلةً معكَ وأظن أنه مِنَ الأدبِ أن يتحدثَ الرجلُ للأنثى  بطريقةٍ مهذبة ٍ ولكن أرى أنه لا يوجد .

كلامُها آثار غضبهِ وكاد أن يردَّ بكلماتٍ أقوى من تلك الكلماتِ التي قالتلها له ولكن جاء من يفصلُ تلك المشكلةَ قائلًا :

-المهندس يوسف، آنسة فريدة ماذا يحدث ؟
ماذا تفعلون فنحن في مكانٍ لا يحقُّ لكُما أن تتحدثا بهذا الأسلوب، ماذا حدث لحدوث ذلك الشجار بينكما؟!

تمالكت فريدة أعصابها وقالت بهدوء :

-أستاذ محمد أنتَ مسؤولٌ عن هذا المكان، وتعرف جيدًا من الذي تأتي وتجلس في هذا المكان ؟
ومعروفٌ أنه أنا، إنه مكاني المفضلُ، هادئٌ
وَمنعزلٌ قليلًا لذلك أُفضلُ ذلك المكان .
-نعم معكِ حقٌ ولكنْ ..
-ولكنْ ماذا ؟!
-اليوم هو يوم الإثنين وأنتِ في هذا اليومِ لا تأتين هنا لأنكِ تأتين في جميع الأيام ماعدا ذلك اليوم .
وماذا في ذلك ؟!
-إنه اليوم الوحيد الذي يأتي فيه المهندس يوسف ويجلسُ على المنضدةِ

شعرت فريدة بالحرج لقد نسيت تمامًا بأنَّ اليوم هويوم الإثنين،  وهى نعم لم تأتي فيه لأن في ذلك اليوم تقوم بزيارة جدتها والدة والدها وعندما علمت بسفرها عندَ عمها فريد نظرت إلى يوسف وقالت :

-ولما أعتذرُ فأنا لم أكن أعلم أنه يوجد أحدًا غيري يأتي ويجلس مكاني .
-ليس بمكانِكَ ويا لكِ من مغرورةٍ، هل يصعبُ عليكِ الإعتذارُ!
-بل أنتَ هو المغرورٌ والمتكبرًا أيضًا ولا يحق لكَ مهما كُلفَ الأمرُ أن تعاملَ  إمرأةٍ مثلي بهذا الاسلوبِ، وإنَّ من يحق أن أعتذرُ له فهوَ صاحبُ ذلك المكان الأستاذ محمد .
أعتذر ياأستاذ محمد على ذلك الموقف، أنا سأذهب الآن وأعتذرُ مرةً أخرى .

ولنا في الحبّ  لقاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن