مقدمة:
"دي نوفيلا صغيرة كنت كتبتها من فترة و قررت أنزلها يمكن تعجب حضراتكم لحد ما أخلص فترة الامتحانات إن شاء الله و ارجع للروايات اللي وعدت حضراتكم بيها و أتمنى تعجبكم، هينزل منها اول فصل النهاردة و الباقي هحاول اخليه النهاردة أو بكرة بالكتير إن شاء الله"
****************
"هدية القدر"
"الفصل الأول"****************
_"لعل القدر يُرسل لك ما تزهده أنتَ و يرغبك هو، فينقلب السحر على الساحر، لترغبه أنتَ و يتركك هو"
***************
"اعمل حسابك يا عـز يا بني قبل العيد الكبير تكون اتصرفت في شقة علشان فرحك على جومانا التطويل دا كدا غلط"
تفوه "أنور" بذلك الحديث أمام خطيب ابنته الوحيدة بنبرةٍ غليظة و بها لهجة آمرة، جعلت الأخر يزدرد لُعابه بتوترٍ ثم قال بتشوشٍ:
"ازاي بس يا عمي ؟! إحنا متفقين إنها هتخلص السنة الجاية في الجامعة و أنا مقدم على الشقة في الاسكان و الحمد لله جت في العبور، و هبدأ أدفع الأقساط بتاعتها و في خلال سنة هستلمها"
رد عليه"أنور" برفضٍ قاطع:
"بص من غير كلام كتير إذا كنت عاوزها فعلًا اتصرف و خدها، إن شاء الله حتى تأجر شقة مفروش و تتجوزوا فيها"رفع "عز" حاجبيه للأعلى بغير تصديق، هل يمكن أن يطلب أب مثل ذاك الطلب ؟ كيف له أن يتحدث عن ابنته بتلك الطريقة ؟ لذا حاول استجماع بعضًا من شجاعته و هو يقول:
"اعذرني يا عمي هو إيه اللي جد في الموضوع علشان يخلي حضرتك تعمل كدا ؟! مش كان فيه اتفاق بيننا ؟!"
زفر "أنور" بحدة ثم شبك كفيه ببعضهما و هو يقول بثباتٍ دون أن يُرمش له جِفن:
"فيه أني هتجوز على العيد الكبير إن شاء الله، و العروسة رافضة إن يكون فيه حد في الشقة، و أظن دا حقها، لو مش هتقدر تتجوز، فيه عريس كان متقدم ليها قبلك و جاهز و شاري ولسه عاوزها، ها قولت إيه ؟!"
صُعق "عز" مما وصل لسمعه ناهيك عن تلك القبضة التي اعتصرت قلبه، لذا تحدث بنبرةٍ ضائعة:
"طب و لو معرفتش أجهز نفسي و الأمور اتأزمت معايا ؟! هعمل إيه يعني ؟! و هي هتعمل إيه؟"
رد عليه بمنتهى البرود و القسوة:
"والله اللي عندي قولته، فيه غيرك جاهز من مجاميعه، حتى شنطة هدومها مش لزماه، و هي تشوف مكان تاني تقعد فيه"تحدث "عز" بجمود و قد وصل لذروة الغضب من ذلك الفظ:
"أنا مش مصدق إن فيه كدا !! دي بنتك مش بيعة و شروة، بتتكلم عنها كأنها كرسي انتريه ياخده اللي يدفع أكتر !!"
أنت تقرأ
هِدية القدر
Historia Cortaلربما قد يجمعك القدر صدفةً بمن لا يعنيك و كنت به زاهدًا، لتصبح بعدها في أدق تفاصيله شاردًا، ربما يأتي لك ما لم تريده أنتَ و يبغاك هو، أو لربما تريده أنتَ و يزهدك هو، و بين ذلك و ذاك تتقطع الطرق و تزداد لتكتشف في نهاية المطاف أن لا هرب من القدر فقد ت...