3_الفصل الثالث

11K 1.3K 580
                                    

"هدية القدر"
"الفصل الثالث"

   *****************

"على الرغم من الحزن الساكن بين جنبات صدري، إلا أن لازال هناك مافي قلبي يريد التبسم رغم كل شيء"

        ***************

بعد توسلها له في الهاتف أن يمد لها يد العون و لهفتها الباكية لم يقف كثيرًا، بل أغلق الهاتف في وجهها ثم سأل خطيب شقيقته بلهفةٍ:

"سالم !! معاك العربية بتاعتك ؟!"

حرك رأسه موافقًا بتيهٍ وقد أثار تغير "عـز" ريبته بينما الأخر قال بصوتٍ جهوريًا:

"قوم معايا يلا أنتَ لسه هتنح، بسرعة يلا"

سألته "بسمة" بهلعٍ من طريقته الغير معتادة:
"مالك بس يا عز ؟؟ حصل إيه لكل دا و فيه إيه قلقك كدا؟!"

رد عليها بضياعٍ و تشوشٍ:
"أبو جومانا بيجوزها يا بسمة، جايب ليها عريس و عاوز يجوزها غصب عنها"

اتسعت عينيها بهلعٍ و كذلك "سالم" بينما "عـزة" أتت من الداخل تقول بجمودٍ:

"و إحنا مالنا يابني؟! خلاص موضوعك معاها خلص و كل واحد فيكم راح لحاله، سيبك منها بقى و خلصنا و ربنا يعوض عليك يا عز"

اقترب منها يمسك كفيها و هو يقول متوسلًا لها:
"ابوس ايدك بلاش كلامك و بلاش تمنعيني علشان أنا كدا كدا هروحلها، دي متصلة تستنجد بيا علشان ملهاش غيري، عاوزاني أخذلها ؟!"

ردت عليه بثباتٍ زائفٍ:
"دول أهلها و هما أحرار معاها، مش هي سابتك و جابتلك حاجتك لحد هنا؟! يبقى هي مش رايداك يابني"

تدخلت "بسمة" تقول بنبرةٍ غلبها الحزن:
"يا ماما هي عملت كدا علشانه هو، كانت خايفة عليه و خايفة تضغطه، علشان خاطري بلاش تخليه يبعد عنها، البنت مش وحشة"

تنفست بعمقٍ ثم قالت:
"قولت لأ، مش هيروح، بصفته إيه يروح يمنع جوازها إن شاء الله ؟! لا من دمه و لا هي تخصه بشيء، مفيش مرواح من هنا يا عز"

قالت جملتها ثم رفعت حاجبيها تتحداه بنظراتها بينما وقف هو حائرًا خائر القوى مغلوبًا على أمره و نظرات الشفقة تتبعه محل وقوفه.
     
     *******************

في شقة "جومانا" كانت في غرفتها تدعو الله أن يوفق "عز" و أن يأتي لها، لطالما أخبرها قلبها بالوثوق به و الاعتماد عليه، رفعت رأسها تطلب من الخالق أن يوفقه و يأتي لها و أن تكون ثقتها به في محلها.

طرقات عنيفة على باب غرفتها وصلت لها جعلت جسدها يجفل بعنفٍ إثر ذلك الصوت و ما تلاه هو دلوف والدها الغرفة يقول بنبرةٍ جامدة تعبر عن مدى قسوته:

"قومي يالا يا بت، عريسك برة، قومي فِزي هتفضلي مبلمة كتير ؟!"

نهرها بحدة جعلتها تنتفض من محلها ثم شخصت ببصرها نحو موضع الساعة المُعلقة بالحائط لترى أن "عز" استغرق أكثر من الوقت المطلوب حتى يأتي لها، و عليه اعتصرت عيناها تحاول ردع تلك العبرات الخائنة ثم خرجت خلف والدها بعدما تأكدت من عدم مجيء "عـز" لها، فبالطبع لن يأتي و هي لن تخصه بشيء.

هِدية القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن