2_الفصل الثاني

11.5K 1.3K 300
                                    

"هدية القدر"
"الفصل الثاني"

         **************

"كل ما أردته أن أتمرد على ذاتي و أقوى على معاناتي، لم أدري كيف كليهما معًا تعاونا في تدمير حياتي ؟"

        **************

وقف "عز" مصدومًا أمام والدته بعد حديثها و طريقتها الجافة في التحدث عن الفتاة بينما شقيقته اقتربت منها تقول بتوترٍ:

"أهدي بس يا ماما، الموضوع ميتاخدش كدا، جومانا مانا ملهاش علاقة بكل دا"

صاحت والدتها بصوتٍ عالٍ:
"يا سلام ؟! اصرفه منين كلامك دا يا ست بسمة ؟! كمان امها اتجوزت ؟! لحقت ؟! دي عدتها خلصانة من ييجي شهر و أقل كمان، دا إيه نسب الهم دا ؟!"

دلف "جلال" لهم على أثر الصوت الذي توصل صداه للبيت بأكمله و هو يقول بلهفةٍ و قلق:

"إيه في إيه ؟! حصل إيه يا عز؟"

التفتت له زوجته تقول بحنقٍ:
"تعالى و أعرف حصل إيه يا سيدي، تعالى شوف نسب إبنك اللي يشرف، اسمع يا جلال على جثتي الجوازة دي تتم، أنا قولت اهوه"

رد عليها هو مُسرعًا:
"نعم ؟! هو أي هبل و خلاص يا عزة ؟! ما تفوقي كدا و تعقلي كلامك، إحنا مال أبونا بحياتها و بأهلها إحنا اللي يخصنا البنت نفسها"

تدخلت "بسمة" تقول بصوتٍ مضطرب:
"يا بابا أصلًا جومانا اتصلت بعز و قالتله بكرة يروح ياخد حاجته و دبلته، البنت أصلا حاسة إنها بتظلمه يعني هي مش أنانية و كل همها عز"

تحدثت والدته بحنقٍ:
"أحسن برضه أنا من الأول مش قبلاها خلاص، يشوف واحدة غيرها الدنيا مليانة بنات كتير"

اقترب "عز" يقف أمامها يقول بصوتٍ محتد:
"حتى لو البنات كتير بس أنا مش هاخد غيرها هي و حتى لو فيها إيه أنا برضه عاوزها هي، البنات كتير آه بس مفيش واحدة فيهم زيها، ريحي نفسك"

تحرك من أمامها بعد حديثه بينما "جلال" قال بلومٍ يعاتبها:
"مفيش فايدة فيكِ أبدًا مخك عطلان عن التفكير و علطول مصدرة أوامرك على الكل، خليكِ براحتك بقى"

تحرك من أمامها هو الأخر و كذلك ابنتها التي رمقتها بضجرٍ و شررٍ ثم دلفت غرفتها بينما "عزة" جلست على المقعد تفرك كفيها معًا و الغيظ يظهر عليها.

     *************

في الخارج دلف "عز" الشرفة يقف بها يود الصراخ و رفع صوته يبكي لكنه تحامل على آلامه و أخفض رأسه و رفع كفيه يفرك خصلاته يحاول التوصل لحلٍ يحافظ به على حبه حتى و إن لم يعترف لها بذلك و لم يعترف حتى لنفسه.

اقترب منه والده يضع يده على كتفه يربت عليه بحركةٍ خافتة ثم وقف كليهما يستندان على سُور الشُرفة فقال والده بنبرةٍ هادئة:

هِدية القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن