"هدية القدر"
"الفصل الخامس_الاخير"*******************
"يبدو و كأنه كما الغيث يشبه المطر....أو كأنه مقطوعة حنونة أرسلها القدر"
******************
بعد مرور شهر تقريبًا و عدة أيام قليلة شارف حفل زفاف "بسمة" على القدوم بعد عدة أيام من مرور عيد الأضحىٰ، كان العمل في تلك الفترة على قدمٍ و ساقٍ لأجل تلك المناسبة، و قد تناست "جومانا" أمر عائلتها بالكامل و كأنها ولدت وسط عائلة "عـز".
لم تتغير أحوال عائلتها كثيرًا سوى أن والدتها لاقت المعاناة في بيت زوجها الجديد بسبب تعليماته الأمرة و بسبب معاملة فتياته الغليظة لها، بينما والدها اندمج مع زوجته الجديدة التي عملت على سحب أمواله و الطمع في عيشةً زاهدة بحقٍ لم يكن لها ذات يوم.
دلف "عـز" شقة والده و هو يلقي عليهم التحية ثم جلس على المقعد و هو يقول بنبرةٍ هادئة:
"كل سنة وانتم طيبين، العيد بكرة خلاص و هناكل اللحمة، مش فاهم بقالنا ٣ أيام مقضيينها جبنة و بطاطس ليه ؟!"
ردت عليه والدته بنبرةٍ ضاحكة:
"علشان العيد يا طفس، لما آكلك اللحمة دلوقتي، هتاكل إيه في العيد إن شاء الله ؟"حرك رأسه موافقًا ثم بحث عنها بنظره حتى خرجت من الداخل و هي تقول بنبرةٍ هادئة:
"حمدًا لله على سلامتك يا عز، خلاص كدا خدت الإجازة ؟!"رد عليها بنبرةٍ هادئة:
"الله يسلمك يا رب، آه الحمد لله خدت الإجازة نفطر بس و ننزل أنا و أنتِ"حركت رأسها موافقةً و بعد مرور عدة دقائق اجتمعوا حول الطاولة يتناولون وجبة الإفطار في يوم "عرفات" و قبل أن يبدأوا قال "عز" بمرحٍ:
"ما شاء الله، كل سنة و أنتم طيبين و السنة الجاية إن شاء الله، تكونوا على جبل عرفات، ربنا يقدرني و ابعتكم هناك و أكون ببارك لبسمة في شقتها"
رفعت "عزة" كفيها و هي تقول بتضرعٍ:
"يا رب يا حبيبي، يسمع منك يا رب و يهنيك و يسعدك و يفرحني بيك"قال "جلال" يمازحها بنبرةٍ ضاحكة:
"لأ أنا لو هروح، هروح لوحدي علشان العمرة تتقبل، أخدها معايا تعصبني و تخليني اغلط ؟!"شهقت هي بحدة فيما ضحك البقية عليهما حتى قال هو بحنانٍ:
"خلاص يا ستي بهزر معاكِ، ربنا يكرمنا سوا يا عزة و يكتبهالنا يا رب"مال "عـز" على أذن "جومانا" يقول بنبرةٍ هامسة:
"عقبال ما نروح أنا و أنتِ"لمعت عينيها بوميضٍ غريب و كأنها تتمنى ذلك بنظراتها دون أن تتحدث، حتى قال هو مؤكدًا:
"وعد مني احاول لحد ما نروح سوا إن شاء الله"
أنت تقرأ
هِدية القدر
Historia Cortaلربما قد يجمعك القدر صدفةً بمن لا يعنيك و كنت به زاهدًا، لتصبح بعدها في أدق تفاصيله شاردًا، ربما يأتي لك ما لم تريده أنتَ و يبغاك هو، أو لربما تريده أنتَ و يزهدك هو، و بين ذلك و ذاك تتقطع الطرق و تزداد لتكتشف في نهاية المطاف أن لا هرب من القدر فقد ت...